صعدت إيران في وجه الولايات المتحدة الأميركية بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تجاوزت الحد المسموح به لإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب.

إيلاف من نيويورك: بحسب مفتشي الوكالة، فإن الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية، ينص على ضرورة عدم تجاوز الحد المسموح لتخصيب اليورانيوم، والمقدر بثلاثمائة كيلوغرام.

لإسراع في بناء القنبلة

في هذا السياق، كتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، جون ميرشيمر، في صحيفة نيويورك تايمز يقول: "إن إيران تسرّع في عملية بناء السلاح النووي، ولا يمكن للرئيس الأميركي، دونالد ترمب وقفها".

تأثير عكسي

أضاف: "يقول الرئيس ترمب إنه يريد التأكد من عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، ومع ذلك فإن لسياسته تأثيرًا عكسيًا، لأنها تعطي طهران حافزًا قويًا للحصول على أسلحة نووية، وفي الوقت نفسه تجعل من الصعب على الولايات المتحدة منع ذلك بشكل متزايد".&

تابع: "على الرغم من عدم وجود صدام عسكري كبير حتى الآن، غير أن الولايات المتحدة أعلنت الحرب على إيران بشكل فعال. إن حملة العقوبات الواسعة النطاق تخنق الاقتصاد الإيراني، على أمل كسب نفوذ كاف لإجبار طهران على تفكيك دائم لقدرتها على إعادة معالجة البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم - الطريق الرئيس لصناعة القنبلة-.

تهديد بقاء إيران

وأشار إلى أن "وزير الخارجية مايك بومبيو قال إنه يتعيّن على إيران تغيير سياستها الخارجية بشكل جذري بطرق تتناسب مع مصالح أميركا وحلفائها في الشرق الأوسط. من خلال فرض ما تسميه أقصى قدر من الضغط، تهدد إدارة ترمب بقاء إيران كدولة ذات سيادة، ولا يوجد دليل على أن إيران من المرجح أن تستسلم للمطالب الأميركية".&

واعتبر أن "السرد التاريخي يشير إلى أن القوى العظمى بإمكانها فرض عقوبات هائلة على خصومها - من خلال الحصار والعقوبات والحصار وحملات القصف - ومع ذلك فإنه من النادر أن تستسلم الدول المستهدفة".

مقارنة مع تجربة صدام

قارن أستاذ العلوم السياسية بين العقوبات المفروضة على إيران والعقوبات التي استهدفت نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، الذي بحسب الكاتب تحدّى العقوبات. وقال ميرشيمر إن القومية سلاح فعال يؤدي إلى تلاصق الشعب، بدلًا من النهوض ومطالبة قادتهم بالاستسلام للعدو.

الاستسلام يعني الزوال

ولفت في مقاله إلى أن "الدول تحجم عن الاستسلام للضغط القسري، لأنه قد يغري قوى أقوى لتصعيد مطالبها. إذا نجح "الحد الأقصى من الضغط" مرة واحدة فسيستنتج السيد ترمب وغيره من الصقور الأميركيين أنه يمكن استخدام الأسلوب مرة أخرى، وليست لدى طهران مصلحة في إظهار أنه يمكن التغلب عليه، وأظهرت إيران بالفعل أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يموت شعبها ويُدمر مجتمعها، ومن المرجح أن يشن الإيرانيون المزيد من الهجمات السرية ضد الناقلات والمنشآت النفطية في الخليج، وأن يستخدموا وكلاءهم لمهاجمة القوات والمنشآت الأميركية. يمكننا أيضًا أن نتوقع منهم شن هجمات إلكترونية معقدة على الولايات المتحدة وحلفائها".

التصعيد المتبادل

تابع: "ردًا على ذلك، من المرجح أن يصعد الرئيس ترمب أكثر، ويزيد على الضغط، بهدف إعادة إرساء الردع مع إيران وإجبارها على الاستسلام. لكن هذه التدابير ستكون لها نتيجة معاكسة، حيث ستحرك إيران لبناء ترسانتها النووية". وقال: "كان لدى الإيرانيين سبب جيد لحيازة أسلحة نووية قبل فترة طويلة من الأزمة الحالية، وهناك أدلة قوية على أنهم كانوا يعملون على ذلك في أوائل العقد الأول من القرن العشرين".

ورأى أن إيران تواجه تهديدًا وجوديًا من الولايات المتحدة، وستؤدي الترسانة النووية دورًا كبيرًا للقضاء على هذا التهديد، فمن غير المرجح أن يهدد الخصوم دولة نووية، خصوصًا تلك التي يمكنها النجاة من هجوم الضربة الأولى.

وأعرب "عن صعوبة تخيل استخدام إيران للأسلحة النووية أولًا في أزمة، لكن التاريخ يُخبرنا أن الدول اليائسة ترغب في بعض الأحيان في اتباع استراتيجيات محفوفة بالمخاطر كالقرار الياباني بمهاجمة الولايات المتحدة في عام 1941 والقرار المصري بضرب إسرائيل القوية في عام 1973. من المؤكد أن إدارة ترمب تدرك مخاطر استفزاز إيران المسلحة نوويًا. باختصار، فإن الأسلحة النووية ستغيّر الوضع الإستراتيجي لإيران إلى الأفضل".

رهان السياسيين

ختم جون ميرشيمر مقاله بالقول: "إنه من المنطقي بالنسبة إلى إيران امتلاك أسلحة نووية بدلًا من المراهنة على احتمال أن تتحوّل السياسة الأميركية تجاه إيران بشكل جذري مرة أخرى بعد انتخابات 2020، ومن المؤكد أن العديد من صانعي السياسة الإيرانيين - وخاصة المتشددين&منهم - يدركون الآن أنهم لو حصلوا على ترسانة نووية في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، فلن تهدد إدارة ترمب بقاءهم اليوم".

&

&

&