بيروت: أبلغت الجبهة الوطنية للتحرير، التي تضم أبرز الفصائل المعارضة في محافظة ادلب ومحيطها، الجانب التركي، رفضها أي تواجد روسي في المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة، بموجب اتفاق أبرمته موسكو وأنقرة قبل أسبوعين.

جنّب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في السابع عشر من الشهر الماضي، محافظة إدلب هجومًا واسعًا لوّحت به دمشق على مدى أسابيع. وينص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة روسية.

وأفاد الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى، في بيان نشره عبر صفحته على تطبيق تلغرام، في وقت متأخر من ليل الأحد عن "لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق وموضوع التواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد".

وقال إن الجبهة ابدت خلال الاجتماع "رفض" هذا التواجد "وحصل وعد بعدم حصوله، وهذا ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي".

تأسست الجبهة الوطنية للتحرير في مطلع شهر أغسطس، وتضم غالبية الفصائل غير الجهادية المقربة من تركيا، أبرزها حركة أحرار الشام وفيلق الشام وحركة نور الدين الزنكي وجيش الأحرار. ويبلغ عديد مقاتليها قرابة ثلاثين ألفًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يتوجب على كل الفصائل، بموجب الاتفاق الروسي التركي، سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المحددة بحلول العاشر من الشهر الحالي، وينسحب الجهاديون تمامًا منها بحلول منتصف الشهر.

جاء موقف الجبهة الوطنية للتحرير بعد ساعات من تأكيدها عدم سحب أي فصيل تابع لها آلياته الثقيلة بموجب الاتفاق الذي يسري على محافظة إدلب وريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي. وكان المرصد أفاد صباح الأحد عن بدء فيلق الشام سحب آلياته الثقيلة من ريفي حلب الغربي والجنوبي، وهو ما نفاه الفصيل لاحقًا.

سبق لجيش العزة، أحد الفصائل الناشطة في ريف حماة الشمالي، أن أعلن السبت رفضه إقامة المنطقة العازلة على مناطق سيطرة الفصائل فقط، مؤكدًا رفضه تسيير روسيا أي دوريات في نطاق سيطرته. كما أبدى خشيته من أن يشكل الاتفاق مقدمة "لقضم المناطق المحررة".

تعكس هذه المواقف حالة من الإرباك في صفوف الفصائل المعارضة إزاء الاتفاق، بعدما كانت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير رحبت بمضمونه، وأكدت استعدادها التعاون مع تركيا لتطبيقه، وإن كانت أبدت في الوقت عينه "عدم ثقتها" بروسيا.

تشكل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) عمليًَا العقبة الأبرز أمام تنفيذ الاتفاق، مع سيطرتها ومجموعات متشددة متحالفة معها على نحو سبعين في المئة من المنطقة العازلة المرتقبة.

لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الهيئة، التي كانت أعربت سابقًا عن رفضها "المساومة" على السلاح، معتبرة الأمر "خطًا أحمر"، في حين أعلن تنظيم حراس الدين قبل أسبوع في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكده المرصد، رفضه "لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها".&
&