منذ نجاح الثورة السودانية في الإطاحة بنظام حكم عمر البشير وعزله من الرئاسة في أبريل الماضي، والأخبار الواردة عن حياته من سجن كوبر شحيحة. وكشفت مصادر مطلعة أخيرًا عن طقوسه اليومية، وأنه استطاع الخروج من محبسه للمرة الثالثة، أمس الثلاثاء.

إيلاف من القاهرة: يعيش الرئيس السوداني عمر البشير في محبسه في سجن كوبر حياة طيبة، ليس فيها شيء&من قسوة السجون المتعارف عليها، إذ يقيم في غرفة مخصصة له، تتمتع بوسائل الراحة والرفاهية من تلفزيون وثلاجة لحفظ الطعام، وسرير ومكتب صغير، وتتوافر له الكتب والصحف التي يطلبها بانتظام.

أفادت مصادر سودانية أن الرئيس السابق عمر البشير يقضي معظم وقته داخل محبسه في سجن كوبر في قراءة الكتب. ووفقًا لصحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الأربعاء، فإن البشير في محبسه، يقرأ القران الكريم، إضافة إلى كتب التاريخ وصراع الحضارات، ويشاهد التليفزيون.

كشف محمد البشير، شقيق الرئيس السابق، أن أسرته تزوره بانتظام. وقال إنه يخرج من محسبه "لمقابلتنا في صالة أعدّت لهذا الغرض"، مشيرًا إلى أن البشير "متحمل لهذا البلاء بجلد وصبر ويقين من الله بأن هذا&الأمر مكتوب".

أضاف شقيق البشير الأصغر، في تصريحات صحافية، أن الرئيس السابق "كان موجودًا في بيت الضيافة بعد عزله من الحكم"، مشيرًا إلى أن "المكان الآمن الذي ذكره وزير الدفاع السابق عوض بن عوف في بيانه".

وأوضح أن البشير "تم ترحيله إلى سجن كوبر، بعد ذلك"، مشيرًا إلى أن أسرته أصيبت بالصدمة عندما قُبض على البشير، وتم إيداعه في السجن، وقال: "نحن توقعنا ترحيله إلى فيلا، وإخضاعه للحبس الإجباري، وليس سجن كوبر، فوجئنا وكان الأمر صدمة لنا".

كشفت وسائل إعلام سودانية أن الرئيس المعزول نقل من سجن كوبر، أمس الثلاثاء، إلى مركز السودان لطب العيون في الخرطوم حيث يتابع الطبيب كمال هاشم حالته لسنوات.

وقالت صحيفة "كوش نيوز" إن هذه المرة الثانية التي يخضع فيها البشير لمراجعه طبية بعد مراجعة سابقة في مستشفى عليا في أم درمان.

جاء نقل البشير إلي مركز العيون في الخرطوم بتوصية طبية من الطبيب المعالج في سجن كوبر، وهي المرة الثانية التي يتم فيها نقل البشير للمراجعة الطبية خارج كوبر منذ اعتقاله.

كانت الزيارة الأولي للبشير إلى مستشفي علياء الطبي في أم درمان، كما إن البشير خرج من السجن للمرة الثالثة، في حراسة مشددة، لتلقي العزاء في وفاة والدته.

وكانت منظومة "زيرو فساد" السودانية، قد كشفت عن العثور في حوزة الرئيس المخلوع عمر البشير القابع في سجن كوبر، على هاتف محمول من أحدث الطرازات.

أوضحت المنظومة أنه تم إدخال الهاتف إلى البشير عن طريق عسكري كان يخدم في سجن كوبر، لكن تم فصله من الخدمة بعد ذلك. وأكدت "زيرو فساد" أنه تم على أثر ذلك تعيين الجندي المفصول في إحدى الشركات "التابعة للإسلاميين براتب مجز".

انتقدت المنظمة ما وصفته بـ "تقصير وزارة الداخلية في حسم نشاط الرئيس المخلوع ومعاونيه داخل سجن كوبر"، حيث كان يعقد اجتماعات عن طريق التطبيقات التي تسمح بتعدد الاتصالات، مثل "واتساب"، ويعطي توجيهاته إلى أنصاره ومؤيديه" من حبسه.

يذكر أن قيادة الجيش السوداني عزلت البشير في 11 أبريل الماضي بعد 30 عامًا في الحكم، تحت ضغط احتجاجات شعبية بدأت في أواخر العام الماضي، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
&&
&