نصر المجالي: اقترب انعقاد قمة طال انتظارها بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، في بلد ثالث، وصدرت تصريحات من الجانبين حول القمة التي تم الإعلان عنها بعد اجتماع بين بوتين ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون.

وأعلن الرئيس الأميركي أنه سيلتقي بوتين بعد قمة الناتو المقررة في بروكسل الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الاجتماع قد يُعقد في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، وقال إنه "سيناقش الحرب في سوريا والوضع في أوكرانيا مع نظيره الروسي".

وأعلن مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، عن قرار عقد القمة بين الرئيسين أمس الأربعاء، "وأنه سيعلن عن موعد ومكان القمة رسمياً الخميس".

وبعد لقاء جمع بولتون مع الرئيس الروسي، أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي أجراه في موسكو أن ترمب سيلتقي بوتين في الأسابيع المقبلة.

يشار إلى أن آخر لقاء بين ترمب وبوتين كان بروتوكولياً وسريعاً، على هامش قمة "آسيان" في فيتنام في نوفمبر 2017. 

توظيف القمة 

وقال بولتون الذي يمثل جناح الصقور المتشدد في الإدارة الأميركية، إن الرئيسين يريدان توظيف القمة لتحسين العلاقات بين بلديهما. 

وأضاف "لقد شعر الرئيس ترمب، ويوافقه على ذلك الرئيس بوتين أنه آن الأوان لكي يجتمعا لمناقشة مشاكلهما المشتركة وسبل التعاون بينهما"، موضحاً أنهما سيساهمان في تحسين العلاقات الأميركية - الروسية وفي إرساء الاستقرار حول العالم".

ومن ناحيته، قال بوتين إن اجتماعه مع بولتون رفع الآمال بالتوصل إلى استعادة العلاقات بشكل كامل مع الولايات المتحدة، موضحاً أن "العلاقات الروسية -الأميركية ليست في أفضل حال".

وأصر بوتين "أن روسيا لم تكن تريد أبداً المواجهة، وعزا الوضع بين البلدين إلى النزاع السياسي الداخلي الحاد داخل الولايات المتحدة نفسها".

ليست بأحسن حال

وعلى الرغم من ترتيبات انعقاد القمة، فإن الرئيس الروسي قال خلال استقباله بولتون، إن علاقات موسكو وواشنطن ليست في أحسن حال نتيجة للصراع السياسي داخل الولايات المتحدة.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوتين تأكيده أن موسكو لم تسعَ أبدًا إلى المواجهة مع واشنطن، مقترحًا مناقشة سبل تطبيع العلاقات بين البلدين.

وأضاف بهذا الصدد: "يؤسفني القول إن العلاقات الروسية الأميركية ليست في أفضل حال، وقد ذكرت مرارا ذلك في لقائي معكم. أعتقد أن هذا هو نتيجة للصراع السياسي الداخلي الحاد في الولايات المتحدة".
وتابع أن زيارة بولتون تبعث الأمل في وضع الخطوات الأولى لتحسين العلاقات بين البلدين.

ومن جهته، عبر مستشار الرئيس الأميركي عن أمله في مناقشة سبل تحسين العلاقات الروسية الأميركية، مضيفًا أن ترمب ملتزم بهدف الحفاظ على الاستقرار في العالم.

لقاء لافروف - بومبيو

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الخميس، أن بلاده والولايات المتحدة تحضران للقاء وزيري خارجيتي البلدين، سيرغي لافروف ومايك بومبيو، مشيرًا إلى أن اللقاء قد يعقد خلال أسبوعين.

وقال ريابكوف للصحافيين: "نعم بالطبع نحن نحضّر لذلك وننطلق من أن هناك حاجة ماسة لمثل هذا اللقاء مع الأخذ في الاعتبار الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء الرفيع المستوى".

وكشف نائب الوزير الروسي للصحافيين: "خلال الاتصال مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، يوم الأربعاء، تمت مناقشة الموضوعات التي ينبغي على وزيري الخارجية، مناقشتها بشكل متعمق، من أجل الإعداد بشكل مناسب للقمة على أعلى مستوى".

وختم قائلا: "يمكن الكثير: فترة الأسبوعين اللذين أمامنا. نحن نعتقد أن اللقاء يمكن أن ينعقد خلال هذه الفترة".