بدأت أسواق مركزية في العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى إضرابًا عن العمل اليوم بالتزامن مع انهيار غير مسبوق تشهده العملة الوطنية، ما أدى إلى انتشار أمني كثيف فيها ووضع القوات في حال تأهب قصوى.

إيلاف: بدأت إضرابات عامة الاثنين فی أسواق مدن طهران وکرج وتبریز وشهرری ومدن أخری بسبب انهیار قياسي لقیمة‌ التومان "الريال" العملة الوطنية، والفوضی في حالة‌ الإقتصاد الإيراني.&

وأشار مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح لـ"إيلاف" من مقر المجلس في باريس إلى أنه بعد انهيار قيمة التومان، حيث تجاوزت قيمة كل دولار أكثر من 12 ألف تومان، تجمع حشد غفير من المواطنين في ساحة "سبزه ميدان" في طهران مساء أمس، غير أنهم واجهوا هجومًا شنته قوات الشرطة ورجال الأمن، لكنه في صباح الیوم الاثنين بدأ إضراب في أسواق طهران وکرج وتبریز وشهرري ومدن أخری، وأصبح موقف الشارع الإيراني متفجرًا. &

وأكد قائلًا إن الظروف الآن في سوق طهران ملتهبة، حيث تم إغلاق محال السوق الكبيرة و"بله آهني" ومحال بيع الذهب. وبيّن أن ضباط قوات الشرطة، إضافة إلى تواجدهم في ساحة فرودسى وتقاطع إسطنبول، تمركزوا في سوق طهران الكبيرة، فيما تمركز سائقو الدراجات النارية التابعون لمكافحة الشغب في تقاطع شارع الجمهوية أمام مول علاء الدين، حتى يقوموا بمنع بدء الاحتجاجات، وفي أصفهان شهدت سوق أبزار وسوق الآليات والماكينات إضرابًا أيضًا.&

وأوضح أنه في الوقت الذي تتوالى العقوبات الأميركية المتعاقبة، وفي حين يستمر هبوط قيمة العملة الإيرانية فإن هناك ارتفاعًا قياسيًا في سعر الدولار، حيث ارتفع من 98 ألف ريال إلى 112 ألف ريال. وتضاعفت قيمة الدولار ثلاثة أضعاف خلال عام واحد ففي سبتمبر عام 2017 كان يصرف كل دولار بحدود 3800 تومان، وبعد عام واحد تخطت قيمة الدولار حدود 10 آلاف تومان.&

وقال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن "هذه الحالة القياسية لانهيار سوق العملات تأتي في وقت سحب فيه قادة النظام الإيراني ثرواتهم وأرصدتهم من البنوك الإيرانية، وقاموا بنقلها إلى البنوك الأجنبية، لأنهم "اشتموا رائحة الانهيار الوشيك للنظام بسبب انتفاضة الشعب الإيراني، وحيث إن هذا هو اليوم الثامن لجولة جديدة من إضراب سائقي الشاحنات الثقيلة، كما إنه وفي كل يوم يمتد نطاق هذا الإضراب نحو التوسع، وفي الوقت الراهن فإن حالة سوق طهران ملتهبة بشكل شديد، والأوضاع في العاصمة طهران وبقية المناطق انفجارية للغاية، وتبقى القوات الأمنية وقوات الشرطة أيضًا منتشرة في نقاط حساسة في طهران في حالة التأهب القصوى".&

انهيار غير مسبوق للعملة المحلية
تأتي هذه الإضرابات في وقت تجاوز سعر الدولار حدود 12 ألف تومان، وسعر المسكوكات الذهبية أربعة ملايين وأربعمئة ألف دولار، وهو ما يؤشر إلى تعمق في الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يواجهها النظام.

أما البنك المركزي، الذي أقال الرئيس الإيراني حسن روحاني رئيسه في الأسبوع الماضي، بسبب فشله في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وخاصة أزمة العملة، فقد قال في إعلان أثار السخرية إن "التطورات الأخيرة في سوق الصرف الأجنبي وسوق الذهب يرجع سببها بشكل أساسي إلى مؤامرة أعداء البلاد بهدف خلق اضطراب في الاقتصاد وتقويض حالة الهدوء النفسي للمواطنين". &
&
وتؤكد مصادر إيرانية أن الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تشهدها البلاد حاليًا هي نتيجة أعمال النهب والسرقات لمسؤولي النظام وقوات الحرس الثوري وتبديد أموال الشعب الإيراني في عمليات القمع والمشاريع النووية والصاروخية وإثارة الحروب الخارجية وتصدير الإرهاب والتطرف.

&