واشنطن: يشارك المرشحون الديموقراطيون في الانتخابات التمهيدية في المناظرة الثالثة لحزبهم الخميس، ويعتلي نائب الرئيس السابق جو بايدن المنصة لأول مرة مع المنافسة الرئيسية السناتور اليزابيث وارن.

وستكون هذه المواجهة التلفزيونية الأطول حتى الآن في الانتخابات التمهيدية الجارية، وسيمنح &الماراثون الذي سيستمر ثلاث ساعات الناخبين فرصتهم الأولى لرؤية المرشحين الرئيسين العشرة على المنصة سويا.

وشهدت المناظرتان السابقتان في حزيران/يونيو وتموز/يوليو مشاركة 20 مرشحا لكن على ليلتين، ما ترك المشاهدين في حيرة قبل سبع أشهر كاملة من أول إدلاء بارائهم في آيوا في شباط/فبراير المقبل لتحديد مرشح الحزب الذي سينازل الرئيس الجمهوري دونالد ترمب.

وفيما لا يزال معظم المرشحين الديموقراطيين في السباق، فإنّ المناظرة تسهم في شكل فعّال&في تخفيض عدد المرشحين إلى النصف.

وستبرز المناظرة التي سيتم بثّها على محطة "ايه بي سي" الساعة 19:00 مساء الخميس (23:00 ت غ) التنوع في المجتمع الأميركي.

والمرشحون العشرة يتنوعون بين البيض والسود ومن أصول إسبانية وأميركيين آسيويين، وجندريا فهم سبعة رجال وثلاث نساء، ثلاثة منهم سبعينيين وأربعة مرشحين تتراوح أعمارهم من 30 إلى 40 عاما وثلاثة أقل من 30 عاما وهم يتنوعون بين الوسطيين والتقدميين والليبراليين.

وسيقف بايدن في وسط المنصة بين التقدمية البارزة وارن والسناتور بيرني ساندرز الذي يصف نفسه بأنه ديموقراطي اشتراكي وقد أطلق برنامج الرعاية الصحية الشامل المعروف باسم "ميديكير للجميع".

وستكون الأنظار مسلطة على بايدن الذي حصل على دعم 29% من الناخبين الديموقراطيين المحتملين مقابل 18% لوارن، حسب الاستطلاع الذي أعد لحساب واشنطن بوست وشبكة إيه بي سي ونشر هذا الاسبوع.

والمعروف عن بايدن الذي كان نائب باراك أوباما أنه ارتكب الكثير من الهفوات. وخلال الاشهر الأخيرة تضمن كلامه مبالغات ومعلومات تقريبية غير دقيقة ما زاد الشكوك حول قدرته على خوض حملة انتخابية مرهقة.

ورغم بلوغه السادسة والسبعين لا يبدو أن النقاش حول سنه وقدرته على الحكم قد أثر كثيرا على شعبيته.

وهو يتمتع بدعم قوي خصوصا من المجتمعات الأميركية الإفريقية والبيض من الطبقة العاملة الذين يعتقدون أنه الافضل لهزيمة ترمب، وهي أولوية قصوى للناخبين الديموقراطيين.

- حملة "فوضوية" في الافق؟ -

وهناك احتمال لاندلاع مواجهة حامية &بين بايدن ووارن المرشحة التي تحظى بتأييد 18 بالمئة من الناخبين لكنها تتمتع بدعم متزايد في شكل ثابت.&

وأشعلت وارن البالغ 70 عاما قاعات فعاليات حملتها المختلفة بمجموعة من البرامج السياسية المتنوعة.

وقال الخبير في الإحصاءات والانتخابات نيت سيلفر "إذا قدمت وارن مناظرة قوية واستمرت في كسب المزيد من النقاط في استطلاعات الرأي، ربما نكون بصدد سباق ثنائي بينها وبين بايدن في شكل واضح نسبيا".

وتابع "لكنّ الحقيقة ستكون أكثر فوضوية على الأرجح".

ويحظى ساندرز، أكبر المرشحين البالغ 78 عاما، بدعم 17,7 بالمئة من الناخبين وقد تفادى على نطاق واسع الاحتكاك بصديقته السناتور وارن.

وفيما يزداد التأييد لوارن، تتعثر حملات مرشحين آخرين مثل السناتور كامالا هاريس (7 بالمئة) وبيت بوتيدجادج رئيس بلدية مدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا (4,4 بالمئة).

وتشكل المناظرة فرصة للمرشحين من الصف الثاني مثل السناتور كوري بوكر (2,5 بالمئة) وعضو الكونغرس السابق عن تكساس بيتو اورورك (2,3 بالمئة) والسناتور ايمي كلوبوشار (1 بالمئة) والوزير السابق في عهد اوباما جوليان كاسترو (0,8 بالمئة)، للفت النظر بين المرشحين الأبرز.

وفي مرتبة وسطى يحل رجل الأعمال في مجال التكونلوجيا اندرو يانغ (2,7 بالمئة) وهو المرشح الوحيد غير السياسي على منصة الخميس والذي شكّل اداؤه خلال حملته مفاجأة خصوصا مع إثارة خطته للدخل الأساسي الشامل الانتباه.

وتعهد عدد من المرشحين الذين عجزوا عن تلبية متطلبات المشاركة في مناظرة الخميس بمواصلة التنافس في السباق نحو البيت الأبيض بما في ذلك الملياردير توم ستيير ورئيس بلديّة نيويورك بيل دي بلازيو.

وعدم الظهور في المناظرة لا يوجه ضربة قاتلة للترشح، لكنّه بالطبع لا يساعد المرشح في مسعاه للوصول للبيت الأبيض.

وتشكل ملفات الحد من الاسلحة والتغير المناخي والرعاية الصحية مسائل فارقة لدى الديموقراطيين، على الأقل في المراحل الأولى للحملات الانتخابية ومن المرجح أن يتم تناولها في شكل مطول الخميس.

وعاد نواب الكونغرس إلى المجلس بعد عطلة صيفية شابها عدد من حوادث إطلاق النار منها عملية إطلاق دامية في مدينة النائب السابق اورورك إل باسو خلّف عشرات القتلى، وقد طالب معظم المرشحين الديمقراطيين الكونغرس بضرورة اتخاذ إجراءات للتصدي لأعمال العنف.&&