في حديثه الخاص لـ"إيلاف" شدّد وزير التنمية الإدارية السابق في الحكومة اللبنانية نبيل دو فريج على ضرورة وضع قوات حفظ سلام داخل مناطق محددة في سوريا لا يسيطر عليها أحد من أجل بقاء السوريين في أرضهم وعدم تشتتهم في دول العالم.

بيروت: تحدثت "إيلاف" إلى الوزير اللبناني السابق نبيل دو فريج عن وضع تأخير تشكيل الحكومة، وعن إمكانية عودة روحية 14 آذار، وعن محاربة الفساد في لبنان مع التطرق إلى أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.
في ما يلي نص الحوار معه:

*ما هو تقييمك لتأخير تشكيل الحكومة اللبنانية؟

-في الفترات الأخيرة نشهد أن تشكيل الحكومات في لبنان يأخذ وقتًا كبيرًا، وبمجرد أن تأخذ الحكومة بعين الإعتبار نتائج الانتخابات النيابية، وتقدير حجم كل كتلة، فمن المؤكد أن كل كتلة تطلب وزراء بحسب حجمها وهذا ما يؤخر تشكيل الحكومة في لبنان، ويبقى أن تشكيل حكومة في لبنان يبدو كأنه صورة مصغرة عن مجلس النواب بالنسبة لتمثيل الحصص فيها، وهذا غير محبذ في لبنان.

*هل تعتبر أن حكومة مبنية على حصص تبقى صحية في لبنان أم أنها ضربًا للديموقراطية والعمل السياسي الصحيح؟

-كل بلد يمر بأزمة كما في لبنان، إجتماعية سياسية أم أمنية، يحاول تشكيل حكومة وفاق وطني، ولا يزال لبنان منذ سنوات يمر بأزمات عدة، اجتماعية إقليمية سياسية وإقتصادية تضاف إليها أزمة اللاجئين، من هنا القيام بحكومة وفاق وطني أمر مطلوب ولكن هذا لا يعني أن تكون الحكومة صورة مصغرة عن مجلس النواب.

وعادة الوزير عندما يأتي من قبل كتلته إلى الحكومة يكون مقيدًا ولا حرية له إلا بالعودة الى كتلته.

14 آذار

*ماذا عن حديث البعض عن إعادة إحياء قوى 14 آذار بعد تقارب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من كل من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط؟

- 14 آذار تبقى حركة شعبية، والسياسيون فيها لحقوا الشعب وليس العكس، و14 آذار لا تزال موجودة لدى الشعب، رغم أن بعض السياسيين أساءوا إدارتها، من خلال خدمة مصلحة أحزابهم وطائفتهم على حساب مصلحة البلد، وكان على الشعب أن يعطي رأيه بهم خلال الإنتخابات النيابية، و14 آذار كقيادات إذا أرادوا أن يلتقوا، فبشرط واحد هو النظر الى مصلحة لبنان وليس مصلحة أحزابهم الضيقة.

*ما الذي يمنع اليوم إعادة إحياء 14 آذار من قبل القيادات المعنية؟

-لا شيء يمنع، الأمر الوحيد هو عودة قيادات 14 آذار الى إدارة تلك الحركة بتوجه نحو مصلحة لبنان ككل، من دون النظر الى مصالح حزبهم وطائفتهم الضيقة.

باسيل

*ماذا عن اعتبار البعض أن من أساء الى عهد رئيس الجمهورية ميشال عون يبقى صهره الوزير والنائب جبران باسيل؟

-ما نشهده أن رئيس الجمهورية لو لم يكن مرتاحًا لآداء باسيل لكان غيّر في الأمر، ووضع له حدًا من خلال ملاحظات، العهد يبقى مقتنعًا بآداء باسيل، ولا شك أن باسيل وما يقوم به يبقى بالتنسيق مع رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون.

الفساد

*هل تستطيع الحكومة المرتقبة أن تنهي الفساد في لبنان برأيك؟

-في لبنان يبقى الفساد مرادفًا لتحصيل الأموال، وهناك فساد آخر يبقى الفساد السياسي عند تمرير مصلحة السياسي لجماعته وطائفته قبل مصلحة بلده.

وعندما يكون السياسي يعمل بأجندة خارجية وتضر بالبلد، هذا أيضًا يبقى سياسيًا فاسدًا، من هنا كلمة الفساد كبيرة، ويجب معالجتها، من خلال قرار سياسي يجب أن يتخذ من خلال المحاسبة.

*الجميع يدعي اليوم محاربة الفساد فمن الفاسد برأيك؟

-عندما كنت في وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ألفت لجنة بناء على طلب الدولة اللبنانية والإتحاد الأوروبي وغيرها من قضاة من أجل وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وهذه اللجنة وضعت الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد منذ عامين وأطلقتها الوزيرة عناية عز الدين قبل الانتخابات النيابية ب 3 أشهر، وإذا ارتكزت عليها الحكومة في الفترة المقبلة، فحينها من خلالها نصل الى جذور الفساد في لبنان، والمهم الا تبقى حبرًا على ورق.

النازحون

*عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كيف العمل جديًا على الموضوع؟

-لا يجب أن نطلع بالشعارات الرنانة، التي تتحدث عن عودة إجبارية لهم، العودة يجب أن تكون طوعية، علمًا أن الأزمة السورية أصبحت دولية، بدأت سورية في درعا وبعدها تدخلت كل الدول فيها، مع وجود الملايين من اللاجئين في لبنان وخارجه، وعلى تلك الدول التي تدخلت في حرب سورية أن تضع استراتيجية لعودة اللاجئين بكرامة، فمثلاً في سوريا مناطق لا يسيطر عليها أحد، من خلال الأمم لمتحدة والإتحاد الأوروبي يمكن تمويل هذه المناطق تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة من خلال وضع خيم في تلك المناطق للاجئين تكون تحت رعاية أمنية.

وهذا أفضل من أن يكون اللاجئون في مختلف البلدان كلبنان وتركيا وغيرها، حيث لبنان لم يعد يحتمل كلفة وجودهم لوحده.

*هل برأيك النازح السوري يريد فعليًا العودة إلى بلاده؟

-يجب معرفة مدى خوفه من العودة وهنا دور الأمم المتحدة في تأمين الأمن له داخل مخيمات في منطقة عسكرية داخل مناطق لا يسيطر عليها أحد في سوريا.

لماذا إذن لا يتم وضع قوات حفظ سلام للسوريين داخل أرضهم من أجل أن يبقوا في بلادهم؟

السياح

*هل يبقى موسم الصيف هذا العام واعدًا مع الحديث عن عودة السياح الخليجيين إلى ربوعه؟

-أكيد مع عودة الخليجيين يكون صيف لبنان واعدًا، ولكن يجب العمل على أمر آخر بالنسبة للسياحة والإقتصاد في لبنان، من خلال عودة الثقة بلبنان، الثقة بالأمن ومحاربة الفساد وغيرها، ومع عودة الثقة الى لبنان يعود الإستثمار إليه، بخاصة مع عودة قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص، مع وجود الثقة بمستقبل البلد وبالطبقات السياسية التي تدير لبنان.

من هنا الحل الوحيد يبقى من خلال تأليف حكومة بأسرع وقت من خلال تطبيقها في ما بعد لقرارات مؤتمر سيدر 1، من خلال تطبيق الإصلاحات، ومؤتمر سيدر هو الوحيد الذي سيدفع باقتصاد لبنان قدمًا.