إيلاف: لم تمض سوى ساعات قليلة على إعلان الصدر حل تشكيل أصحاب القبعات الزرق من عناصر تياره حتى قام عدد من أتباعه يحملون الأسلحة البيضاء بالهجوم على متظاهري ساحة التحرير وطعن عدد منهم، بينهم طالبة .. فيما يجري تحشيد واسع لمليونية نسوية تنطلق في بغداد غدًا مدعومة بتظاهرات ضخمة من نساء محافظات الوسط والجنوب.

فقد قامت مجموعة من انصار زعيم التيار الصدري المقيم في ايران مقتدى الصدر الليلة الماضية، يحمل افرادها صوره، واخرى للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد على السيستاني، مسلحين باسلحة بيضاء، بالهجوم على خيمة اتحاد طلبة بغداد في وسط ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في العاصمة، وقاموا بطعن عدد من المتظاهرين، بينهم فتاة، وتحطيم الخيمة.

قال مصدر في اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين لـ"إيلاف" إن المهاجمين هم عناصر تنتمي إلى ميليشيا سرايا السلام التابعة للصدر، وقد هربوا بعد ارتكاب جريمتهم، إثر خروج تظاهرة ضخمة في الساحة تعلن الإصرار على الحراك، وتهتف ضد الصدر.
وأكد انه قد تمت السيطرة على الوضع.. منوهًا بأن الطلبة يتلقون تهديدات منذ اسبوع "لان تواجدهم بالنسبة الى التيار الصدري يمثل خطرًا عليه، لكونهم منظمين ومستقلين ولا ينتمون الا إلى الوطن".

طلبة عراقيون يهتفون "مقتدى عدو الله".."مقتدى قاتل"
من جهتهم ابلغ شهود عيان قناة "الحرة-عراق" أن مجموعة قالت إنها تنتمي الى التيار الصدري طعنت الطلاب، وبينهم فتاة، ادعوا انها شتمت الصدر. واوضحوا أن سبب الهجوم هو "بث مباشر كان يتحدث فيه شخص جالس قرب الخيمة، واعتبر الصدريون أن حديثه مهين لمقتدى الصدر وأبيه".

ربيع الثورة شعار تظاهرة البصرة النسوية

واشار الى انه بعد قليل من ذلك جاء نحو ثلاثين شخصًا وبدأوا بتهديم الخيمة وتعليق صور الصدر مكانها.. مضيفا إن "ممثلي الصدريين في الساحة حاولوا التدخل لإقاف المهاجمين، ثم أحجموا عن ذلك، حينما عرّف المهاجمون عن أنفسهم بكونهم تابعين لأحد قيادات سرايا السلام.

التعرف إلى المعتدين واتحاد طلبة بغداد يهدد بالتصعيد
وقالت اللجنة المنظمة لتظاهرات في بيان حصلت "إيلاف" على نصه ان العصابة المجرمة التي فقدت إنسانيتها وطعنت طالبة معتصمة بسكاكين الغدر والجبن دليل على حقدهم البغيض على المتظاهرين الذين يطالبون بوطن ذي سيادة يعيشون فيه هم وغيرهم احرارًا ليسوا بعبيد خانعين.

واكدت اللجنة انها حددت "المجرمين حسن الكعبي وعلي الغراوي القياديين في سرايا السلام والمنفذين لهذه الجريمة النكراء".. وقالت "اننا نحذر كل من يتوهم ان بامكانه التجاوز على بنات العراق بشكل خاص وعلى المتظاهرين بشكل عام وندعو الى انسحابهم من ساحة التحرير ومن جبل احد قبل ان يتخذ المتظاهرين خطوات تجبرهم على الرحيل".

من جهته، هدد اتحاد طلبة بغداد الذي يقود احتجاجات الطلبة بالتصعيد في حال عدم ايفاء قياديين في التيّار الصدري بوعدهم بكشف أسماء الجناة الذين اعتدوا على الطالبة وهدموا الخيمةَ وتقديمهم إلى العدالة خلال الساعات المقبلة.

وقال الاتحاد في بيان حصلت "إيلاف" على نصه "ان جميع الاقنعة قد سقطت اليوم وإن كانت قد تبقّت ذرّةٌ من الثقة المتبادلةِ بينَهم وبيننا فقد سحقوها اليومَ بأبشع الصور وبلا تورُّع". واشار الى إنَّ الاعتداءَ على خيمةٍ طلّابية في ساحة التحرير وتعرّض طالبة للطعن وأخذ زميلِها رهينةً عند عناصر يتكلمون باسم التيار الصدري (سرايا السلام أو القبعات الزرق أو أيّة تسميةٍ أخرى) أثبتَ بما لا يحتملُ الشكَّ أنَّهم جهةٌ غير مُنضبطة وما تلاهُ بعدَ ذلكَ من هدمٍ للخيمةِ تحتَ مرأى ومسمع قياديين من التيار الصدري مع صمتهم المطبق عن الاعتداء أثناءَ حدوثه -حتّى بعدَ ادّعاء هؤلاء القياديين أنَّ التيارَ غير مسؤولٍ عن حادثة الطعن- يبرهن قطعاً أنّهم هم المتورطون".

اختطاف الناشط المدني أمجد مغرب لدى خروجه من ساحة التحرير أمس

واوضح ان حجّتهم كانت بأنَّ طلابَ الخيمةِ قد تجاوزوا على مقتدى الصدر وأبيه أثناءَ بث مباشر أمام الخيمة (علماً أنَّنا كطلّاب رافضون لأي إساءة الى رمز ديني غير مؤثّر على الواقع السياسي قد يمثّل شخصيّة ذات قيمة عاطفية لدى محبيها) وحتّى لو صحَّ كلامهم فإنَّ رد فعلهم القمعي هذا لا يرتضيه قانونٌ ولا خُلُقٌ سليم، وإنّه تدلّ على أن هذه التصرفات تشكّلُ الخطرَ الأكبرَ على التظاهرات التي لم يكن القائدُ فيها إلّا الوعي.

وهدد الاتحاد انه سيكون موقفه ضد مرتكبي هذه الجرائم حازماً وقوياً بقوة عزيمة الشريحة الطلابية التي أثبتت أنّها أكثر ما أخافَهم. ونوه بأن قياديي التيّار الصدري قد وعدوا بكشف أسماء الجناة وتقديمهم إلى العدالة خلال الساعات المقبلة والى حين الصباح وإن لم يفوا بتعهداتِهم فستكون للطلاب مواقف تصعيدية، ومواقف الطلاب معروفة!.

مسعفات عراقيات لانقاذ جرحى التظاهرات

وشدد الاتحاد في الختام قائلا "نؤكد أنَّ قمعكَم المتكرر للطلاب هو دليلُ بدايةِ نهايتِكم! وإن كانت لكم وقفةٌ فللطلابِ ألف..وبينَنا الأيام والوطن!".

وكان الصدر قد اعلن امس عن حل ميليشيا اصحاب القبعات الزرق التابعة له والمتهمة بارتكاب مجزرة النجف الاربعاء الماضي وراح ضحيتها اكثر من مائة متظاهر بين قتيل وجريح وسط تحذيرات من امكانية توجيه عناصره لمهاجمة المتظاهرين بأساليب اخرى غير مباشرة.

تحشيد واسع للمليونية النسوية للاحتجاجات
بالترافق مع هذه التطورات تحشد الفعاليات الشعبية بشكل واسع لانجاح مليونية نسوية ستخرج في العاصمة بغداد ستكون الاكبر من نوعها في تاريخ البلاد مدعومة بتظاهرات ضخمة مماثلة في محافظات الوسط والجنوب.

خيمة جامعة الفارابي لاتحاد طلبة العراق في ساحة التحرير بعد تحطيمها من انصار الصدر

وابلغ ناشط "إيلاف" في اتصال من بغداد انه يجري حاليا اختيار وكتابة شعارات التظاهرة وطرق سيرها وتجمعها قرب ساحة التحرير في وسط العاصمة. واشار الى نسوة من مختلف الطبقات والثقافات يقمن بتشجيع الاخريات على المشاركة في المليونية والتعبير عن الاصرار على الاستمرار في الحراك الشعبي حتى تحقيق مطالب المواطنين في التغيير الشامل للاوصاع الحالية والتخلص من الطبقة السياسية الحاكمة منذ 16 عاما.

واوضح ان شباب المظاهرات سيقومون بحماية المشاركات في المليونية والاشراف على تنظيمها والحيلولة دون حدوث أي مفاجآت غير محسوبة تستهدفهن.

فيديو يشيد بمشاركة العراقيات بتظاهرات الاحتجاج:

من جهتها، قالت اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين إن مسيرة المرأة العراقية هذه تنطلق للتأكيد على دورها الفاعل الذي ظهر في كل المواقف الوطنية العراقية، وكانت لها البصمة التي يفخر بها كل عراقي اصيل منذ اليوم الاول للثورة.

واشارت اللجنة في بيان حصلت على نصه "إيلاف" الى ان هذه المسيرة هي وفاءٌ للعراق وللشهداء وفي طليعتهنَّ الشهيدات (ساره طالب وهدى خضير وزهراء القره لوسي وجنان الشحماني) اللواتي اغتالتهن الملييشيات الموالية لايران.. وشددت على "ان صوت المرأة العراقية الطاهرة العفيفة قض مضاجع ايران وأدواتها ليتجاوز بعض ذبابهم الالكتروني على نساء العراق اللاتي يشرفنهم ومن خلفهم اسيادهم في طهران".

تأتي هذه المليونية ردا على الاتهامات التي نالت من شرفهن، ومن بينها ما اطلقه ضدهن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والقوى والميليشيات الرافضة للحراك الشعبي.

الطعنة التي تلقتها المتظاهرة في ساحة التحرير ليلة امس

يشار الى ان طالبات الجامعات والمدارس قد تسيدن إلى جانب فئات نسوية أخرى متعددة ومتنوعة شملت جميع القطاعات أجواء التظاهرات كما ان مشاركة ربات البيوت والصغيرات والمسنات كانت لافتة حتى وصلت الى 40 بالمائة من إجمالي عدد المشاركين في التظاهرات التي تجتاح العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب.

وتبقى مساهمة المرأة العراقية في التظاهرات المتواصلة الظاهرة الأكثر لفتا للانظار التي حظيت بإعجاب العالم في هذه الحركة الاحتجاجية التي طغت على شوارع العاصمة ومدن البلاد الاخرى في الأيام الأخيرة.

فتيات عراقيات ينظفن ساحات التظاهر

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة انطلقت في مطلع أكتوبر 2019 تواجهها القوات الامنية والميليشيات المرافقة لها بالعنف القاتل، ما خلف لحد الان أكثر من 550 قتيلا و25 الف مصاب.