أسامة مهدي: فيما تجددت الاحتجاجات في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية بغداد اليوم فقد اطلقت القوات الرصاص الحي بأتجاه المتظاهرين بينما عبرت الامم المتحدة عن قلقها داعية الى التهدئة وسط دعوات داخلية لمعالجة اسباب خروج المتظاهرين الى الشوارع.&

وفيما تعيش محافظات عراقية جنوبية اوضاعا أمنية متوترة فقد تجددت الاحتجاجات اليوم في عدد من مناطق العاصمة بغداد بعيدا عن ساحة التحرير بوسطها اثر فض قوات مكافحة الشغب لتجمعات صباحية فيها وفرض سيطرتها عليها وغلق الطرق والجسور المؤدية اليها ما دعا المحتجين الى اللجوء لاماكن قريبة واحياء بعيدة عنها شهدت حرق اطارات السيارات وقطع الطرق وذلك بعد ليلة دامية شهدت مقتل ثلاثة متظاهرين واصابة حوالي 200 اخرين نتيجة اطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازية ضدهم.&

وشهدت مناطق الشعب واور والشعلة بضواحي بغداد الشمالية والكفاح والفضل والصدرية وسطها والزعفرانية جنوبها احتجاجات صاخبة اضطرت معها قوات مكافحة الشغب الى اطلاق النار فوق رؤوس المحتجين.&
&

قائد الشرطة يدعو عناصر قواته للانضباط

وقد وجه قائد قوات الشرطة الاتحادية اللواء الركن جعفر البطاط حميع قطعات الشرطة بالانضباط العالي في تعامها مع المتظاهرين. وشدد البطاط على "التحلي بالضبط العالي وحفظ الأمن والأمان وحماية المتظاهرين واسعاف المصابين وحماية الممتلكات العامة والخاصة" كما نقل عنه بيان لاعلام الشرطة.

ودعا "آمرية الطبابة شرطة اتحادية الى اجراء حملة سريعة للتبرع بالدم الى افراد القوات الامنية والمواطنين كافة".

متظاهرون في بغداد

الامم المتحدة قلقة وتدعو لضبط النفس

أما الامم المتحدة فقد اكدت قلقها البالغ من العنف الذي رافق التظاهرات ودعت الى ضبط النفس فقد عبرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن قلقها البالغ إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أُخرى.. ودعت إلى التهدئة.

واعربت بلاسخارت في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاربعاء "عن بالغ الأسف لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية" واكدت على الحق في الاحتجاج قائلة "لكل فردٍ الحقُّ في التحدّث بحريةٍ بما يتماشى مع القانون".

وحثت الممثلة الاممية السلطات "على توخي ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات لضمان سلامة المتظاهرين السلميّين مع الحفاظ على القانون والنظام وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة".

الصدر يدعم التظاهرات ويطالب الرئاسات بتحقيق

ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان الى "فتح تحقيق عادل بما حدث في ساحة التحرير" في اشارة الى اطلاق قوات مكافحة الشغب النار على المحتجين.

كما اكد القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي دعم التيار الصدري للتظاهرات منوها الى حق الشعب العراقي في المطالبة بحقوقه.. وشدد على انه ليس من حق اي جهة الاعتداء على المتظاهرين السلمين وعلى المتظاهرين كذلك الحفاظ على سلمية التظاهر وعدم الاعتداء على الاجهزة الامنية والحفاظ على ممتلكات الدولة والمواطنين".

وأكد القيادي الصدري في حديث مع وكالة "بغداد اليوم" تابعته "إيلاف" أن "هذه التظاهرات غير تابعة للتيار الصدري" مبيناً أن "هناك جهات وشخصيات دعت لهذه التظاهرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولا نعرف خلفيتها حتى الساعة لكن من حق اي مواطن ان يخرج بتظاهرة في بغداد وأي محافظة أخرى".&

جبهة الانقاذ ترفض استخدام القوة في "قمع" المتظاهرين

اما جبهة الإنقاذ والتنمية فقد رفضت استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين وطالبت بدراسة الأسباب التي دفعت الجماهير للخروج في تظاهرات كبيرة للمطالبة بالحقوق.

وقالت الجبهة التي يترأسها نائب الرئيس العراقي سابقا اسامة النجيفي في بيان الاربعاء تابعته "إيلاف" ان اطلاق الصفات والاتهامات على المتظاهرين السلميين أسلوب عفا عليه الزمن ولا يليق بأي منهج ديمقراطي في تعامل الحكومة مع المواطنين.

واشارت الى انه ليوم عصيب أن يراق دم عراقي في ساحة التحرير أو في أية محافظة عراقية وهو إخفاق كبير في عدم القدرة على تواصل سلمي يقود إلى فهم مشترك وتعاون بين جماهير عفوية خرجت للمطالبة بالحقوق وبين أساليب المواجهة التي اعتمدها السلطات الأمنية.

ودانت الجبهة بشدة "العنف المفرط الذي استخدم لقمع المتظاهرين في بغداد والمحافظات الجنوبية".. ودعت الرئاسات الثلاث الى تشكيل لجنة تحقيقية منصفة تفرق بين المتظاهر البريء وبين أي شخص مندس حاول استغلال عواطف الجماهير ومطالباتها للقيام بفعل غير سلمي، أو استهداف ممتلكات".. مشددة على ان الاهم هو دراسة الأسباب التي دفعت الجماهير للخروج في تظاهرات كبيرة للمطالبة بالحقوق.. مؤكدة على حق الجماهير بالتظاهر السلمي وحقها في يكون هناك من يصغي لمطالبها ويعمل على تنفيذها "أما اللجوء إلى القوة والعنف فإنه محض أسلوب عقيم لا يلد إلا الضغينة والحنق تجاه الحكومة".&

قلق دولي ودعوات لمواجهة الفساد والبطالة

وفيما ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي شهدتها محافظات عراقية امس الى ثلاثة اشخاص فقد حمل عبد المهدي محتجين مسؤولية سقوط ضحايا وتخريب الممتلكات بينما دعا صالح لضبط النفس وعبرت واشنطن والعفو الدولية عن قلقهما وسط مطالبات بعقد جلسة برلمانية طارئة.&

واضافة الى العاصمة بغداد فقد شهدت محافظات كربلاء والنجف والبصرة وميسان وواسط وذي قار والديوانية امس تظاهرات احتجاج مماثلة طالبت بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة وتوفير فرص العمل وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.