إيلاف: فيما اعلن طلبة العراق عن مليونيات غدا فقد اعتبر الامين العام للامم المتحدة ان احتمالات انهيار العراق كبيرة جدا منوها بأن ميليشياته المسلحة ترتكب أسوأ الانتهاكات، فيما اعلن محتجو الناصرية العصيان المدني، بينما استعاد متظاهرو بغداد بناية المطعم التركي في ساحة التحرير وطردوا انصار الصدر منه.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ان ما يحصل في العراق هو أن الميليشيات تمارس أسوأ الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، ومعظم الهجمات ضد المتظاهرين تتم من قبل هذه الميليشيات، وهذا يظهر أن المهمة الأولى للمؤسسات العراقية كدولة طبيعية هو حصر استخدام القوة على الشرطة والجيش العراقي. وشدد على ضرورة حماية وحدة العراق واستقلاله وأن تحتكر السلطات السلاح وحق استخدام القوة بيدها.

حول سبب غياب دعم واضح من المجتمع الدولي للمتظاهرين العراقيين ورسالته للسلطات العراقية مع وجود فصائل مسلحة متنفذة قال الأمين العام للأمم المتحد في مقابلة خاصة مع وكالة "روداوو" الاعلامية العراقية من نيويورك واطلعت عليها "إيلاف" الاربعاء ان "رسالتنا واضحة جداً وهي ضرورة الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله، ومن المهم تهيئة الظروف التي تسمح للعراق بالتصرف كدولة طبيعية".

الناشط الشاب عبد الملك شهيد تظاهرات التحرير قتل بطعنات انصار الصدر

وشدد غوتيريش على وجوب "إيقاف التدخلات الخارجية التي تعقد الأمور وتعرقل اتفاق العراقيين في ما بينهم".. موضحاً "نعلم أن الخلافات عميقة واحتمالات انهيار البلاد كبيرة جداً ومن المهم جداً منع ذلك". واضاف أن "الموقع الجغرافي للعراق يجعله حساساً للغاية". واشار الى ان "حماية استقرار العراق أساسي للمنطقة، وأي انهيار في العراق ستكون له تداعيات كارثية على المنطقة، لذا فإن العراق من أولويات عملنا العملي والدبلوماسي".

وفي بغداد أكد اكدت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق وقوفها الى جانب المتظاهرين ومطالبهم المشروعة، فيما ردت على "اتهامات" طالتها بخصوص محاولاتها اقناع المتظاهرين اختبار الحكومة الجديدة.

وقال المتحدث باسم البعثة في بغداد سمير غطاس في تصريح صحافي، إنه "بإمكانكم الرجوع لبياناتنا الصحافية السابقة ومنشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وثلاثة تقارير عن حقوق الإنسان خاصة بالاحتجاجات وهي متاحة على الموقع الإلكتروني منذ اندلاع التظاهرات في العراق في الاول من اكتوبر الماضي.

وأضاف "موقفنا واضح، وأي شيء آخر هو محض تكهنات والأمم المتحدة تقف إلى جانب الشعب العراقي ومطالبه المشروعة بمستقبل أفضل وتشجّع على الحوار لتحقيق هذه المطالب". انتهى

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة وأمامه مهلة 30 يوماً لتقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لمنحها الثقة حيث تعهد بالالتزام بتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد وتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الطائفية ورفض مرشحي القوى السياسية والاعداد لانتخابات مبكرة اضافة الى حماية المتظاهرين وتقديم قتليهم الى العدالة.

الناصرية تبدأ عصيانا مدنيا وبغداد تستعيد ايقونة احتجاجاتها
استمرت في الناصرية اليوم عمليات غلق الجسور والطرقات العامة والادارات العامة مع بدء عصيان مدني حتى تنفيذ مطالب المحتجين برفض تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.

جاء اعلان العصيان المدني لمدة 48 ساعة بعد انتهاء مهلة ثلاثة ايام حددها محتجو المحافظة للرئيس العراقي برهم صالح بسحب تكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة إلى إعلان العصيان المدني لمدة 48 ساعة في جميع الدوائر الحكومية.

وفي بغداد استعاد محتجو ساحة التحرير في وسط العاصمة بناية المطعم التركي التي تطل على الساحة ويتحصن فيها المحتجون منذ بداية تظاهراتهم قبل اربعة اشهر وذلك بعد استطاعوا خلال الساعات الاخيرة طرد انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من اصحاب القبعات الزرقاء منها بعد ثلاثة ايام من سيطرتهم عليها.

واظهرت لقطات فيديو تابعتها "إيلاف" متظاهري الساحة وهم يهتفون ضد انصار الصدر ويصفونهم بالذيول لايران لدى استعادتهم لما اطلق عليه ايقونة الاحتجاجات.

محتجو ساحة التحرير بعد استعادتهم لمبنى المطعم التركي:

وكانت بناية "المطعم التركي" قد اصبحت مسكنا مؤقتا ومركزا صاخبا للمحتجين حيث تتميز بموقعها الاستراتيجي وطوابقها الأربعة عشر مما جعلها مقصدا مهما للمتظاهرين.

فعند انطلاق التظاهرات في بداية أكتوبر الماضي كانت مجموعة من القناصة تتمركز في المبنى وتسببت عمليات القنص بسقوط عدد كبير من المتظاهرين الذين كانت السيطرة على المبنى أولى أهدافهم ليحميهم من نيران القناصة وحتى يطلوا من شرفاته على وسط بغداد.

يطل المبنى على ساحة التحرير من جهة وجسر الجمهورية من جهة أخرى والمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة العراقية ويعود إنشاؤه إلى ثمانينيات القرن الماضي. وفي الطبقة الأرضية تولت مجموعة من الشباب تطلق على نفسها اسم لجنة الدعم اللوجستي تنظيم تبرعات منها ملابس وأغذية وأغطية وبطاريات لتلبية احتياجات شاغلي المبنى.

بناية المطعم التركي المطلة على ساحة الاحتجاجات تحتشد بالمتظاهرين

وفيما اعلن اتحاد طلبة العراق عن مليونيات احتجاج في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب فقد ازدادت حدة التوتر بين المحتجين خلال الساعات الاخيرة مع أنصار الصدر في ساحات الاحتجاج التي تشهدها مدن البلاد بعد يوم من مقتل متظاهر خلال اشتباك بين الطرفين.

وكان الصدر قد أيد الاحتجاجات مع انطلاقها، لكنه كان متقلّب المواقف حيالها مراراً ويختلف الآن مع المتظاهرين حول تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة. فقد أعلن الصدر دعمه تكليف علاوي فيما رفضه المتظاهرون باعتباره قريباً جداً من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها. وتصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين بين متظاهرين شباب غاضبين من ترشيح علاوي وأنصار الصدر.