غربان ذوات أجنحة حمراء لا تخشى مهاجمة المارة
Getty Images

يحذر خبراء الحياة البرية من أن هجمات الطيور على البشر تصبح أكثر شيوعا مع استمرار الناس في التعدي على الأماكن التي تعيش فيها هذه الطيور وتربي أفراخها.

وبينما كانت ماري هيمان تتنزه مع كلبها على شاطئ بحيرة وسط منطقة دنفر في كولورادو، بدأ طائر يحوم على نحو غير مريح بالقرب من رأسها.

وقبل أن تستوعب ما يحدث، ارتطم الطائر بمؤخرة رأسها بسرعة جنونية وعاد أدراجه إلى أكمة الأشجار.

تقول ماري لصحيفة دنفر بوست: "الأمر مضحك. لكنه مثير لحظة حدوثه المفاجئ".

وتؤكد أندريا جونز، من جمعية أودوبون الوطنية للحفاظ على البيئة، أن معدل الهجمات يشهد ارتفاعا.

تقول جونز: "الارتفاع الذي نشهده في معدل هجمات الطيور على البشر سببه أننا نتعدى على الأماكن التي تعيش فيها هذه الطيور، ومن هنا زاد معدل التفاعل بين البشر والطير".

وتقع معظم الحوادث عندما تكون الطيور في مرحلة تربية صغارها، إذْ تدافع عنها بشراسة "كما تفعل أنثى الدب"، بحسب جونز. وقد تندفع أمهات الطيور في تلك الأحيان إلى مهاجمة الحيوانات الأضخم منها.

وأثناء دراستها ظاهرة انتشار نوع من طيور النورس على سواحل ماساتشوستس، كثيرا ما تعرضت جونز لهجمات من أسراب صاخبة من تلك الطيور، واضطرت إلى ارتداء قبعة من الورود البلاستيكية، إذ أن الطيور عادة ما تهاجم الجزء الأعلى من أهدافها.

وأحيانا ما يلجأ الباحثون المتخصصون في دراسة الطيور الجارحة إلى ارتداء خوذات صلبة أثناء فحص أعشاشها.

ويضع العدّاؤون في دنفر بـ كولورادو أيديهم على رؤوسهم اتقاءً لمناقير الغربان ذوات الأجنحة الحمراء.

ولا تقتصر المشكلة على الولايات المتحدة؛ وقد أوصى مجلس إحدى بلديات ويلز في بريطانيا أحد المواطنين بأن يتدرّع بالمظلة بعد أن سأل الحكومة كيف يتقي هجمات النوارس في المنطقة التي يعيش فيها.

وفي منطقة فانكوفر التابعة لمقاطعة بريتيش كولومبيا في كندا، سجلت هجمات الغربان ارتفاعا مضطردا، حتى أن جيم أوليري، أحد الضحايا الذي تعرض لأكثر من هجوم دشن موقعا على الإنترنت تحت اسم "كراوتراكس" دعا فيه الناس إلى تسجيل حوادث العنف التي تشنها الغربان على البشر.

هجمات الطيور نادرا ما تعيد إلى الأذهان أفلام رعب هتشكوك
Getty Images

وحفل الموقع الإلكتروني بأكثر من خمسة آلاف تقرير عن حوادث ترصد هجمات شنها غربان على بشر. وقد لاحظ أوليري ارتفاعا طفيفا في معدل تلك الهجمات في العام الجاري.

وبعد أن تعرض موزع الجرائد لهجمات متكررة من غراب شهير معروف باسم "كانوك"، أوقفت جريدة "كندا بوست" خدمة توصيل الجرائد إلى العديد من المنازل في منطقة فانكوفر، تجنبا للمخاطر التي يتعرض لها موظفوها القائمون بعملية التوزيع.

وفي الخريف، موسم هجمات الطير في أستراليا، يتشارك المواطنون النصائح حول كيفية تفادي هجمات طائر العَقعَق (نوع من الغربان).

ومن تلك النصائح ارتداء عُلب الجيلاتي الفارغة مرسوم عليها عيون، أملا في إرباك الطيور. ويلجأ البعض إلى لصق عيون جاحظة أو لصق شرائط من الألومنيوم على خوذاتهم للتصدي للهجمات.

وتقول جونز من منظمة أودوبون إن التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي كفيلة بنشر أخبار الهجمات، على أن حوادث ارتطام الطيور بالمارة أو بمؤخرات رؤوسهم نادرا ما توقع إصابات.

وتؤكد جونز: "إذا احترم الناس أماكن أعشاش تلك الطيور، أعتقد أنها لن تواصل هجماتها ضدهم".

ليس البشر وحدهم الضحايا؛ فالغربان لا تتردد في مهاجمة الصقور أو النسور
Getty Images

ويتسبب التغير المناخي كذلك في تقليص المساحات التي تقيم فيها هذه الطيور أعشاشها؛ وقد قلص الجفاف في الولايات المتحدة مساحات الأراضي الرطبة حيث تضع بعض الطيور بيضها وتربي أفراخها.

ويقول خبراء إن أسهل طريقة لوضع حدّ لهجمات الطيور هي ببساطة ترك مناطق أعشاشها، وعندئذ ستتوقف الطيور عن مضايقة البشر.

وثمة شيء مؤكد هو أنه لا حاجة إلى الذعر من أسراب الطيور الحائمة على النحو الذي تصوره أفلام هتشكوك المرعبة.