إيلاف من لندن: دخلت خلافات القوى الشيعية العراقية حول تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر والحكومة الجديدة خلال الساعات الاخيرة مرحلة تنذر بتداعيات خطيرة.. فيما هدد زعيم شيعي مبعوث الرئيس ترمب للعراق بإسقاط أي حكومة عراقية يكون الأميركيون&وراء تشكيلها.

فبعد معلومات عن انشقاق رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض عن تحالف النصر بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي وانضمامه الى تحالف الفتح بقيادة هادي العامري المدعوم من رئيس ائتلاف دولة القانون تائب الرئيس&العراقي نوري المالكي، فقد اقدم العبادي الليلة الماضية على اعفائه من مهامه مستشارًا للامن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الامن الوطني.

&واصدر العبادي امرا ديوانيا نقله مكتبه الاعلامي وتابعته "إيلاف"، اشار فيه الى انه " بالنظر لانخراط فالح فيصل فهد الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية وهذا ما يتعارض مع المهام الامنية الحساسة التي يتولاها واستنادًا الى الدستور العراقي في حيادية الاجهزة الامنية والاستخبارية وقانون هيئة الحشد الشعبي والانظمة والتعليمات الواردة بهذا الخصوص وتوجيهاتنا التي تمنع استغلال المناصب الامنية الحساسة في نشاطات حزبية، واستنادا الى الصلاحيات المخولة لنا قررنا ما يأتي:

1. إعفاء فالح فيصل فهد الفياض من مهامه كمستشار للامن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الامن الوطني.

2. ينفذ هذا القرار من تأريخ صدوره.. وهو يوم امس الخميس 30 من الشهر الحالي.&

وفور صدور القرار داهمت قوة أمنية مقر الحشد الشعبي في بغداد وسيطرت عليه وتحفظت على محتوياته واوقفت صلاحيات اربعة&من مساعدي الفياض وابلغتهم بوقفهم عن العمل حتى صدور امر بتعيين قيادة جديدة للحشد.

وكانت معلومات قد ترشحت مؤخرا عن ترشيح الفياض لرئاسة الحكومة المقبلة ما يعني منافسته للعبادي على المنصب الذي يتطلع اليه الاخير للحصول على ولاية ثانية.

والفياض والعبادي يتنميان الى حزب الدعوة الاسلامية برئاسة نوري المالكي وخاض الاول الانتخابات الاخيرة من خلال "حركة العطاء" التي شكلها قبيل الانتخابات التي جرت في 12 مايو الماضي ليأتي خلافه الاخير مع العبادي ليحرم تحالف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء من مقاعد لا يستهان فيها في حال انسحابه من النصر وانضمامه مع نواب آخرين الى تحالف الفتح.
&
تحالف العامري يهاجم العبادي ويتهمه بالبحث عن ولاية ثانية&

وعلى الفور، اعتبر تحالف الفتح الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي بقيادة رجل ايران القوي في العراق هادي العامري، اعفاء العبادي للفياض من مناصبه في رئاسة هيئة الحشد وجهاز الامن الوطني أمرا خطيرا.

وقال التحالف في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه اليوم إن "قرار إعفاء السيد فالح الفياض من رئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني ومستشارية&الأمن الوطني، يعبر عن بادرة خطيرة بإدخال الحشد الشعبي والاجهزة الأمنية في الصراعات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية"، في إشارة الى العبادي.

واضاف انه من غير مقبول على الإطلاق ان يصدر رئيس تحالف النصر رئيس الوزراء المنتهية ولايته (حيدر العبادي) قراراً باقالة مسؤول أمني رفيع المستوى يشرف على اهم الأجهزة الأمنية لأنه يعتقد ان هذا المسؤول لا يرى مصلحة في التجديد له لولاية ثانية وهذا مؤشر جديد على ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته اصبح يتعامل مع الأجهزة الأمنية واجهزة الدولة الاخرى وفقاً لمصلحته الشخصية وفرض قبول الولاية الثانية شرطاً لبقاء المسؤولين في اماكنهم".

واضاف التحالف "لذا فإن هذه القرارات غير قانونية وفقاً للدستور كون السيد فالح الفياض يشغل هذه المسؤوليات التي تعد بدرجة وزير وهي مواقع سياسية شأنها شأن وزارة الدفاع والداخلية كما ان هذه الإجراءات قرارات شخصية تربك الوضع الأمني وتجازف باستقرار البلد وفتح الجبهة الداخلية امام الارهاب ارضاءً لرغبة الاستئثار بالسلطة".&

وتشهد الساحة العراقية حاليا صراعا حادا بين القوى الشيعية التي فازت في الانتخابات الاخيرة من اجل تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة الجديدة وهو صراع ضالعة فيه واشنطن وطهران، الطرفان الخارجيان اللذان يدفع كل منهما باتجاه حكومة جديدة مؤيده له ومدعومة من قبله.
&
العامري يهدد ماكغورك بإسقاط أي حكومة عراقية تتشكل بتدخل أميركي

وهدد هادي العامري رئيس تحالف الفتح زعيم منظمة بدر الشيعية الموالية لايران المبعوث الأميركي الى العراق بيرت ماكغورك باسقاط أي حكومة عراقية تتشكل بتدخل من بلاده.

وبحسب مكتب العامري، فإن "الامين العام لمنظمة بدر رئيس تحالف الفتح هادي العامري التقى الخميس، مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك وهدده بإسقاط أي حكومة عراقية تتشكل بتدخل أميركي خلال مدة شهرين.&

وشدد العامري خلال الاجتماع على رفض "أي تدخل أميركي في تشكيل الحكومة".. وقال لماكغورك " "اذا اصريتم على تدخلكم سنعتبر أي حكومة تشكل من قبلكم عميلة وسنسقطها خلال شهرين"، بحسب بيان للمكتب اطلعت على نصه "إيلاف".

وامس قال ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي إن واشنطن بدأت تدفع بإتجاه تشكيل حكومة طوارئ عراقية مدتها عامان بعد ان ايقنت ان مشروعها لن ينجح في العراق والحكومة ستتشكل بقرار عراقي خالص دون اي تأثير خارجي على حد قوله متغافلا عن التدخل الايراني الواسع في تشكيل الحكومة العراقية.

ويقوم ماكغورك بزيارات دورية إلى العراق منذ بدء الحرب على تنظيم داعش عام 2014، وهو موجود في بغداد حاليا حيث يقوم بحوارات مع القوى السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة.&

وبالتزامن فقد كشفت وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل مباحثات هاتفية جرت مساء امس بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني موضحة أن "الولايات المتحدة تأمل رؤية حكومة قوية تضم جميع المكونات وتخدم جميع الشعب العراقي".

وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناويرت في بيان إن بومبيو قد أكد على أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة عملية عراقية يجب أن تجري&وفقاً للجداول الزمنية الدستورية وانعكاساً لإرادة الناخبين العراقيين.. وشدد على أن "الولايات المتحدة تأمل في رؤية حكومة قوية تضم جميع المكونات وتخدم جميع الشعب العراقي.
&