أكدت السلطات الصينية اعتقال رئيس الشرطة الدولية (الانتربول)، مينغ هونغوي، وأوضحت أنه يخضع حاليا لتحقيق لمزاعم بتلقي رشى.
وكان مينغ قد اختفى بعدما سافر إلى الصين من مدينة ليون الفرنسية التي يوجد فيها مقر الانتربول.
ويشغل مينغ في الصين منصب نائب وزير مكلف بالأمن العام.
وكشفت زوجة مينغ أنه أرسل لها رسالة نصية بداخلها صورة سكين في اليوم الذي اختفى فيه.
ومينغ أحدث مسؤول صيني رفيع المستوى يتم القبض عليه ضمن حملة واسعة تشنها البلاد لمكافحة الفساد.
وفي إعلانها عن التحقيق، قالت وزارة الأمن العام الصينية إن التقصي عن مينغ "صائب ومتعقل ويظهر تصميم (إدارة الرئيس شي جين بينغ) على مواصلة حملتها لمكافحة الفساد".
والإنتربول هي الشرطة الدولية التي تنسق بين قوات الشرطة في العالم، بما في ذلك البحث عن المفقودين والمطلوبين للعدالة.
وتشرف الأمانة العامة للإنتربول على العمل اليومي للدول الأعضاء، وعددهم 192 دولة. ويعد دور رئيسها شرفيا لدرجة كبيرة.
وبعد الإعلان عن اختفاء مينغ الجمعة، تصاعدت التكهنات عن اعتقاله. وكان العديد من كبار المسؤولين الحكوميين الصينيين والأثرياء وعدد من المشاهير قد اختفوا في الشهور الأخيرة.
وفي الأسبوع الماضي ظهرت الممثلة فان بينغبينغ، التي اختفت في يوليو/تموز الماضي، واعتذرت علنيا ودفعت غرامة قدرها 129 مليون دولار للتهرب من الضرائب وغيرها من المخالفات.
ولكن بعض المراقبين يرون أن موقع مينغ الدولي البارز كان ينظر إليه في الصين على أنه مكافأة للصين، مما أثار تساؤلات عمن يكون قد أثار مينغ غضبه أو ما الذي فعله ليستهدف ضمن حملة شي لمكافحة الفساد.
ما الذي قاله الإنتربول عن الأمر؟
وفي تصريح على تويتر الأحد، قال الانتربول، إنها تلقت استقالة مينغ الفورية. وعينت المنظمة نائب رئيسها، الكوري الجنوبي كيم جونغ يانغ، كقائم بأعمال الرئيس.
وسيتم انتخاب رئيس جديد للإنتربول لإتمام العامين المتبقيين من رئاسة مينغ في اجتماع الجمعية العامة للمنظمة في دبي الشهر المقبل.
ماذا قالت زوجة رئيس الانتربول؟
وجهت زوجة مينغ نداءً إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في العثور على زوجها، وقالت إنها تخشى أن يكون حدث له مكروه.
وأرسل لها يوم اختفائه رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيها "انتظري مكالمتي"، قبل أن يرسل رمز "إيموجي" بسكين، الذي يعني الخطر.
وقرأت البيان بالصينية والانجليزية وهي تدير ظهرها للكاميرا خوفا على حياتها.
هل سيؤثر اعتقال مينغ على صورة الصين؟
وأثار التحقيق مع مينغ بعض القلق إزاء تردد المؤسسات الدولية في المستقبل في تعيين مسؤولين صينيين في مناصب عليا، وقد كانت الصين تسعى على مدار أعوام على حصول مواطنيها على مناصب دولية كبرى.
ويشغل مواصنون صينيون مراكز قيادية في العديد من المؤسسات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي واليونسكو.
وقال توم رافرتي، من صحيفة الإكونوميست، يرى أنه من المستبعد أن يؤثر احتجاز مينغ على التعيينات المستقبلية لمسؤولين صينيين، ولكنها تؤثر سلبا على صورة الصين في الساحة الدولية.
التعليقات