إيلاف من القاهرة: بعد صدور حكم بإعدام جماعي لنحو 75 من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين يوم السبت الماضي، في قضية "فض اعتصام رابعة"، طالبت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، بإلغاء عقوبة الإعدام مؤكدة أنها تأتي لتعزيز الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة، لاسيما أن عقوبة الإعدام هي العقوبة الوحيدة التي لا يمكن إعادة النظر فيها إذا ظهرت أدلة جديدة تثبت براءة من أدين.

ودعت المنظمة الحكومة المصرية إلى ضرورة التوقيع على البروتوكول الثاني الاختياري الملحق للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وكذلك احترام المعايير الدولية التي تحد من نطاق عقوبة الإعدام، لحين إلغائها تمشيًا مع توصيات "اللجنة المعنية بحقوق الإنسان" في عام 1993، ضرورة إعادة النظر في الجرائم التي تطبق فيها عقوبة الإعدام، وحصر الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام وقصرها على الجرائم ذات العواقب القانونية الخطيرة ووضع آلية محددة ومعروفة لتنفيذ تلك العقوبة، وكذلك وقف تنفيذ أحكام الإعدام القائمة واستبدالها بعقوبات الحبس لآماد طويلة، تمهيدًا لإلغاء عقوبة الإعدام بشكلٍ كاملٍ، ضرورة استخدام رئيس الجمهورية سلطاته المنصوص عليها في المادة 470 إجراءات جنائية للعفو عن المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام.

وأكدت المنظمة في تقرير لها حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن عقوبة الإعدام تمثل انتهاكا لأهم حقوق الإنسان على الإطلاق وهو حق الإنسان في الحياة ذلك الحق الذي كفلته المواثيق والاتفاقيات الدولية ومنها المادة السادسة من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 التي نصت على أن "لكل إنسان الحق الطبيعي في الحياة، ويحمى القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي، وفى البلاد التي لم تلغ فيها عقوبة الإعدام بعد، يجوز تنفيذ هذا الحكم بالنسبة لأكثر الجرائم خطورة فقط، وذلك طبقًا لأحكام القانون المعمول به في وقت ارتكاب الجريمة"، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر 1971 الذي يؤكد على أن الهدف الذي يجب السعي إليه من أجل الكفالة التامة للحق في الحياة المنصوص عليه في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو التضييق التدريجي لعدد الجرائم التي تجوز المعاقبة عليها بعقوبة الإعدام، على اعتبار أن الشيء المستجوب في نهاية المطاف هو إلغاء هذه العقوبة في جميع الدول، وكذا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 44-128 في 15 ديسمبر 1989 بالبروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بهدف العمل على إلغاء عقوبة الإعدام.

وقال رئيس المنظمة، حافظ أبو سعدة، إن الدول التي ألغت عقوبة الإعدام في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أن "عقوبة الإعدام تغتال أسمى وأقدس الحقوق على الإطلاق ألا وهو الحق في الحياة".

وأضاف لـ"إيلاف" أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في 20 ديسمبر 1971 قرارها والذي يؤكد على أن الهدف الذي يجب السعي إليه من أجل الكفالة التامة للحق في الحياة المنصوص عليه في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو التضييق التدريجي لعدد الجرائم التي تجوز المعاقبة عليها بعقوبة الإعدام، على اعتبار أن الشيء المستجوب في نهاية المطاف هو إلغاء هذه العقوبة في جميع الدول.

ولفت إلى أن هناك تجارب لدول عربية منها، الجزائر استبدلت عقوبة الإعدام بعقوبات السجن لاسيما وأن ظروفها تتشابه مع ظروف الدولة المصرية.

وكانت الدائرة 28 إرهاب، بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، قررت السبت &الماضي، إحالة أوراق 75 من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، بعد إدانتهم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"فض اعتصام رابعة"، تم تأجيل القضية لـ8 سبتمبر المقبل للنطق بالحكم، القابل للطعن علية بالنقض.