فرضت نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة نفسها على العديد من الصحف العربية، التي ناقشت المشهد السياسي الذي أفرزته هذه الانتخابات وآفاق التحالفات المتوقعة لتشكيل حكومة عراقية جديدة.
وركز الكثير من المعلقين على أثر البعد الأقليمي في هذه الانتخابات في ضوء التنافس بين القوتين الإقليميتن البارزتين في المنطقة، السعودية وإيران، الذي فرض ظلاله عليها، وقد رأى بعضهم أن نتيجة الانتخابات جاءت على عكس رغبة إيران.
- تحالف الصدر يفوز بالانتخابات البرلمانية في العراق
- تغطية خاصة عن الانتخابات العراقية
- الانتخابات العراقية: أرقام وحقائق
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت فوز تحالف يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السبت الماضي.
وبحسب النتائج النهائية، حصل تحالف "سائرون" على 54 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان وهو 329 مقعدا، يليه تحالف "الفتح" المرتبط بفصائل الحشد الشعبي ثم ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي.
"سقوط إيران في العراق"
يقول فاروق يوسف في صحيفة "العرب" اللندنية إن "ما أفضت إليه الانتخابات العراقية يرمي كل الآمال الإيرانية في سلة النفايات. لقد حدث ما لم يتوقعه عراب العملية السياسية في العراق سليماني حين انهدم البيت الشيعي الذي بنته إيران بطريقة لا يمكن أن يكون معها الترميم نافعا".
ويرى الكاتب أن "العراقيين في خيارهم الوطني قد أحرجوا إيران حين تركوها وحيدة في مواجهة استحقاقات ما بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي".
في السياق ذاته، يقول الإعلامي اللبناني خيرالله خيرالله في نفس الصحيفة إن "إيران نفسها في أزمة عميقة. ليس تمرّد مقتدى الصدر وتقدّم لائحته سوى تعبير عن هذه الأزمة الإيرانية".
من جانبه، يرى علي نون في "المستقبل" اللبنانية أن "مقتدى الصدر هو ثاني أصعب امتحان يواجه الوصي الإيراني في بغداد. وصعوبته بالمعنى السياسي أعقد من صعوبة الامتحان الأول الذي تمثّله المرجعية الدينية للسيد السيستاني في النجف. لكن الإثنين في خلاصة الضنى والنتائج الختامية يدلاّن على نتيجة واحدة: سقوط إيران في العراق.. أم ماذا؟!"
وفي مقاله تحت عنوان "أمريكا تعمل على تشكيل حكومة عراقية معادية لإيران" يرى كمال مجيد في "رأي اليوم" اللندنية أن "الحكومة التي ستتشكل بالاعتماد على هذه النتائج لا تملك الشرعية لحشر الشعب العراقي في الحملة الامريكية الشرسة لادخال ايران في حرب مشابهة بما فعلت في سوريا".
مصلحة العراق
يقول أحمد صبري في "الوطن" العمانية إن "تراجع حزب السلطة ـ الدعوة ـ عن صدارة الاستحقاق الانتخابي قد يفتح الطريق أمام مشهد جديد بدأت ملامحه تظهر للعيان، بعد أن حدد زعيم التيار الصدري الذي تصدر نتائج الانتخابات شروطه لتشكيل الحكومة المقبلة، أولها انفتاحه على الجميع واستبعاده للمالكي، على أن تكون الحكومة من أصحاب الكفاءات والعابرة للطائفية والفاسدين على حد وصفه".
ويضيف: "لقد بات واضحا أن عجلة التغيير والإصلاح تحتاج إلى إرادة سياسية ورغبة حقيقية بوقف تغول السلاح في المجتمع، وإغلاق منافذ التدخل الخارجي، وقبل ذلك الإقلاع عن سياسة الإقصاء والتهميش والاجتثاث، وتفعيل مشروع المصالحة الحقيقية التي من دونها لا يمكن للعراق أن ينهض من جديد ويخرج من النفق الذي يتخبط به منذ خمس عشرة سنة.
ويدعو محمد صادق جراد في "الصباح" العراقية التحالفات القادمة لتشكليل الحكومة "أن تكون باتجاه البحث عن مصالح العراق وليس باتجاه مصالح الأحزاب والشخصيات والمكونات لأننا بذلك لن نجني ثمار الديمقراطية وسندور في حلقة مفرغة ونعود إلى مربع المحاصصة مرة أخرى".
ويتحدث عبدالزهرة الهنداوي عن المشهد الاقتصادي في العراق قبل تشكيل الحكومة الجديدة، خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الفقر ومعالجة العشوائيات، وخطة إعادة إعمار المناطق التي تم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.
يدعو الكاتب إلى "تفعيل البرامج الاقتصادية في جانبيها الاجتماعي والخدمي والتركيز على تمكين الشباب من ممارسة العمل الحر وإيجاد الفرص الاستثمارية المناسبة لهم خارج اطار الوظيفة الحكومية، ومن هنا فإن انتقالا تدريجيا سيحدث في الاقتصاد الوطني من الأحادية الريعية إلى الاستدامة المبنية على التنافسية والتعددية المصدرية".
التعليقات