القدس: أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن استقالته الاربعاء ما يترك مصير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو غامضا. في ما يلي اسئلة وأجوبة عن الاستقالة وما يحيط بها.&

لماذا استقال ليبرمان؟

يدعو ليبرمان منذ فترة طويلة إلى التحرك ضد حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وأوضح مؤخراً أنه لا يوافق على استراتيجية نتانياهو.&

وبلغ الخلاف بينهما ذروته مع وقف اطلاق النار الثلاثاء لانهاء اسوأ تصعيد بين اسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014. ووصف ليبرمان ذلك بأنه "خضوع للارهاب".&

ولعبت الاعتبارات السياسية على الأرجح دورا في قراره.&

وتسري تكهنات منذ فترة بأنه ستتم الدعوة إلى الانتخابات قبل موعدها في نوفمبر 2019.&

ويبدو أن الوقت كان مناسبا ليستقيل ليبرمان ويستغل الفرصة لحزبه اليميني الصغير "اسرائيل بيتنا" الذي يمتلك مقاعد في البرلمان أقل من الليكود بزعامة نتانياهو ومنافسيه من "البيت اليهودي" اليميني المتطرف.&

الانتخابات قادمة؟

وباستقالة ليبرمان، يخسر ائتلاف نتانياهو البرلماني خمسة مقاعد ويتركه بغالبية صوت واحد (61 من 120 مقعدا).&

وبين الأسباب الرئيسية التي دفعت نتانياهو الى التفاوض مع ليبرمان للانضمام إلى ائتلافه في 2016 هو توسيع ائتلافه الحاكم.&

والحكومة التي تشكلت بعد انتخابات 2015 تعتبر ألاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل حتى قبل انضمام ليبرمان اليها.&

ونظريا، تستطيع الحكومة أن تسعى للبقاء حتى نهاية ولايتها المحددة بأربع سنوات، ولكنها ستكون تحت رحمة مصالح الاحزاب المختلفة ومصالح نتانياهو نفسه.

يقول الليكود إن إجراء انتخابات مبكرة لن يكون ضرورياً، وأن نتانياهو يسعى الآن إلى استقرار الائتلاف.&

لكن "البيت اليهودي" بزعامة وزير التعليم نفتالي بينيت، يهدد بالانسحاب إذا لم يتم اسناد حقيبة الدفاع اليه.&

ومن المرجح أن يتردد نتانياهو باسناد هذا المنصب الى بينيت الذي يعتبر واحدا من منافسيه الرئيسيين في صفوف اليمين.&

ومنذ 30 عاما، لم تكمل أي حكومة اسرائيلية فترة ولايتها.&

ما هي التحديات أمام نتانياهو؟ يتولى نتانياهو رئاسة الوزراء منذ أكثر من 12 عاما، وربما يتفوق في ذلك على الأب المؤسس لاسرائيل ديفيد بن غوريون اذا بقي في منصبه العام المقبل.&

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود سيكون المفضل لدى الناخبين في حال تمت الدعوة للانتخابات، إذ أن الناخبين ما&زالوا يقدرون سمعته بأنه "ضامن الأمن". ولكن تأثيرات التصعيد الأخير في غزة عليه لم تتضح بعد.&

وقد سرت تكهنات قبل أشهر أن نتانياهو قد يختار إجراء انتخابات مبكرة خصوصا بعد أن أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات له في قضيتي فساد.&

ومن المتوقع أن يقرر النائب العام ما إذا كان سيوجه له التهم في الأشهر المقبلة، والفكرة هو أنه سيكون في موقف أفضل لمواجهة هذه التهم بعد أن يحصل على تخويل جديد من الناخبين.&

لكنه سيكون راغبا في القيام بهذه الخطوة في أفضل الأوقات. وهو يواجه حاليا انتقادات بسبب وقف اطلاق النار في غزة.

"نصر" لغزة وحماس؟

بعد أشهر من الاضطرابات الدامية، احتفلت حركة حماس وحليفتها الجهاد الإسلامي باستقالة ليبرمان الذي اعتبرته "انتصارا".&

وقد سعت مصر والأمم المتحدة إلى التوسط في هدنة طويلة الأمد بين حماس واسرائيل، واعترف نتانياهو أنه يرحب بالوساطة تجنبا لانهيار الوضع الإنساني في غزة.&

وفضل نتانياهو احتواء حماس بدلا من اطاحتها من السلطة بسبب قلقه ازاء أن يؤدي ذلك الى فراغ في السلطة ومواجهة اسرائيل صعوبة في تولي المسؤولية الامنية عن القطاع الذي انسحبت منه عام 2005.&

وقال نتانياهو السبت "أنا لا انسحب من حرب ضرورية، لكنني أريد أن أتجنبها عندما لا تكون ضرورية للغاية".&

وفي الوقت ذاته، قال إنه لا يوجد حل سياسي لغزة.&وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت "لقد حان الوقت لكي نفهم ما يعرفه كل طفل في غزة وهو أن بيبي (نتانياهو) يفضل نظام حماس".&

وأضاف "انه يفضل نظام حماس لأنه لا يجد البدائل الأخرى مقبولة".&