أدانت غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بمراكش (جنوب المغرب)، عصر اليوم الثلاثاء، طبيبًا يعمل في القطاع الخاص بعشر سنوات سجنًا نافذًا، كما أدانت المحكمة نفسها أمًا وابنتها بست سنوات سجنًا، إضافة إلى زوج هذه الأخيرة وسائقه الخاص بخمس سنوات سجنًا في قضية تتعلق باختطاف رضيع (ذكر) من حضن أمه من مستشفى ابن طفيل بمراكش.

إيلاف من الرباط: بعد جلسات طويلة من المحاكمة التي انطلقت أطوارها قبل شهور، أسدلت محكمة الإستئناف الستار عن هذه القضية التي هزت مدينة مراكش، حين أطلقت أم حديثة الولادة صرخة مدوّية، ذات صباح، بسبب فقدانها لرضيعها داخل جناح الولادة بمستشفى ابن طفيل.

تفاصيل القضية تعود إلى شهر أكتوبر الماضي، حين تقدم الطبيب "ي.ش" من مواليد 1985، يملك عيادة خاصة بحي المسيرة بمراكش، نحو أم كانت تحضن رضيعها الحديث الولادة بين ذراعيها كأي طبيب يقوم بزيارات اعتيادية للمريضات والنساء اللواتي أوشكن على الوضع، وبدأ يطرح عليها بعض الأسئلة حول صحة الطفل، وما إذا كان قد خضع لفحوصات من طرف طبيب الأطفال أم لا، طالبًا منها أن يصطحبه لفحصه ويعيده إليها، ليختفى عن الأنظار بعد ذلك.

وتمكنت مصالح الأمن بمراكش، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) في وقت قياسي، من فك لغز اختفاء الرضيع، بالإعتماد على الكاميرات المثبتة في الجناح، ليتم القبض على الطبيب بعد ذلك، والذي كانت تعتقد الأم أنه يعمل في المستشفى نفسه، كما ألقي القبض على سيدة كانت على علاقة بالمعني بالأمر «أ.ب»، كانت تستقدمه إلى بيتها من أجل إجراء كشوفات وفحوصات لأفراد عائلتها، إلى أن أشعرته، ذات يوم، برغبتها في تبني طفل بعدما أجهضت حملها مرتين متتاليتين، فاقترح عليها جلب طفل بتلك الطريقة، حتى توهم زوجها وبعض أفراد العائلة بكونها هي من أنجبته.&

كل تلك الترتيبات تمت بمساعدة والدتها «ن.ن» وسائقها «ن. ك»، الذي نقل الطفل إلى بيتها، ليتم إيداع المتهمين الخمسة في سجن الأوداية بمراكش على ذمة التحقيق، قبل أن تدينهم غرفة الجنايات بتهم تتعلق بالإتجار بالبشر عن طريق الإختطاف والإحتيال باستغلال وظيفة والإختطاف بوساطة ناقلة ذات محرك والقيام بأعمال تعوق التعرف إلى هوية طفل والوساطة وكذلك المشاركة في كل تلك التهم بحق باقي المتهمين الأربعة.&