يبدأ العراق غدًا الاثنين مرحلة سياسية جديدة بانعقاد أولى جلسات برلمانه الجديد بدورته الرابعة، فيما يتصاعد الصراع بين التحالفات الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لتشكيل الكتلة الأكبر التي ترشح رئيسًا شيعيًا للحكومة، بينما ظهرت أسماء ثلاثة مرشحين سنة لرئاسة البرلمان ومثلهم أكراد لرئاسة الجمهورية.&

إيلاف: يعقد مجلس النواب العراقي أولى جلساته الاثنين في دورته الرابعة منذ سقوط النظام السابق عام 2003، فيما يستمر صراع التحالفات تصاعدًا حول مناصب الرئاسات الثلاث للبرلمان والجمهورية والحكومة.&

وفي حين تتواصل الحوارات والاجتماعات بين قادة التحالفات لتشكيل الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الحكومة الجديدة، وإعلانها في جلسة البرلمان الأولى غدًا، فإن سنة البلاد وأكرادها يقتربون من الاتفاق على حصتهما في رئاستي البرلمان والجمهورية.

فقد رشحت القوى السنية كلًا من أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي ومحمد الحلبوصي محافظ الأنبار وطلال الزوبعي القيادي في ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي أياد علاوي.. فيما رشحت القوى الكردية لمنصب رئيس الجمهورية كلًا من هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وملا بختيار القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لكن القيادية في الاتحاد عقيلة الرئيس السابق جلال طالباني شددت في بيان اليوم على أن منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد، ودعت قيادة حزبها إلى اختيار أحد الأعضاء الأكفاء ممن يتمتعون بخبرة وتجربة ونضال مستمر للمنصب، بحسب قولها.&

وفي وقت متأخر مساء أمس أعلنت شبكة "رووداو" الكردية أنه تم اتفاق على ترشيح برهم صالح رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، المنشق عن الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، يقضي بعودته إلى صفوف الاتحاد مقابل ترشيحه لرئاسة الجمهورية العراقية.

تفاصيل مجريات الجلسة الأولى للبرلمان&
وعلمت "إيلاف" أن جلسة البرلمان الأولى غدًا ستشهد أداء نص اليمين الدستورية لأعضاء البرلمان الجدد، ومن ثم الافتتاح بالنشيد الوطني، وقراءة آي من القرآن الكريم وسورة الفاتحة على أرواح الشهداء.. بعدها كلمة لرئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، ثم كلمة الرئيس فؤاد معصوم، وأخرى لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ثم تجري عملية انتخاب رئيس البرلمان، الذي سيكون سنيًا، ونائبيه: الأول شيعي، والثاني كردي، بحسب نظام المحاصصة الطائفية، المعمول به في البلاد منذ عام 2003.

نص اليمين الدستورية الذي سيؤديه النواب الجدد هو كما يلي: "أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدّي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص، وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه، وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وأن أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء، وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد".

بعد ذلك يرأس النائب عن تحالف "سائرون" الفائز في الانتخابات بزعامة مقتدى الصدر الدكتور محمد علي زيني (79 عامًا) رئاسة الجلسة الأولى باعتباره أكبر الأعضاء سنًا، وقراءة أسماء أعضاء مجلس النواب للدورة الانتخابية الرابعة، ثم الإعلان عن موعد إنعقاد الجلسة المقبلة، والإختتام بالنشيد الوطني.

سيتولى البرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بغالبية ثلثي عدد النواب خلال 30 يومًا من انعقاد الجلسة الأولى، ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة، ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يومًا لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.

الفترات البرلمانية السابقة
بانعقاد جلسة مجلس النواب العراقي غدًا تكون ثلاث دورات برلمانية قد سبقتها، الأولى للفترة بين عامي 2006 و2010، ثم الدورة الانتخابية الثانية بين عامي 2010 و2014، والدورة الثالثة بين عامي 2014 و2018، والدورة الرابعة الجديدة هذه هي للأعوام بين 2018 و2022.
&&
أما رؤساء السن في الدورات الانتخابية السابقة فكانوا في الدورة الانتخابية الأولى عدنان الباجه جي من القائمة العراقية بزعامة علاوي، وفي الدورة الانتخابية الثانية فؤاد معصوم من قائمة التحالف الكردستاني، وفي الدورة الانتخابية الثالثة كان الراحل مهدي الحافظ من قائمة ائتلاف العراق.

جدل حول تكاليف انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان&
قالت مواقع على شبكة التواصل الاجتماعي إن تكاليف عقد الجلسة الأولى للبرلمان غدًا تتراوح بين 18 و20 مليون دولار، لكن الإدارة الإعلامية للبرلمان نفت ذلك، مؤكدة عدم وجود أية تخصيصات في موازنة مجلس النواب لصرف أية امتيازات للنواب.

وأوضحت&الإدارة في بيان أنه "في الوقت الذي ننفي فيه نفيًا قاطعًا ما ورد في الخبر جملة وتفصيلًا، فأننا نؤكد أن مجلس النواب لم يقم بصرف أي مبالغ مالية للنواب طيلة دورتيه الثانية والثالثة، كما لم يقم بصرف أي منحة للنواب في دورته الحالية، ولا توجد تخصيصات لصرف أي امتيازات للنائب في ميزانية مجلس النواب".

ودعت الإدارة الإعلامية لمجلس النواب "مثيري هذا الحدث إلى توخي الدقة والموضوعية عند نشر أخبار من هذا القبيل، واستسقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية، وبما يسهم في تقديم المعلومة الصحيحة إلى الرأي العام".

وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قد أصدر الاثنين الماضي مرسومًا جمهوريًا يقضي بدعوة مجلس النواب إلى عقد جلسته الأولى غدًا الاثنين الثالث من شهر سبتمبر المقبل، على أن يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنًا.