زين الدين بن علي، علي عبد الله صالح، معمّر القذافي، حسني مبارك، عبد العزيز بوتفلية، والآن عمر البشير، جميعهم تم إجبارهم على الرحيل من سدة الرئاسة في 6 جمهوريات عربية، الأمر الذي يضع العديد من علامات الإستفهام في الشارع العربي حول هوية النظام الجمهوري حينما يتم تطبيقه عربيًا، ولماذا هذا السقوط المروع؟.

إيلاف من دبي: لماذا يظل المغرب أفضل حالًا من الجزائر، على الرغم من أن الجزائر لديها موارد تجعلها سابع الدول العربية في احتياطي النفط والرابعة في الغاز؟... سؤال آخر يفرض نفسه في الإطار نفسه، من أين للأردن بهذا الإستقرار مقارنة بسوريا؟.&
واستكمالًا للفكرة التي تفرض نفسها واقعًا، ما سر إستقرار دول الخليج والمغرب والأردن، وهي الأنظمة الملكية، مقابل حالة من عدم الإستقرار والتعثر الدائم وعدم المقدرة على توفير مقومات الحياة الأساسية في الجمهوريات العربية؟.

جمهوريات الفشل
الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، هو أحد أكثر الأسماء نشاطًا وحضورًا في التحليل السياسي على المستويين العربي والشرق أوسطي، وأحد أكثر من يثيرون موجات من الجدل تتحدى في تأثيرها سكون مياه الخليج العربي، أكد في حوار خاص مع "إيلاف" أن حقائق التاريخ تقول إن تقدم وإستقرار العرب يرتبط بصورة ما بالنظام الملكي، لا الجمهوري، وفقًا لواقع ملموس في المنطقة العربية على مدار أكثر من نصف قرن.

الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات

يشير كذلك إلى أن 14 جمهورية عربية على مدار الـ 70 عامًا الماضية تعثرت، بل بلغ تعثرها حد الفشل، وكان الحصاد إحباطًا شاملًا، حيث كانت الأهداف المعلنة من جانب الدول التي تقود المنطقة، وهي دول نظامها جمهوري، أن يتم إنجاز حركة تنمية شاملة تضع العرب كتفًا بكتف مع العالم المتقدم، وهو ما لم يحدث، وأن تتوحد الدول العربية، وهو الهدف الذي لا يزال بعيد المنال، وأن تتحرر فلسطين، وهو الأمر الذي لم يتحقق، كما إن تلك الجمهوريات دائمًا ما كانت ترفع شعارات تتعلق بالديموقراطية وحقوق الإنسان وغيرها، وفي واقع الأمر لم يكن ذلك سوى شعارات بلا منجز حقيقي على أرض الواقع.

ملكيات مستقرة
يرى الدكتور عبدالخالق عبد الله إن دول الخليج والأردن والمغرب، وهي 8 ملكيات، وإن إختلفت المسميات، أكثر استقرارًا.&

يضيف: "لدى دول الخليج والأردن والمغرب الإستقرار والمرونة في التعامل مع الأحداث، والتكيف مع العالم، والإنفتاح، وتوفير مقومات الحياة للمواطنين بدرجات متفاوتة، ولكنها في جميع الأحوال تظل أفضل حالًا من الجمهوريات التي لم تعرف سوى الإخفاق في تحقيق غالبية أهدافها".
&
السودان الأخضر
على الرغم من قوله إن الإنظمة الجمهورية أقل نجاحًا، فإن الدكتور عبد الخالق عبدالله يشعر بالتفاؤل هذه المرة مع استمرار الثورة التي أطاحت بالرئيس السوداني عمر البشير.&

عن ذلك يقول :"ما حدث في السودان معجزة حقيقية، فقد أطاح الشعب بنظام استمر 30 عامًا. فعل ذلك بطريقة سلمية، ونظام البشير عاش دور الواجهة للتيار الإسلامي، أنا على ثقة من أن الشعب السوداني يملك ما يكفي من الوعي لكي لا تنجرّ ثورته إلى طريق العنف. هناك إلى جوارهم نموذج ليبيا، الذي يشكل رادعًا يحميهم من الإنحراف عن سلمية الثورة، كما أعتقد أن الشعب السوداني لن يتخلى عن حلمه بسودان جديد، أنا أطلق عليه السودان الأخضر، حيث الحكم المدني، الذي أرى أنهم لن يتنازلوا عنه".

الجيش والدين
بسؤاله عن انحصار خيارات جمهوريات الربيع العربي في الجيش وتيار الإسلام السياسي، أشار الدكتور عبد الخالق عبد الله إلى أن الواقع يقول ذلك. لكن يظل الجيش على الأرجح جزءًا لا يتجزأ من نسيج الشعب، ويظل ضامنًا لعدم انهيار الدول، وفي الحالة السودانية قام الجيش بحماية الشعب، ومساعدته على اقتلاع البشير، وبشكل عام يحظى الجيش في الدول العربي بدرجة عالية من التقدير، لكن على الرغم من ذلك يظل النموذج التونسي الأقل تضررًا من موجة الربيع العربي، والأكثر قربًا بدرجة ما من تحقيق النجاح في إطار الحكم المدني.
&