إيلاف من لندن: رفع مجلس النواب العراقي الجديد جلسته الاولى في بغداد اليوم إلى غد من دون انتخاب رئيسه ونائبيه وسط دعوات لتشكيل حكومة قوية قادرة على تعزيز الأمن والاقتصاد فيما يتصارع فريقان برلمانيان على تشكيل الكتلة الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة وتم اللجوء إلى المحكمة الاتحادية العليا لتقرر من هي الأكبر من بينهما للبرلمان.
وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمة افتتح بها جلسة البرلمان التي تابعتها "إيلاف"، إن المعركة القاسية ضد الارهاب والصعوبات الاقتصادية الناتجة عن انهيار اسعار النفط لم تجعل العراقيين يتخلون عن الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة. وأشار إلى أنّ البرلمان الجديد يواجه مهامَّ&جسيمة في معالجة نواقص العملية السياسية وتحقيق دولة المواطنة القائمة على احترام الاختلاف وعلى الحوار والمشاركة والتوازن.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة قوية قادرة على تحقيق مطامح الشعب وتطلعاته وتعزيز العلاقات بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأكد ضرورة تطوير الاقتصاد وتعزيز الأمن ومواجهة الفساد والطائفية والكراهية بين العراقيين ودحر الفكر التكفيري واحترام حقوق المرأة ومعالجة الفقر والبطالة وتعزيز الأمن الاقليمي ومعالجة مشكلة المياه.
اما رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد دعا النواب إلى التعاون مع الحكومة الجديدة وانجاز المصادقة على القوانين المهمة المعطلة وتعزيز الاقتصاد والأمن. وأشار إلى أنّ حكومته نجحت في اقامة علاقات اقليمية متوازنة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى. ودعا النواب الجدد إلى العمل على حل مشاكل المواطنين وعدم استغلالها لمكاسب سياسية ضيقة.
كما شدد العبادي على ضرورة تركيز المرحلة المقبلة على الاعمار وتوفير فرص العمل والخدمات وفرض القانون ومنع السلاح خارج سلطة الدولة وان لاتعلو راية فوق راية العراق. ودعا إلى&التعهد بعدم احياء النعرة الطائفية بين المواطنين والاستمرار في مكافحة الفساد على جميع المستويات.
ثم استعرض رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري ما حققته الدورة البرلمانية السابقة في تشريع القوانين واداء المجلس لدوره الرقابي والتشريعي، وأكد ضرورة التركيز خلال المرحلة المقبلة على الاعمار واعادة النازحين لمناطقهم.
كتلتان تتنازعان تشكيل الحكومة
وانعقدت الجلسة وسط صراع بين كتلتين نيابيتين تقول كل منهما انها الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال العبادي في تصريح متلفز تابعته "إيلاف" إن كتلته قد سجلت في البرلمان اليوم باعتبارها الاكثر عددا من النواب وانها تضم اكثر من نصف عدد النواب البالغ 329 نائبا فيما سجل الفريق الثاني بقيادة المالكي - العامري كتلته باعتباره الأكبر، وهي تضم 145 نائبا.
وينتظر المراقبون اعلانا من رئيس جلسة اليوم البرلمانية الأكبر سنا محمد علي زيني عن الكتلة النيابية الأكبر عددا رسميا والتي سجلت في البرلمان.
وقبيل ساعات من انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان العراقي اعلن في بغداد الليلة الماضية عن اتفاق 20 كيانا سياسيا لهم 180 مقعدا فائزا في الانتخابات الاخيرة على تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر&ضمن تحالف الصدر- العبادي والتي ترشح رئيس الحكومة الجديدة فيما اعلن عن تشكيل كتلة اخرى بقياة المالكي والعامري عقب ذلك تضم 145 نائبا.
ووقع قادة الكتل الثماني&عشرة في وقت متأخر الليلة الماضية على وثيقة بتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي تضم اكثر من 180 مقعدا برلمانيا من مجموع 329 مقعدا هو مجموع عدد اعضاء مجلس النواب بزيادة حوالي 10 مقاعد عن المطلوب دستوريا لانبثاق الكتلة الأكبر.&
وفي مؤتمر صحافي عقده حسن العاقولي رئيس حزب سائرون ضمن تحالف مقتدى الصدر اليوم وتابعته&"إيلاف" أكد ان تحالفهم الذي اطلق عليه "الاصلاح والاعمار" هو الكتلة الأكبر التي ويضم 20 تشكيلا سياسيا سيشكلون الحكومة الجديدة التي ستكون عابرة للطائفية والمحاصصة.
&واثر ذلك سارع قادة المحور المنافس بقيادة العامري- المالكي والمدعوم ايرانيا إلى الاعلان عن تشكيل تحالف الكتلة الأكبر باسم "البناء".
وقال القيادي في تحالف الفتح احمد الاسدي في مؤتمر صحافي اليوم تابعته "إيلاف" انه تم جمع تواقيع 153 نائبا، وبذلك فانها هي الكتلة الأكبر رغم انها تقل عن سابقتها بحوالي 30 نائبا. وأشار إلى أنّ تحالفه سيشكل الحكومة المقبلة التي ستحقق طموحات العراقيين.
واستنادا لذلك، فقد اضطر رئيس الجلسة الأكبر سنا محمد علي زيني إلى ارسال استفسار إلى المحكمة الاتحادية العليا يطلب منها تحديد الكتلة الأكبر رسميا.&
&
&تأجيل جلسة البرلمان إلى غد
وقد تم تأجيل جلسة البرلمان إلى غد للتصويت على رئيس البرلمان ونائبيه بعد ترشح سنة نواب سنة لتولي منصب الرئيس.
رشحت القوى السنية كلاً من أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي ومحمد الحلبوصي محافظ الانبار وطلال الزوبعي القيادي في ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي أياد علاوي ومحمد تميم القيادي في قيادة القوى العراقية ورشيد عزاوي فيما لم يعرف بعد اسم المرشح السادس.
كما رشحت القوى الكردية لمنصب رئيس الجمهورية كلاً من هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وملا بختيار القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لكن القيادية في الاتحاد عقيلة الرئيس السابق جلال طالباني شددت في بيان اليوم على ان منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد ودعت قيادة حزبها إلى اختيار احد الاعضاء الاكفاء ممن يتمتعون بخبرة وتجربة ونضال مستمر للمنصب، بحسب قولها.&
اليمين الدستورية
وشهدت جلسة البرلمان اليوم أداء نص اليمين الدستورية لاعضاء البرلمان الجدد ومن ثم الافتتاح بالنشيد الوطني وقراءة آيا من القرآن الكريم وسورة الفاتحة على "أرواح الشهداء".
&
&
ونص اليمين الدستورية الذي أداه النواب الجدد هو كما يلي "أقسم بالله العلي العظيم أن اؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ واخلاص وان احافظ على استقلال العراق وسيادته، وارعى مصالح شعبه واسهر على سلامة ارضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي وان اعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء والتزم بتطبيق التشريعات بامانة وحياد، والله على ما اقول شهيد".
ثم رأس النائب عن تحالف سائرون الفائز في الانتخابات بزعامة مقتدى الصدر الدكتور محمد علي زيني (79 عاما) رئاسة الجلسة الاولى باعتباره أكبر الاعضاء سنا.&
وسيتولى البرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأغلبية ثلثي عدد النواب خلال 30 يوماً من انعقاد الجلسة الأولى، ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يوماً لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد أصدر الاثنين الماضي مرسوماً جمهورياً يقضي بدعوة مجلس النواب لعقد جلسته الأولى اليوم الثالث من شهر &سبتمبر على أن يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً.
التعليقات