حذر اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، الكونغرس، من اتجاه الرئيس دونالد ترمب إلى حرب مع إيران، وأبديا خشيتهما من تكرار سيناريو العراق.

إيلاف من نيويورك: كتب ريتشارد ديربين، سناتور إلينوي في مجلس الشيوخ، وطوم أودال، ممثل نيو مكسيكو، مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان: "ترمب يتجه إلى الحرب مع إيران، وعلى الكونغرس العمل لإيقافه"، اعتبرا خلاله "أنه وبعد مرور ستة عشر عامًا على الغزو الأميركي للعراق، نعود مرة أخرى إلى نزاع آخر غير ضروري في الشرق الأوسط، يستند إلى منطق خاطئ ومضلل".

لا لتكرار أخطاء الماضي
أشار المقال إلى أن "سياسة إدارة ترمب في إيران المبنية على رماد إستراتيجية العراق الفاشلة تدفعنا إلى اتخاذ إجراء عسكري يهدف إلى تغيير النظام في طهران. يجب ألا نكرر أخطاء الماضي، وعلى الكونغرس التحرك على وجه السرعة لضمان ذلك".

جاء في المقال أيضًا: "على غرار تبرير إدارة جورج دبليو بوش للحرب في العراق، فإن إدارة ترمب قدمت روايات خاطئة تقول إن إيران لا تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاقية النووية، وإنها مسؤولة بشكل ما جزئيًا عن صعود الدولة الإسلامية – داعش - في العراق وسوريا".

يريدان الحرب
السياسيان الأميركيان اعتبرا أنه "وفي أعقاب قمة الشرق الأوسط الأخيرة في وارسو، لم يقم وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل أي جهد لإخفاء نواياهم"، حيث قال بومبيو إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من دون مواجهة إيران، بينما لفت نتنياهو إلى أن الدول المشاركة تجلس مع إسرائيل من أجل تعزيز المصلحة المشتركة للحرب مع إيران.

دروس التاريخ
في مقالهما أيضًا، اتهما "إدارة ترمب بإنشاء صلة قوية بين القاعدة وإيران بناءً على اقتراحات غامضة، لكن ليست هناك أدلة دامغة على هذا الأمر".&

وأضافا: "قبل الشروع في حرب أخرى غير مسؤولة ومكلفة، يجب علينا أن نستمع إلى دروس التاريخ، ويجب على الكونغرس ممارسة سلطته الدستورية لمواجهة مسيرة الرئيس المتهورة نحو الحرب مع إيران، فالكونغرس وحده يملك سلطة إعلان الحرب، وليس الرئيس، لذلك يجب أن يوضح للرئيس أن الولايات المتحدة لن تدخل في نزاع آخر في الشرق الأوسط من دون موافقته".

إيران ليست بريئة.. ولكن
طالب السياسيان الأميركيان الكونغرس بـ"إنهاء التهديد المتنامي لكارثة الأمن القومي، وإعادة بلادنا إلى الدبلوماسية وإعادة بناء الثقة الدولية في السياسة الخارجية الأميركية".&

وفي حين أكدا أن إيران ليست لاعبًا بريئًا في الشرق الأوسط، حمّل المسؤولان الأميركيان، إدارة ترمب مسؤولية رفع التوتر في المنطقة بعد انسحابه من الاتفاق النووي، وظهور الولايات المتحدة بمظهر الدولة الوحيدة التي خرقت الاتفاق، وبدأت تهدد الأصدقاء والأعداء بالعقوبات".

أميركا معزولة
ورأى ديربين وأودال أن "الضرر الدائم الذي لحق بمكانتنا العالمية قد تركنا معزولين، وظهر هذا الأمر بشكل واضح في قمة وارسو، فلم ينجز الاجتماع الكثير، لكنه فضح الإحباطات المتزايدة بين المجتمع الدولي مع نهج سياسة ترمب الأحادية، وفي إشارة إلى تراجع نفوذه في الخارج، قامت بعض الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني بإرسال دبلوماسيين صغار، وامتنعت دول أخرى عن المشاركة في فعاليات المؤتمر، وذلك رغم حضور كل من بومبيو ونائب الرئيس بنس".

من يدير السياسة الخارجية؟
لفت ممثلا نيو مكسيكو وإلينوي إلى أن "جهاز السياسة الخارجية للإدارة يوجّه من قبل اثنين من المدافعين الملتزمين عن التدخل غير الخاضع للرقابة، وهما مايك بومبيو، وجون بولتون، أحد أكثر المتحمسين لتغيير النظام في إيران".&

وقال إن "جورج دبليو بوش حصل على موافقة الكونغرس على شن حرب العراق، لكنّ ترمب ومستشاريه المتشددين يقتربون الآن من حرب غير قانونية بدون دعم من مجلس الأمن الدولي"، وكشفا عن نيتهما "إعادة تقديم مشروع قانون من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، والذي من شأنه تقييد أي أموال يتم إنفاقها على هجوم غير دستوري ضد إيران".
&