إيلاف من لندن: شهدت الساحتان العراقية والكويتية خلال الساعات الاخيرة أزمة شعبية أثارها شيخ قبيلة العوازم الكويتية باساءته إلى نساء البصرة، ما أثار احتجاجات وتدخلت الخارجية العراقية حتى انتهى الامر باعتذار الشيخ للعراقيين ولأهالي البصرة بشكل خاص.

فقد ظهر الزعيم القبلي الكويتي "فلاح بن جامع ظهر" في مقطع فيديو يقول فيه إن نساء البصرة يمارسن أفعال الخلاعة في الكويت.. وأشار خلال حديثه في تجمع لأفراد عشيرته، مدعيا أن الكويتَ لا توجدُ فيها راقصاتٌ بل كانت تأتي بِهِنَّ من مدينةِ البصرة.

وقد أثار كلام الشيخ استياء شعبيا عراقيا واسعا دفع العشرات من سكان البصرة العراقية الجنوبية إلى الخروج في تظاهرة احتجاج في المدينة وحاصروا قنصلية الكويت وسط اجراءات أمنية مشددة، وانزلوا العلم الكويتي من على مبناها منددين بالإساءة لنساء مدينتهم ورفعوا يافطة كتبوا عليها " إذا كانت دارك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة".

وتوعد المتظاهرون بتصعيد الاحتجاج في حال عدم تقديم اعتذار رسمي من قبل السلطات الكويتية ازاء ما حصل من اساءة ضد المرأة البصرية.

اتصالات عراقية كويتية على أعلى مستوى

وتجنبا للتصعيد بين شعبي البلدين، فقد سارعت وزارة الخارجية العراقية إلى تهدئة الاحتجاجات وقال المتحدث باسمها أحمد الصحاف إن الوزارة تتابع باهتمام بالغ ما تناولته وسائل الإعلام من كلام يسيء للمرأة العراقية من قبل شيخ كويتي.&

وأضاف في بيان صحافي الليلة الماضية تابعته "إيلاف" أن عمل الوزارة "الدبلوماسي مستمر مع الجانب الكويتي لتدارك الأزمة. وشدد بالقول "ينبغي أن تتقارب شعوبنا أكثر في هذا الظرف الحسّاس وعلينا الابتعاد عن مسببات التفرقة والأحقاد".

&

المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف

&

وأكد الصحاف أن "هناك تنسيقا عراقيا- كويتيا عالي المستوى على خلفية ما تلفظ به أحد رجال القبائل الكويتيّة من كلام عن المرأة العراقيّة، وسيصدر عنه اعتذار للعراق بالصوت والصورة ".&

ومن جانبه، رفض تجمع البرلمانيات العراقيات تجاوز شيخ القبيلة الكويتي على نساء البصرة وقال في بيان إنه "بمشاعر الشجب والاستنكار وردتنا الاقاويل التي تداولتها بعض وسائل الاعلام، والتي تحدثت بسوء عن نساء محافظة البصرة هذه المحافظة التي ارتوت اراضيها بدماء شهدائها وشهيداتها وسجلت النساء هناك اعظم المفاخر والتضحيات في الدفاع عن تربة العراق من دنس المعتدين الاشرار".

وأضاف التجمع "نذكر العالم بأن العراقية كانت ولا&تزال نموذجا للصبر وعنوانا للتضحية، وإن من يتحدث عنها بسوء عليه ان يعيد قراءة تأريخ العراقيات ونضالهن في مقارعة قوى الشر والظلام. اما ما يرد غير ذلك،فهو محض افتراء وادعاءات لا تمت إلى الواقع بصلة.. وتبقى العراقية نجمة ساطعة في ذرى المجد".

اعتذار ينهي الأزمة

&وبعد ساعات من هذا التوتر الشعبي العراقي الكويتي، فقد ظهر الشيخ فلاح بن جامع ظهر في وقت متأخر من الليلة الماضية في شريط فيديو مدته دقيقة و35 ثانية تابعته "إيلاف"، وهو يقدم اعتذارا إلى اهل العراق والبصرة منهم بشكل خاص معتبرا ما تفوه به كان زلة لسان.

وقال الشيخ في الشريط "اعتذر للشعب العراقي الوفي، وإلى اهل البصرة خاصة فأنتم أهلنا وتربطنا الاخوة والاسلام والجيرة واعتذر عن زلة لساني واطلب السماح". وأضاف "أكرر اعتذاري وارجو ان يقتنع اهل العراق بهذا الكلام، فالنية لم تكن سيئة والسماح من اهل البصرة جميعا واقدم اعتذاري للجميع وارجو من الله ان يقبل الرضا في هذه الليلة، واعتذر عن كل ما طرأ مني".&

وقد عبرت مصادر عراقية عن ارتياحها لانتهاء هذه الازمة بين البلدين سريعا وتطويق العقلاء فيهما لتداعياتها وقبول جميع الاطراف بما انتهت اليه من اعتذار كويتي وقبول عراقي له.