علامات استفهام كثيرة تُطرح حول الاجراءات التي تلازمت أمس مع التحرّكات الشعبية في لبنان، وغض النظر عن عودة قطع الطرق خصوصًا في جل الديب والزوق.

بيروت: علامات استفهام كثيرة تُطرح حول الاجراءات التي تلازمت أمس مع التحرّكات الشعبية في لبنان، وغض النظر عن عودة قطع الطرق خصوصًا في جل الديب والزوق.

حيث سأل المراقبون عمّا اذا كانت السلطة تختبئ وراء الانتفاضة، أو بالأحرى، تستغلها من أجل الانتقام من رئيس الحكومة المكلف حسان دياب وإسقاطه، علمًا أنّ الحضور الشيعي المنتمي الى بيئة "حزب الله" وحركة "أمل" كان لافتًا في هذا التحرّك، بدءًا من الوقفات امام مصرف لبنان في الحمرا أول من أمس، وصولاً إلى الوقفات الاحتجاجية على جسر الرينغ. إذ سأل المراقبون عن مصلحة "حزب الله" و"أمل" وفريق السلطة في اعتماد الليونة أمام ظاهرة قطع الطرق التي أصلاً حرّمتها السلطة بأمر من الحزب.

غير سلمي

في هذا الصدد، يقول الخبير السياسي موريس أبو فاضل لـ"إيلاف" إن"عمليات الكرّ والفرّ، بين قاطعي الطرقات والقوى الأمنية التي حذَّرت من هذه الأعمال عبر بيانات عسكرية، اتخذت طابعًا غير سلمي، وسقط فيها جرحى، وأضرار فادحة في الممتلكات العامة والخاصة، وإذا كان البعض يعتقد أن قطع الطرقات هو الوسيلة الأنجع للضغط على ما يعتبرونها السلطة الحاكمة، وعلى بعض الرموز السياسية التي يعتبرونها فاسدة، فإن هذه الرموز لا تسلك الطرقات بين عكار وطرابلس، ولا بين سعدنايل وتعلبايا، ولا بين جب جنين وكامد اللوز، ولا تتأثر حتى في قطع طرقات كورنيش المزرعة أو التجمهر أمام منزل الرئيس المكلَّف في تلَّة الخياط.

لاءات

ويضيف أبو فاضل:"أمام لاءات "الثوار" لكل الطروحات التي يتمّ تداولها لتشكيل الحكومة، دون أن تكون لدى هؤلاء الثوار أية طروحات بديلة لا على مستوى الأسماء ولا في خطط العمل، فإن الخوف كل الخوف هو في نشوء ثورة مضادة لهكذا فلتان، والخطير في الثورة المضادة أنها قد تكون من الناس الذين ضاقت بهم السبل نتيجة قطع الطرقات وتدمير حياتهم اليومية، بخاصة أن قطع الطرقات لا يتم من طرف أبناء المنطقة، بل عبر عناصر "غُب الطلب"، يتمّ استقدامها بالباصات من مناطق أخرى للعبث بأمن مناطق رافضة للفوضى غير البناءة.

شارع مقابل شارع

ويلفت أبو فاضل إلى أن "معادلة شارع مقابل شارع يرفضها الجميع، نتيجة رؤيتهم الثاقبة لما يُحاك، ولأن المعادلة الثانية التي تحصل عبر اصطدام أبناء المناطق المتضررة مع قاطعي الطرقات قد تؤدي الى صِدامات متصاعدة، ولأن التصعيد هو الهدف خاصة قُبيل الإعلان عن تشكيل الحكومة العتيدة، فإن مسؤولية القوى الأمنية أن تحصُر ضبط الأوضاع بها، وتمنع المواجهات بين المواطنين، وتقمع كل من يسعون الى توتير الأجواء مهما كان شكل الحكومة، لأن أجندات بعضهم تقضي بخراب البلد وإفلاسه حتى ولو انتهى البلد.

أما لماذا تساهلت القوى الأمنية أمس مع المتظاهرين في قطع الطرق، وهل للقوى السياسية يد في ذلك من أجل إسقاط دياب في الشارع، يلفت أبو فاضل إلى أن كل الأمور ممكنة، خصوصًا بعدما شاهدنا تساهل القوى الأمنية مع المتظاهرين وهو أمر لم يكن يحصل في السابق خصوصًا في منطقة جل الديب والرينغ، وقد تكون تلك التظاهرات التي جرت بالأمس وأعادت إحياء الحراك الشعبي بعدما راهن الكثيرون على انطفائه، هو ما يريده البعض من أجل اسقاط رئيس الحكومة المكلف حسان دياب.