إيلاف: فيما يتوقع أن يكلف الرئيس العراقي اليوم مرشح تحالف البناء الموالي لإيران أسعد العيداني برئاسة الحكومة الجديدة بعد استشارة المحكمة العليا فقد عمّت التظاهرات محافظات الوسط والجنوب استنكارًا، تم خلالها حرق مقار للأحزاب والميليشيات، بينما أعلن منظمو الاحتجاجات رفضهم للترشيح، ودعوا إلى حل البرلمان. &

قالت "اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين" الخميس في بيان حصلت "إيلاف" على نصه إن "الأحزاب الفاسدة ما زالت ببرلمانها وحكومتها وقوانينها المشبوهة تصرّ على معاداة الشعب العراقي، الذي عانى من انعدام الأمن وانتشار القتل بين أبنائه وفقدانه أبسط مقومات الحياة اللازمة في العراق بسبب تسلط هذه الأحزاب".

وأشارت اللجنة إلى أنه "بعدما قدمت ثورة تشرين مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى لإسقاط الأحزاب الفاسدة جميعها بنظامها المقيت نظام المحاصصة الطائفية والحزبية الذي أودى بالعراق إلى الهاوية يخرج علينا الفاسدون بترشيح (أسعد العيداني) لرئاسة الحكومة في محاولة لتدوير نفاياتهم الفاسدة بعدما أقرّوا الثلاثاء قانونًا فاسدًا للانتخابات".

شددت اللجنة بالقول "إن الشعب العراقي يرفض ترشيح (أسعد العيداني) محافظ البصرة المسؤول عن قتل المتظاهرين هناك وعن انتهاكات صارخة ضد أبناء المحافظة، وهو أحد الفاسدين الذين خرجت ثورة تشرين ضدهم، وطالبت بمحاكمتهم، وهو المشرف على تقسيم واردات الموانئ للأحزاب الفاسدة، وهو إحدى أدوات وأذرع إيران في العراق".

وأكدت اللجنة أن "الحيل الخبيثة التي تمارسها الأحزاب الفاسدة مكشوفة للعراقيين جميعًا، وأن ثوار تشرين لن يتركوا الميادين والساحات حتى حل البرلمان وإيقاف العمل بالدستور وتشكيل حكومة انتقالية بإشراف أممي لن يشارك فيها أحد من أحزاب السلطة الفاسدة التي ساهمت في ضياع العراق منذ عام 2003".

تحالف البناء الموالي لإيران قدم لصالح مرشحه العيداني
جاء هذا الرفض إثر الإعلان عن تقديم تحالف البناء اسم محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني مرشحه لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث يتوقع أن يقرر الرئيس العراقي برهم صالح اليوم تقديم اسمه إلى البرلمان للموافقة على ترشيحه بعد أن يبحث الأمر مع رئيس المحكمة الاتحادية العليا مدحت المحمود وعدد من قادة القوى السياسية.

قادة تحالف البناء خلال اجتماعهم لترشيح رئيس للحكومة العراقية الجديدة - الصورة من الوكالة العراقية للأنباء

يقول تحالف البناء الموالي لإيران إنه الكتلة البرلمانية الأكبر، وهو ما يعني أنه صاحب الحق في ترشيح رئيس للحكومة، وهو يضم قادة شيعة هم: هادي العامري زعيم ائتلاف الفتح ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة دولة القانون وفالح الفياض رئيس حركة العطاء.. وقوتين سنيتين هما: محمد الحلبوسي رئيس تحالف القوى العراقية وخميس الخنجر رئيس المحور الوطني. & &

وقد عمّت ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وخاصة البصرة، التي أعلنت القوات الأمنية فيها حال الإنذار القصوى الليلة الماضية احتجاجات واسعة ضد ترشيح العيداني، تم خلالها قطع الطرق والجسور بالإطارات المحترقة وإشعال النيران في مقار أحزاب وميليشيات. &

العيداني وقمع المتظاهرين والعقوبات الأميركية
ويتهم المتظاهرون العيداني بالمسؤولية عن قمع الانتفاضة الشعبية التي شهدتها محافظة البصرة الجنوبية ضد الفساد وتسلط الأحزاب في سبتمبر عام 2018 وكذلك الانتفاضة الحالية بإصداره الأوامر للقوات الأمنية بالتصدي بالقوة للمتظاهرين، وهو أحد أفراد الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد منذ 16 عامًا.

كما إن العيداني هو نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني ونائب رئيس مجلس الإدارة لمصرف البلاد الإسلامي، اللذين يتزعمهما آراس حبيب المدرج اسمه ومصرفه ضمن قائمة الإرهاب لدى وزارة الخزانة الأميركية لتعامله مع إيران وحزب الله اللبناني.

يذكر أن العيداني الذي ما زال يحتفظ بمنصبه محافظًا للبصرة، فضلًا عن مقعده النيابي بعد فوزه عن ائتلاف النصر بزعامة حيدر &العبادي في انتخابات العام الماضي، قبل أن يتركه وينضم إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.. وهو ينتمي أصلًا إلى المؤتمر الوطني بزعامة الراحل أحمد الجلبي، الذي تولى منصبه لاحقًا آراس حبيب، الفائز أيضًا بمقعد برلماني ضمن ائتلاف دولة القانون، قبل أن تشمله عقوبات الخزانة الأميركية لاتهامه بالتعامل ماليًا مع إيران وحزب الله اللبناني.&

وكان مرشح تحالف البناء السابق وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل قد أعلن أمس اعتذاره إلى التحالف عن تكليفه بالمهمة، موضحًا أن الظروف غير مواتية ومهيئة لمثل هذا التكليف.
&

&