يخوض فايسبوك حربًا مريرة ضد الأخبار الملفقة، من خلال غرفة عمليات يقيمها في دبلن، بحسب نيك كليغ، المسؤول الجديد للعلاقات الدولية والاتصالات فيه.

إيلاف من دبي: قررت شركة فايسبوك مكافحة الأخبار السياسية الملفّقة قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي في مايو المقبل، من خلال "غرفة عمليات" جديدة، مقرها دبلن، كما أعلن نيك كليغ، النائب السابق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والزعيم الديمقراطي الليبرالي، المسؤول الجديد للعلاقات الدولية والاتصالات في فايسبوك.

غرفة عمليات
ففي أول خطاب له بعد استلامه مهامه الجديدة في مطلع 2019، قال كليغ إن شركة فايسبوك ستُنشئ مركز عمليات يركز على نزاهة الانتخابات، مقره دبلن، سيستفيد من الخبرة السابقة للشركة في إدارة "غرفة عمليات إنتخابية" في مكتبها في الولايات المتحدة، حيث نسقت الجهود من أجل مراقبة المنصة خلال فترة الانتخابات النصفية الأميركية والانتخابات الرئاسية البرازيلية.

قال كليغ: "هذه الخطوة ستعزز جهودنا في الاستجابة السريعة لمكافحة الأخبار المضللة، والجمع بين عشرات الخبراء من جميع أنحاء الشركة، بما في ذلك معلوماتنا الاستخبارية، عن التهديد وعلوم البيانات والهندسة والبحوث والعمليات المجتمعية والفرق القانونية... والكل سيعمل بشكل وثيق مع المشرعين واللجان الانتخابية وشركات التكنولوجيا الأخرى والأكاديميين وجماعات المجتمع المدني لمواصلة الحرب ضد الأخبار المزورة، ومنع انتشار جهود قمع الناخبين ومواصلة دمج العدد الكبير من الفرق العاملة في هذه القضايا المهمة من خلال فايسبوك وإنستاغرام وواتسآب".

شركة شابة
في كلمة ألقاها أمام جمهور من صانعي السياسة الأوروبيين في بروكسل، بثت مباشرة على فايسبوك، قال: "ما شاهدته في فترة وجيزة في فايسبوك هو أنها شركة شابة، نمت بوتيرة مذهلة، ووقعت في الأخطاء من دون شك، وهي تدخل الآن مرحلة جديدة من الإصلاح والمسؤولية والتغيير، إذ عززت فريق مراجعة المحتوى، حيث يعمل أكثر من 30 ألف شخص حول العالم لتأمين الأمن والسلامة على الموقع".

أضاف: "شركة فايسبوك تواصل العمل لتؤمّن طريقة للناس للطعن في قرارات المحتوى أمام كيان مستقل خارج الشركة، وصفها مارك زوكربيرغ بأنها محكمة عليا".

عندما عيّن كليغ في فايسبوك في أواخر 2018، قال إنه قبل القيام بهذا الدور بعدما قرر أنه لا يوجد أي شيء آخر يمكنه القيام به في الحرب ضد بريكسيت.

قال: "ستنتقل دراما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قريبًا - وربما تصل إلى ذروتها - إلى المكان الذي ينتمي إليه الجميع في البرلمان، وأنا لم أعد ألعب دورًا عامًا في هذا النقاش".

دور مهم
كليغ لم يترك مجالًا إلا وعمل فيه: عمل صحافيًا في "فاينانشيال تايمز" في بداية مسيرته العملية. وفي السياسة، بدأ عضوًا في البرلمان الأوروبي في عام 1999 قبل انتخابه عضوًا في برلمان المملكة المتحدة في عام 2005.

من هنا، يؤكد المطلعون على علاقة كليغ بفايسبوك أنه سيثبت أنه ذات قيمة كبيرة في مساعدة زوكربرغ وزملائه في التعامل مع البرلمانيين في أوروبا، والتصدي لتهديداتهم بفرض ضرائب كبيرة وقوانين أكثر صرامة بشأن تبادل المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، وعد زوكربرغ كليغ بأن يؤدي دورًا مهمًا في صياغة استراتيجية فايسبوك في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن كليغ يتطلع إلى أن يصبح أكثر من مجرد متحدث باسم الشركة، وربما يتطلع إلى أن يصبح ضمير "فايسبوك، مثلما حاول أن يفعل مع شريكه في التحالف المحافظ في الحكومة ديفيد كاميرون.

غيّر&مواقفه
بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، يقول كليغ إنه سعى إلى الحصول على تأكيدات حول مركزية دوره في الشركة: "قلت لهم، إذا كنت على استعداد للسماح لي بالدخول إلى الدائرة الداخلية، إلى الصندوق الأسود، وتقليدي سلطة حقيقية، فأنا مهتم بذلك".

لكن، هل تبقى مواقفه السياسية ما بعد فايسبوك كما كانت ما قبل فايسبوك؟. فقد كان كليغ ناشطًا شرسًا ضد بريكسيت. هل سيواصل ذلك؟ يقول لـ"بي بي سي": "لا... كنت آمل ألا أضطر إلى القيام بهذه الخطوة حتى يحدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو أن يجهضه البرلمان، وبشأن التغريد حول هذا الموضوع، من الواضح أن لديّ مشاعر مرتبكة، ولا أعتقد أن يجدر بي كموظف مدفوع الأجر أن أقوم بذلك".
&
منزل فخم
لاستلام مهامه الجديدة، اشترى كليغ وزوجته المحامية ميريام غونزاليس دورانتز منزلًا فاخرًا في كاليفورنيا، مكونًا من خمس غرف نوم، تبلغ قيمته 9 ملايين دولار، وصفه الوكيل العقاري، الذي كان وسيطًا في شرائه، بأنه "عقار كلاسيكي".

يضم المنزل مطبخًا فسيحًا من الرخام ومنطقة جلوس واسعة، وغرفة منفصلة لتناول الطعام، ومكتبة، وحوض استحمام ساخنًا ومسبحًا وفناء كبيرًا وموقد حطب في الهواء الطلق.

يقع هذا المنزل المترامي الأطراف في بلدة أسيتون في وادي السليكون، قرب سان فرانسيسكو، على بعد ثلاثة أميال فقط من موقع فايسبوك في مينلو بارك.

وفي مقابلة صحافية، قالت غونزاليس دورانتز عن انتقال العائلة إلى الولايات المتحدة: "كاليفورنيا أكثر الولايات أوروبية، ونحن نتطلع باستمرار إلى المستقبل".
&
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر عدة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

https://www.theguardian.com/technology/2019/jan/28/facebook-war-room-fight-fake-news-nick-clegg-eu-elections-dublin-operations-centre

https://www.bbc.com/news/entertainment-arts-45919530

https://www.telegraph.co.uk/news/2019/01/26/nick-clegg-swaps-putney-townhouse-7million-california-mansion/
&