إيلاف: فيما يبدو أن أسهم رئاسة الحكومة العراقية تميل إلى وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم بترشيح من سليماني ودعم الأحزاب الشيعية، بانتظار موافقة السنة، فإن جدلًا نيابيًا وشعبيًا واسعًا حول مواصفات المرشح المطلوبة، بدأ يُطرح على الساحة السياسية. فيما قالت تقرير إن الصدر عاد إلى النجف من إيران ليكون وسط المشهد السياسي القلق في البلاد.

أبلغت مصادر عراقية قريبة من صناع القرار في البلاد "إيلاف" أن اجتماعًا عقده الليلة الماضية في بغداد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مسؤول الملف العراقي في القيادة الإيرانية مع قيادات الأحزاب الشيعية، تم خلاله فرض وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم عليها مرشحًا لمنصب رئيس الوزراء الجديد.&

وأشارت إلى أن سليماني أبلغ القادة الشيعة أنه يعتقد أن شخصية بحر العلوم ستكون مقبولة على أساس أنه شخصية مستقلة وغير منتمٍ إلى أي حزب أو كتلة نيابية. وأوضحت أن كتلتي الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد وافقتا على الترشيح.. موضحة أن محاولات تجري للحصول على موافقة قادة القوى السنية، مثل الحزب الإسلامي الممثل للإخوان المسلمين في العراق، وجبهة الإنقاذ والتنمية برئاسة أسامة النجيفي، وخميس الخنجر رئيس تحالف المحور الوطني بقبول بحر العلوم.

أضافت المصادر أن سليماني قد ضمن حتى الآن 212 صوتًا في البرلمان العراقي المشكل من 329 نائبًا هم: ائتلاف الفتح 47 صوتًا، ودولة القانون 25، وتيار الحكمة 19، وفالح الفياض رئيس تيار عطاء 22، وتجمع كفاءات 3 أصوات، وإرادة 3، وقوى سنية 35، إضافة إلى الأكراد 58 صوتًا.

‏وحذرت المصادر من أن ترشيح سليماني لبحر العلوم هذا يهدف إلى إجهاض الحراك الشعبي العراقي والالتفاف على انتفاضة العراقيين ودماء الضحايا والجرحى. &&

الصدر يعارض
لكن زعيم تحالف "سائرون" الفائز في الانتخابات الأخيرة، ولديه 57 نائبًا في البرلمان، حذر من "أيام مجهولة وخطرة"، رافضًا ترشيح بحر العلوم.

وكتب صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، والملقب وزيره على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، يقول "إن الأيام المقبلة مجهولة، ولعلها خطرة، وسينكشف كل هؤلاء أمام الناس، وتنكشف عوراتهم وأخطاؤهم، فاصبروا، فما أيامهم إلا عدد، وما جمعهم إلا بدد، هذا إذا كان لهم (جمع).

في منشور آخر ،قال تعقيبًا على ظهور أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة "لا (شياع) إلا للشعب.. فقد شاع وشع نور الثوار. لا (بحر) إلا بحر الشعب.. ولن يُركب موجهُ. فلا تأججوا الفتنة أيها الفاسدون.. فقد أخمدها العقلاء".

محتجون يخلون جريحًا برصاص الأمن في ساحة الخلاني في وسط بغداد

يشير الصدر بذلك إلى محمد شياع السوداني وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي السابقة وإبراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق في الحكومة الانتقالية التي شكلها أياد علاوي عام 2005، ثم قدم استقالته من منصبه احتجاجًا على قرار الحكومة برفع أسعار الوقود بشكل كبير بسبب ضغوطات صندوق التقد الدولي.&

قبيل ذلك،&حذر النائب العراقي الليبرالي عضو اللجنة القانونية البرلمانية المحتجين في ساحات التظاهر من التفاف الأحزاب الكبيرة على انتفاضتهم، منوهًا بأن من أسماهم بالمتحكمين في أمر العراق قد قدموا إلى قاسم سليماني ثلاثة مرشحين سيوافق هو على &واحد، ويقدمونه إلى رئيس الجمهورية، وسيجتمع البرلمان، ويصوّت عليه، وسيتم الالتفاف على انتفاضتكم. سارعوا إلى تقديم مرشحكم. إقطعوا الطريق على إيران وأحزابها..".

جدل واسع حول المرشح لرئاسة الحكومة&
ثار جدل واسع بين السياسيين والناشطين حول تداعيات المرحلة الحالية في العراق ونتائجها واختيار رئيس جديد للحكومة.
فقد كتب زعيم ائتلاف الوطنية نائب الرئيس العراقي سابقًا أياد علاوي يقول: "العملية السياسية انحرفت عن مسارها الصحيح، وأسست للتهميش والإقصاء، وأصبحت عائقًا أمام تطلعات أبناء شعبنا الكريم.. تصحيح مسارها، وفي مقدمة ذلك، تعديل الدستور هو الخيار الوحيد لاستقرار العراق واستعادة دوره الريادي في المنطقة".&

واعتبر رجل الدين الشيعي أن "‏أقذر أنواع الاستثمار، الاستثمار في دماء الأبرياء، ودموع الأمهات، وحزن الآباء. على الواعين من أفراد المجتمع، والنُخب أن يمارسوا دورًا وطنيِّاً، من خلال فرز كلِّ من يحاول استغلال الأزمات، ليزيد رصيده السياسي والاقتصادي".

‏‫#العراق_ينتفض
أما النائبة وحدة الجميلي عن تحالف القرار برئاسة أسامة النجيفي، فقد أكدت أن "الحقوق لا تسقط بالتقادم، و‏ما زال ولي الدم موجودًا ‏سيأخذ من قُتل ‏ومن ظُلم ‏حقه ولو بعد حين".

قال انتفاض قنبر رئيس حزب المستقبل العراقي الدستوري إن عمار الحكيم رئيس ائتلاف الحكمة قد "حاول خداع الشعب بتأسيسه ‫#تيار_الحكمة‬ ووصفه بأنه تيار معتدل ومتحضر بدلًا من ‫#المجلس_الإسلامي_الأعلى‬. ونافق بمسك العصا من الوسط في ‫#ثورة_تشرين‬. وانكشف بأن قبر عمه الذي بناه بأموال الشعب مركزًا للقتل والتعذيب والتجسس ‫#الإيراني‬! شباب الثورة كشفتم المستور وعريتم المنافقين الأوباش..

أضاف أن "مرشح رئاسة الوزراء يجب أن يكون فدائيًا شجاعًا يدين ‫#إيران‬ ‫#خامنئي‬ بالقلم العريض (طرف ثالث أرجنتين الجارة مرفوضة قطعًا) ويتعهد بلائحة اعتقال وتصفية عملاء ‫#إيران‬ في #العراق‬ والقتلة، وعلى رأسهم ‫#قاسم_سليماني‬ ‫#أبو_مهدي_المهندس‬ ‫#قيس_الخزعلي‬ وآخرين وبعكسه يكون مرفوضًا! &‏‫#الثأر_لدم_العراق‬
من جانبه، كتب جمال الكربولي رئيس حزب الحل يقول "إرهاصات التغيير الجارية تشبه تلك التي حدثت قبل (2003)، ولكنها اليوم تجري بيد عراقية خالصة ولاؤها للعراق.&

#ولاؤنا_للعراق

وشدد الناشط عامر إبراهيم على أنه "يجب أن يكون هناك تحرك من الساحات باتجاه رئاسة الجمهورية ليتم الضغط باتجاه إصرارها على حق ترشيح رئيس الوزراء بدلًا من تركه للبرلمان وكتله الفاسدة. ‏الرئاسة من يجب أن تقدم المرشح لرئاسة الوزراء لا البرلمان".

أما محافظ الموصل السابق القيادي في ائتلاف القرار أثيل النجيفي فقد كتب يقول "‏يحاول مجلس النواب إقناع المتظاهرين بأن استقالة عادل عبد المهدي كافية، ويسعى إلى تشكيل حكومة جديدة، لا تتبنى الانتخابات المبكرة.. هم يكررون خطأ عبد المهدي نفسه، وسيجبرون على حل البرلمان بعد أن يخلقوا مشكلة أكبر".

وعلق النائب السابق مشعان الجبوري القيادي في جبهة القرار قائلًا "ناهضنا تدخل "الأرجنتين" (في إشارة إلى إيران) في العراق، ليس بغضًا بها، بل بعدما تأكدنا من عملها المنظم على منع إعادة تأهيل مصانعنا وزراعتنا وإغراق مدننا بالمخدرات وتشجيع الفساد وحماية أبطاله وتدخلها السافر في تشكيل حكوماتنا وتباهيها بأنها صاحبة الكلمة العليا في شؤوننا، ما يعني مسؤوليتها عن سوء حال شعبنا".

أما السياسي الشيعي المستقل حاليًا والقيادي السابق في حزب الدعوة عزت الشابندر فقد أكد بالقول "لم يُصِب من تصّور أن استقالة عبد المهدي ستُنهي الأزمة وتوقف النيران المشتعلة وتداعيات ستة عشر عاما من الظلم والفساد والفشل، خاصة وقد عادت الكُرة إلى ملعب الفاسدين والمرتبطين. لكنها لا ولن تنتهي لمصلحتهم مهما كان الثمن، وأعني ما أقول".

في الأخير وبعيدًا عن إرهاصات السياسيين، فقد أعلنت صفحة المغني الفنان العراقي كاظم الساهر على فايسبوك تقول: "نود أن نلفت عنايتكم إلى أنه تم إلغاء مشاركة كاظم الساهر في مهرجان موسم الرياض نظرًا إلى الظروف الراهنة في العراق الحبيب. نعتذر من الجمهور السعودي الكريم ونشكر تفهمكم". ‏‫#العراق‬ ‫#كاظم_الساهر‬.

آلية تقديم المرشح لرئاسة الحكومة
يشار إلى أنه أمام الرئيس العراقي برهم صالح 15 يومًا لتقديم مرشح إلى رئاسة الحكومة الجديدة إلى البرلمان ليصوّت عليه، وفي حال إخفاقه بذلك لأي سبب كان في الاختيار، ومرت مدة 30 يومًا المحددة دستوريًا للتكليف، هنا تنتهي حكومة عبد المهدي من تصريف الأعمال، وتتحوّل إدارة البلد إلى رئيس الجمهورية وفق المادة 81 من الدستور، ولمدة 30 يومًا، إلى حين تكليف مرشح جديد، وبعكسه فإنه بعد هذه المدة يكون العراق أمام فراغ دستوري، يؤدي إلى حل البرلمان، والذهاب نحو انتخابات مبكرة.

وكانت الاحتجاجات الشعبية التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي قد بدأت في وسط وجنوب العراق في مطلع أكتوبر الماضي، حيث قتل أكثر من 432 شخصًا على الأقل، وأصيب 20 ألفًا آخرون بجروح، وفق أرقام للجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومفوضية حقوق الإنسان ومصادر طبية وحقوقية.