إيلاف من نيويورك: انطلقت رسميا في الولايات المتحدة الأميركية الحملات الانتخابية للمرشحين لسباق عام 2020، مع دخول المرشحين الديمقراطيين زمن المناظرات في ما بينهم، وإطلاق الرئيس دونالد ترمب حملته الانتخابية من فلوريدا.

وستكون انتخابات 2020 محط أنظار الجميع لمعرفة هوية الرئيس الأميركي للسنوات الأربع القادمة، وستكتسب بدون شك أهمية تفوق ما حدث عام 2016، فترمب الذي شغل العالم بترشيحه، يشغله اليوم بطريقة قيادة البلاد داخليا وخارجيا.

مخاوف من خسارة تكساس

وفي الوقت الذي يستند فيه الرئيس الأميركي الحالي الى تحسن الاقتصاد وانخفاض نسبة البطالة للفوز بولاية ثانية، تسري مخاوف من إمكانية خسارة تكساس ثاني اكبر الولايات الأميركية، والتي تعد أهم معاقل الحزب الجمهوري.

وكتبت الصحفية كريستين تيت في موقع ذاهيل تقول، "إن هناك احتمالا كبيرا لأن تصبح تكساس في عداد الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية، وانتخابات مجلس الشيوخ القادمة، ما قد يكلف الرئيس ترمب حلم الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض".

وتحدثت عن وجود مزيج من العوامل الديموغرافية التي ستدفع بتكساس من ان تكون واحدة من أكثر الولايات احمرارًا في البلاد إلى ولاية متأرجحة.

تشابه مع كاليفورنيا بعد 1990

تيت اشارت، "إلى وجود تشابه في التركيبة السكانية في تكساس اليوم بشكل لافت مع تلك الخاصة بكاليفورنيا في عام 1990، -فاز الديمقراطيون بأصوات الولاية لسبع مرات متتالية منذ ذلك التاريخ-"، وأضافت، "كحال كاليفورنيا وقتها، يبلغ عدد سكان ولاية تكساس في حاليا حوالي 29 مليون نسمة ويتغير العدد بسرعة في ضوء الهجرة الكثيفة من المكسيك. لعب الجيل الثاني من أطفال المهاجرين المكسيكيين دورًا رئيسيًا في إبعاد كاليفورنيا عن متناول الجمهوريين، ويتجذر هذا التحول نفسه في تكساس".

دور الهجرة

وتابعت "كان للهجرة تأثير ملموس بالفعل على سياسات تكساس، في حين أن المهاجرين غير الشرعيين لا يمكنهم التصويت، فإن أطفالهم الذين ولدوا في الولايات المتحدة هم مواطنون ويشكلون عددا كبيرًا من الجيل الجديد من الناخبين في الولاية الجنوبية. هناك حوالي 35 بالمئة من سكان تكساس دون سن الثامنة عشرة من أبناء المهاجرين، وتضاعف هذا الرقم في السنوات الثلاثين الماضية، وتحول الناخبون الشباب من تكساس بأغلبية ساحقة إلى المرشح الديمقراطي بيتو أورورك على حساب تيد كروز في سباق مجلس الشيوخ العام الماضي. فاز النائب السابق على السناتور الحالي لدى شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و24 عامًا بواقع 68% مقابل 32%، وبـ 73 بالمئة مقابل 27% لدى الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا، وتفوق أيضا بشكل كاسح لدى الناخبين اللاتين.

مخاطرة غير محسوبة

تغيّر اتجاهات تكساس مع ازدياد عدد الناخبين من أصول مكسيكية قد يأتي في وقت غير مريح بالنسبة الى ترمب الذي فاز بالولاية عام 2016 بهامش يعد الأصغر للمرشحين الجمهوريين منذ العرض الضعيف للمرشح بوب دول عام 1996، ولذلك سيضطر الرئيس الحالي ونواب حزبه إلى قضاء مزيد من الوقت في حملاتهم الانتخابية في تكساس، الأمر الذي سيقلل من زياراتهم الى ولايات حاسمة أخرى، فأحد الأسباب الرئيسية للفوز بالانتخابات الماضية كان استثماره في الوقت الحرج في ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا حيث أمضى نصف الحملة الانتخابية في هذه الولايات، ولذا فإن تحويل الوقت والمال في ولاية تكساس على مدار الأشهر القادمة قد يوجه ضربة قاصمة لآمال الفوز بولاية ثانية.