إسماعيل دبارة من تونس: جدّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان التزام بلاده بارسال قوات عسكرية إلى ليبيا في حال طلبت منه حكومة الوفاق بقيادة السراج ذلك.

وقال الرئيس التركي الأربعاء إنه ناقش مع نظيره التونسي قيس سعيّد تعاونا لوقف اطلاق النار في ليبيا وإعادة الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين.

جاءت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر صحافي تابعته "إيلاف"، وعقده مع الرئيس التونسي خلال زيارة خاطفة الى تونس هي الأولى لرئيس دولة أجنبية منذ الانتخابات الرئاسية والنيابية التي جرت في سبتمبر وأكتوبر.

وقال أردوغان "علينا ان نحقق وقف اطلاق النار في ليبيا في أقرب وقت ممكن من أجل بدء المفاوضات السياسية. تونس محور استقرار في المنطقة ويمكن ان نتخذ معها خطوات مهمة".

وردا على أسلة الصحافيين، قال أردوغان: "في ما يتعلّق بالحضور العسكري التركي في ليبيا فإنّ تركيا موجودة في هذا البلد بناء على دعوة تلقتها من حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج"، ملاحظا "وجود قوات عسكرية في ليبيا لم يطلب منها الحضور هناك، على غرار القوات السودانية والقوات الروسية".

وقال: "إن خليفة حفتر، ليست له أي شرعية وهو يفتعل المشاكل في ليبيا".

تشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من أبريل عندما شنت القوات الموالية للمشير خليفة حفتر هجوما في محاولة للسيطرة على &طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني.

وتسببت المعارك بمقتل 284 مدنيا على الاقل واصابة 363 آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

وبخصوص مذكرة الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، اعتبر رئيس الجمهورية أن هذه المسألة "لا تهم تونس بل تتعلق بدولتين أبرمتا اتفاقية في ما بينهما".

وكان الرئيس التركي حلّ اليوم الأربعاء بتونس في زيارة عمل بيوم واحد غير معلنة سابقة، وفق ما أوردته رئاسة الجمهورية في بلاغ مقتضب.

مؤتمر برلين

كما دعا الرئيس التركي الى ضرورة مشاركة كل من تونس وقطر والجزائر في اجتماع برلين المرتقب الذي سيخصص للنزاع في ليبيا.

أما بخصوص عدم استدعاء تونس للمشاركة في قمة برلين (ألمانيا) حول ليبيا المزمع عقدها أوائل 2020، قثد اعتبر الرئيس التركي أن "حضور تونس والجزائر وقطر في هذه القمة في غاية الأهمية وأنه يجب تلافي هذا النقص"، ملاحظا أنه تحادث في هذا الشأن مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل التي تعهّدت بالنظر في الموضوع، وكذلك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي وافقه الرأي في ضرورة حضورهم بالقمة.

كما ذكر أنه تحادث أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، "الذي أيّد فكرة مشاركة تونس والجزائر وقطر في هذه المباحثات بخصوص ليبيا".

وبخصوص مذكّرة الحدود البحرية مع ليبيا واعتراض اليونان على ذلك، قال أردوغان إنه "لا دخل لليونان في هذا الموضوع وليس لها أن تفرض إملاءاتها، وأن من يملك القرار في هذا الشأن هما تركيا وليبيا فقط"، موضحا أن مذكرة التفاهم حول الحدود البحرية مع ليبيا وقّعتها حكومة الوفاق الليبية وصادق عليها البرلمان التركي.

مبادرة تونسية

وكان الرئيس التونسي اعلن الاثنين الماضي عن مبادرة هدفها دعوة "كلّ الليبيين للجلوس إلى طاولة الحوار بهدف التوصل إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة في إطار الاتفاق السياسي الليبي واحترام الشرعية الدولية".&

وأوضح سعيّد في المؤتمر الصحافي المشترك ان "الوضع يزداد تعقيدا في ليبيا" وأنه "وجد كل الدعم من طرف الرئيس (أردوغان) لهذه المبادرة".

أما بخصوص مذكرة الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، فقد اعتبر الرئيس التونسي، أن هذه المسألة "لا تهم تونس بل تتعلق بدولتين أبرمتا اتفاقية في ما بينهما".

التدخّل الأجنبي

وعلّق أردوغان عما يتداول بخصوص تواجد قوات روسية وسودانية في ليبيا، قائلا "أتساءل ماذا يفعلون في ليبيا وبأي صفة. خمسة ألاف سوداني وألفان من (شركة) فاغنر الروسية" الخاصة للخدمات الأمنية.

كما أكد أردوغان أن بلاده "ستستجيب ان وجهت لها الدعوة (لإرسال قوات الى ليبيا)".

وتابع "نتعامل مع السراج والحكومة الشرعية... حفتر يتعامل مع دول لديها أسلحة وأموال".