أسامة مهدي : فيما اكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان قراره عراقي في تشكيل الحكومة الجديدة فقد وصف تدخل مبعوث الرئيس الأميركي ترمب بهذه التشكيلة امر قبيح فيما اشتكت مفوضية الانتخابات من وجود موظفين لها في كركوك بحكم الرهائن حيث يحيط بمراكزها هناك مسلحون.
فقد وجه مواطن الى الصدر وهو زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات الاخرة سؤالا طالبا منه توضيح موقفه من تواجد بيرت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العراق حاليا "لتحديد مسار العملية السياسية للمرحلة القادمة مثل اعلا ن نتائج الانتخابات وهو أمر يثير مخاوف من التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات:.
وقد رد الصدر في بيان تابعته "إيلاف" قائلا "ليس من المستغرب تواجده في العراق الا ان القبيح في البين هو تدخله في الشؤون العراقية واذا استمر صار تواجده قبيحا في العراق".
ومنذ ايام يجري ماكغورك مباحثات مع القادة العراقيين حول مرحلة ما بعد الانتخابات العامة الاخيرة حيث ناقش هذا الامر مع رئيس البرلمان سليم الجبوري ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ومع رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني الذي كشف اليوم ان الولايات المتحدة تريد حكومة تخدم العراقيين وان يكون القرار النهائي فيها عراقيا موضحا ان مباحثاته مع ماكغورك تناولت العملية السياسية حيث ان واشنطن تريد تشكل حكومة تخدم جميع المواطنين العراقيين "ولم استشعر ان لديهم اعتراضا على اي طرف".. مضيفا انه لذلك فأن على العراقيين ان يتخذوا قرارهم وان يهتموا بالخدمات لجميع المواطنين .
وفي وقت سابق اليوم أكّد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أنه يحترم نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في العراق على الرغم من فوز الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر الذي قاتل القوات الأميركية خلال الحرب. وقال ماتيس لصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية ان "الشعب العراقي أجرى انتخابات. إنها عملية ديمقراطية في الوقت الذي شكّك فيه أشخاص كثيرون في أنّ العراق يُمكنه تولّي مسؤولية نفسه". وأضاف "سننتظر النتائج النهائية للانتخابات. ونحن نحترم قرارات الشعب العراقي".
من جهتها أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أنّ الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها "الاستمرار" في إقامة "علاقات جيدة" مع الحكومة العراقية المستقبلية. وأضافت "إننا نعرف جيدًا من هو مقتدى الصدر نعرف ماضيه ومواقفه، لكننا نثق بالحكومة العراقية".
يشار الى ان مقتدى الصدر قد قاتل القوات الأميركية بعد غزو عام 2003 ويدعو اليوم إلى مغادرتها بعد أن تحقّق الانتصار على تنظيم داعش.
وقال البنتاغون إنّ من السابق لأوانه معرفة ما يُمكن أن تعنيه نتائج الانتخابات بالنسبة إلى وجود القوات الأميركية. وصرح المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون "نحن لا نؤيّد أي حزب أو مرشح معين نحن ندعم عملية عادلة وشفافة. وأضاف "نحن مستعدّون للعمل بشفافية مع أي شخص منتخب من جانب الشعب العراقي".
ويتنافس الصدرالذي تصدّر تحالفه الانتخابي "سائرون" الانتخابات التشريعية التي جرت السبت مع قوائم شيعية مقربة من إيران لتشكيل الحكومة العراقية التي ستقود البلاد للأعوام الأربعة المقبلة.
الصدر : قرارنا عراقي
وعلى الصعيد نفسه شدد الصدر على ان خياراته لتشكيل الحكومة المقبلة تخضع لقرار عراقي.
جاء ذلك ردا على سؤال وجهه له احد العراقيين حول اعادة السفير السعودي السابق في العراق وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية حاليا ثامر السبهان لتغريدته حول تحالفاته المستقبلية في مرحلة مابعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات وكذلك اعادة نشرها على حسابه بتويتر الزعيم السني العراقي الشيخ خميس الخنجر وفيما اذا كان الهدف من ذلك هو الاظهار للرأي العام ان هذا التوجه لم يكن عراقيا وانهم كانوا هم اصحاب رأي فيه .
وقد اجاب الصدر في بيان مقتضب اطلعت عليه "إيلاف" قائلا "قرارنا عراقي كما عهدتمونا".
وكان السبهان قد اعاد تغريدة للصدر على صفحته الرسمية بتويتر مباركا توجه الصدر هذا لشكل الحكومة المقبلة. وقال تعليقا على كلام الصدر "فعلا انتم (سائرون) (بحكمة) و(وطنية) و(تضامن) واتخذتم (القرار) (للتغيير) نحو عراق يرفع بيارق (النصر) باستقلاليته وعروبته و(هويته) وابارك للعراق بكم".
كما حظي توجه الصدر هذا بدعم الشخصية السنية العراقية المؤثرة الشيخ خميس الخنجر زعيم المشروع العربي في العراق والذي خاض الانتخابات الاخيرة ضمن تحالف القرار بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي حيث قام بأعادة نشر نص تغريدة الصدر على حسابه الخاص بتويتر .
وكان الصدر قال في تغريدته التي نشرها امس الثلاثاء "إننا (سائرون) بـ(حكمة) و(وطنية) لتكون )إرادة) الشعب مطلبنا ونبني (جيلا جديدا) ولنشهد (تغييرا) نحو الاصلاح وليكون (القرار) عراقيا فنرفع (بيارق) (النصر) ولتكون (بغداد) العاصمة وليكون (حراكنا) (الديمقراطي) نحو تأسيس حكومة أبوية من (كوادر) تكنوقراط لا تحزب فيها".
ويوضح الصدر في تغريدته هذه امكانية تحالفه لتشكيل الحكومة مع ائتلافات اتخابية اخرى ومنها : الوطنية لنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي والحكمة لرئيس تيار الحكمة رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم والقرار بزعامة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي والنصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي اضافة الى حركة التغيير الكردية المعارضة والحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني اضافة الى حركة بيارق الخير لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي .
وقد لوحظ ان الصدر قد استثنى في تغريدته تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري ورئيس ائتلاف دولة القانون نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وهما رجلا ايران في العراق من امكانية مشاركته لهما في الحكومة المقبلة حيث كان تبادل معهما في وقت سابق تصريحات اكدت خلافات في نهجهم السياسي.
وقد حصد الصدر اصوات الناخبين في اغلب محافظات الوسط والجنوب وفاز تحالفه "سائرون" الذي ضم التيار الصدري والحزب الشيوعي وقوى مدنية اخرى اولا في العاصمة بغداد والنجف وميسان وذي قار وواسط والمثنى . واشار الصدر الى ان الحكومة المقبلة ستتشكل من تكنوقراط وبدون تحزب.
المفوضية : موظفونا في كركوك بحكم الرهاني لدى مسلحين
وعلى صعيد اعلان نتائج الاقتراع العام فقد اتهمت مفوضية الانتخابات اطرافا سياسية لم تسمها بالضغط عليها وقالت ان مسلحين يحيطون بمراكز لها في محافظة كركوك حيث يوجد موظفون لها حاليا هناك هم بحكم الرهائن.
وقال رئيس الدائرة الانتخابية رياض البدران خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف" ان جهة سياسية متنفذة لم يسمها استغلت موقعها وتمارس ضغوطا قوية على المفوضية للتأثير على نتائج الانتخابات . واشار الى ان مقرات للمفوضية في مدينة كركوك الشمالية محاطة الان بمسلحين تابعين لقوى سياسية حيث يوجد فيها موظفين هم بحكم الرهائن داعيا القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الى التدخل لفك الحصار عنهم. واوضح ان مركز المفوضية في داقوق بكركوك مطوق من قبل مسلحين يتبعون لاحدى الجهات السياسية.
واشار البدران الى ان مجلس المفوضيـن لا يرى ضرورة للجوء الى اعتماد عمليـة العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات كما تطالب بعض التحالفات الانتخابية . وقال ان المنظومة الالكترونيـة للعملية الانتخابية اثبتت كفاءتها وجميع النتائج والمخرجات الالكترونية والورقيـة لصناديق الاقتراع وعدة التحقق خضعت للتدقيق والمطابقة بحسب قوله. واكد المسؤول الانتخابي البدران ان النتائج النهائية للانتخابات التي جرت السبت الماضي ستعلن خلال اليومين المقبلين.
وكان الاف المواطنين العرب والتركمان في كركوك قد خرجوا مساء امس في تظاهرات احتجاج غاضبة ضد اعلان المفوضية العليا للانتخابات فوز الاتحتد الوطني الكردستاني في انتخابات المحافظة مؤكدين رفضهم للنتائج التي اعلنتها مطالبين باعتماد العد والفرز اليدوي والكشف عن المزورين وتقديم موظفي مكتب كركوك للقضاء .وحاصر المحتجون مكتب المفوضية في كركوك ومجمع العد والفرز فيما تجمع اخرون امام مخازن جمع صناديق الاقتراع وهم يرفعون اعلام العراق وسط انتشار امني مكثف .
ويوم امس حمل رئيس الوزراء حيدر العبادي مفوضية الانتخابات مسؤولية الاخطاء التي رافقت الانتخابات العامة التي جرت السبت الماضي وقال انها لم تكلف اي شركة بفحص اجهزة الاقتراع والعد والفرز الالكترونية من قبل اي شركة قبل الاقتراع. واوضح العبادي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان مفوضية الانتخابات ابلغت الحكومة بعدم اختيار شركة لفحص اجهزة التصويت قبل اسبوع من الانتخابات. ودعا الى اجراء عادل بخصوص الاعتراضات في كركوك مشيرا الى ان التاخير في حسم الامر يعرض امن البلاد للخطر وعليه التعامل بشفافية واضحة ازاء الطعون واعتماد الاساليب القانونية واولوية الحفاظ على ارادة الناخب وصوته .
ومن جهته هاجم رئيس ائتلاف الوطنية نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات وقال علاوي ان المفوضية دأبت على وضع العراقيل والمعوقات امام المواطنين فحرمت شريحة كبيرة من الشعب العراقي من المشاركة في الاقتراع بحجة عدم وجود بطاقات .
ودعا المفوضية الى اعادة النظر بالمخالفات فوراً أو اجراء انتخابات جديدة على الاقل في المناطق التي حصلت فيها طعون وخروقات وتزوير وتهديد أو أن تتحمل مسؤولية اي تداعيات سلبية تنتج عن التلاعب بارادة الناخبين .
التعليقات