بعد تداول أنباء على نطاق واسع مساء أمس، عن تعرض الرئيس السوداني عمر البشير، لوعكة صحية ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، حصلت "إيلاف" على معلومات بشأن الحالة الصحية للرئيس السوداني السابق في السجن.

إيلاف من القاهرة: نفت إدارة سجن كوبر الاتحادي بالعاصمة السودانية الخرطوم، تعرض البشير، لوعكة صحية، أو نقله إلى مستشفى علياء التخصصي بالسلاح الطبي في أم درمان، لتلقي العلاج.

وقالت إدارة السجن إن البشير بصحة جيدة وما زال في محبسه.

وحسب المصادر التي تحدثت إلى "إيلاف"، فإن البشير يمارس حياته بشكل طبيعي داخل السجن، ويحظى برعاية صحية جيدة من أطباء السجن.

ويستيقظ البشير باكرًا، لأداء صلاة الفجر، ثم قراءة القرآن، ويمارس رياضة المشي داخل السجن، ثم يتناول الإفطار، وينام مرة أخرى نهارًا، ويتناول الوجبات بانتظام من خارج السجن، من المنزل أو من المطاعم الخارجية، ويصله الطعام طازجًا، ولاسيما "العصيدة".

وحسب المعلومات المتوفرة من مصادر سودانية، فإن البشير يعاني من ضعف في حاسة البصر، ورمد ربيعي، مما يستلزم أن يرتدي نظارة طبية، وقد زاره طبيبه الخاص في شهر أكتوبر الماضي، ووصف له قطرة طبية، وتغيير النظارة.

وتتسم الحالة الصحية العامة للبشير بالجيدة، إلا أنه يعاني من أمراض الشيخوخة، ومنها ارتفاع ضغط الدم، ويتم قياس الضغط له بانتظام، بالإضافة إلى أنه يعاني هشاشة العظام، ويتلقى أدوية مقوية ومنها الفيتامينات.

ويزوره أفراد أسرته بانتظام، ومنهم زوجته الأولى، وشقيقه الأصغر محمد، الذي يرعى شؤون الأسرة بعد سجن بعض أشقائه وهروب آخرين للخارج.

وفي شهر أكتوبر الماضي، خرج الرئيس السوداني السابق من محسبه، إلى مركز للعيون بالخرطوم، لإجراء فحوصاتٍ طبية هناك، بحراسة أمنية مشدّدة بمعية 17 عربة لاند كروزر للتأمين.

وكشف طبيبه الخاص، أنّ البشير عانى في الفترة الأخيرة من ضعفٍ في النظر بسبب درجات الحرارة العالية، لافتًا لارتدائه نظارة طبية منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن فحوصاته الطبية أكّدت وجود حالة التهابية في عينيه، مما استدعى إجراء كشف نظر كامل له.

وحذّر الطبيب من أنّ عدم التعامل بجدية مع تلك الحالة، والتي قال ربما تقود إلى فقدان البشير لنظره وإصابته بالعمى في المستقبل.

بينما كشفت صحيفة "الانتباهة" السودانية، أن هناك اتجاها لنقل البشير من محبسه في سجن كوبر إلى مكان آمن بعدما زاره مسؤول كبير في المجلس العسكري.

وأوضحت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة أن إدارة السجن، نقلت النائب الأول الأسبق للبشير، علي عثمان محمد طه، إلى مستشفى السلاح الطبي عقب إصابته بوعكة صحية داخل سجن كوبر، ومن ثم أعيد إلى محبسه بعد تلقي العلاج.

وأدين البشير في 14 من ديسمبر الماضي، بالسجن عامين، بتهم الثراء الحرام والتعامل غير المشروع بالنقد الأجنبي، ومصادرة الأموال بحوزته. وأمرت المحكمة بإيداعه دارا للرعاية الاجتماعية، لكنه لا يزال موجودا في سجن كوبر.

وفي السياق ذاته، أقَرّ عبد الله البشير شقيق الرئيس السابق المخلوع عمر البشير، بامتلاكه عقارات وشركات وأسماء أعمال، وسَجّلَ أمس اعترافاً قضائياً أمام قاضي مُخالفات الأراضي.

ونقلت صحيفة "الصيحة" السودانية عن مصادر مطلعة قولها، إن شقيق البشير خُضع للتحري والتحقيق للمرة الثانية أمام وكيل نيابة مُخالفات الأراضي جمال زكريا تحت المادتين (6 و7) من قانون مكافحة الثراء الحرام والمال المشبوه لسنة 1989م.

وأرجعت السُّلطات عبد الله البشير إلى سجن كوبر الذي يقبع فيه منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع البشير، ويُواجه عدة بلاغات تتعلّق بالفساد والثراء الحرام وتجاوُزات في الأراضي والعقارات، وأُخضِع للتحقيق في نيابة الفساد والتّحقيقات المالية، على خلفية تجاوُزات في الأراضي والعقارات، وأُجريت معه تحريات استمرّت ساعاتٍ.

يذكر أن الجيش السوداني، تدخل وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الرئاسة، بتاريخ 11 أبريل الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في شهر ديسمبر 2018، ضد سوء الأوضاع الاقتصادية.

وفي 21 أغسطس الماضي، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي.