فيما قالت القوات العراقية إنها وصلت الى قرب آخر معاقل تنظيم داعش في الموصل القديمة وستنتزعها خلال ساعات.. حذر مرصد حقوقي عراقي من وجود عشرات الاحياء مع الجثث تحت الانقاض في المدينة، إضافة الى آلاف المدنيين العالقين في مناطق سيطرة التنظيم داعيًا الحكومة الى التحرك بأية طريقة لإنقاذ ما تبقى منهم.

إيلاف من لندن: أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت عن وصول قواته الى مقربة من آخر معاقل مسلحي تنظيم داعش في المحور الجنوبي لمدينة الموصل القديمة. وقال جودت في بيان تابعته "إيلاف" إن قوات الشرطة الاتحادية "قاب قوسين من انجاز مهامها القتالية واعلان النصر وانها على مقربة من شارع النجيفي وباب السراي وشارع غازي وسوق الاربعاء، آخر معاقل الجماعات الارهابية في المحور الجنوبي للمدينة القديمة".

وأوضح ان قواته قتلت 79 داعشيًا وانقذت 550 مدنياً خلال سيطرتها على مناطق باب جديد والجسر القديم والشفاء، مضيفًا ان تعاون الاهالي قادنا الى القاء القبض على عشرات الدواعش الذين فروا تحت عباءة النازحين. وشدد بالقول "إن داعش اندحر تمامًا وسندخل المنطقة المتبقية تحت سيطرته في غضون ساعات".

واكد قتل العشرات من الدواعش عند تقدم قطعات الشرطة في عملية تحرير حي الشفاء أحد الأحياء الرئيسية في المدينة القديمة. واشار الى ان قطعات قواته دمرت 32 سيارة مفخخة وفككت 50 حزاماً ناسفاً، و150 عبوة ناسفة لداعش في حي الشفاء، في الوقت الذي تمكنت فيه القوات من استعادة السيطرة على مدرسة العبير في حي باب جديد ضمن المدينة أيضاً.

عشرات الجثث تحت الأنقاض داخل الموصل

وعلى الصعيد نفسه، فقد قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن معركة مدينة الموصل القديمة خلفت العشرات من القتلى والمئات من الجرحى نتيجة إشتداد المعارك وإستخدام تنظيم داعش اعداداً كبيرة من المدنيين دروعاً بشرية. وقال المرصد في تقريراليوم تابعته "إيلاف"، انه تلقى إتصالات عديدة من عوائل في مدينة الموصل القديمة وعمال إغاثة تُفيد بوجود العشرات من الجثث تحت الأنقاض في مناطق محررة وغير محررة داخل المدينة.

آلاف المدنيين عالقون بمناطق داعش

وبحسب الإتصالات التي وردت الى المرصد، فإن الآلاف مازالوا عالقين حتى الآن في أحياء يُسيطر عليها تنظيم داعش داخل الموصل القديمة وأن التنظيم لم يسمح لأي من تلك العوائل بالخروج والوصول إلى القوات الأمنية العراقية، بل يصطحبهم معه إلى المناطق التي يندفع إليها.

وقال شاهد عيان تمكن المرصد من التواصل معه عبر الهاتف في أقل من دقيقة إن "مئات العوائل مُحاصرة بين حيي الخاتونية وعبدو خوب في الموصل القديمة، ولم تتمكن من الخروج إلى المناطق الآمنة بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل قناصين روس ينتمون الى تنظيم داعش".

واوضح شاهد آخر تمكن من الفرار إلى بر الأمان يوم الأربعاء الماضي، لكن عائلته مازالت في حي دكة بركة، إن "التنظيم يصطحب العوائل معه من المناطق التي يخسرها إلى المناطق التي مازال يفرض سيطرته عليها، وأثناء عملية الإصطحاب يُقتل العشرات من المدنيين بسبب الإشتباكات".

عشرات الاحياء مع الجثث

وقال عامل إغاثة تمكن قبل يومين من الوصول إلى جامع النوري الكبير، إن "المنطقة المحيطة بالجامع فيها العشرات من الجثث التي مازالت تحت الأنقاض ولم تُنتشل منذ أيام، وهناك من هم مازالوا على قيد الحياة، لكنهم لا يستطيعون الخروج من تحت الأنقاض وكلما تأخرت عملية إنقاذهم فارقوا الحياة".

وقالت فتاة من مدينة الموصل القديمة خلال مقابلة مع المرصد، إنها "فقدت في منطقة حضيرة السادة 6 من أفراد عائلتها بسبب القصف غير الدقيق الذي قامت به بعض القطعات الأمنية العراقية (لم تُحدد تلك القطعات)". أضافت الفتاة العشرينية أنها "وجدت في منطقة حضيرة السادة طفلة تتحرك بحضن إمها، وهي على قيد الحياة بعدما توقعوا مقتلها مع والدتها".. واضافت: "لا نعرف من يقصف القصف الكثيف والمنازل دُمرت".

واشار المرصد العراقي لحقوق الإنسان الى أن "المعلومات التي حصل عليها من شهود عيان تمكنوا الخروج من الموصل القديمة، تُفيد بوجود قصف كثيف على مدينة الموصل القديمة سقط بسببه العشرات من المدنيين".

وقال شهود عيان إن "المدنيين لم يجدوا طريقة أو مكاناً لدفن قتلاهم، الذين سقطوا جراء المعارك وإضطروا إلى إبقائهم في المنازل ووضع قطع قماش عليهم".
وأظهر مقطع فيديو لمراسل بي بي سي عربي في الموصل القديمة رجلاً يطلب المساعدة لدفن إبنته، التي قُتلت بسبب المعارك". 

دعوة للتحرك لإنقاذ الاحياء تحت الانقاض والآلاف في مناطق داعش

ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة العراقية الى التحرك بأية طريقة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين في مدينة الموصل، وأن تتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على سلامتهم ومنع إستخدامهم دروعاً بشرية من قبل التنظيم. وشدد على ان على القطعات الأمنية العراقية وطيران التحالف الدولي التفريق بين الأعيان المدنية والأعيان العسكرية والتفكير بمدى إلحاق الضرر بالمدنيين في أية هجمة عسكرية تقوم بها.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.