تعتبر صحراء الربع الخالي أكبر صحراء رملية في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويتجزأ الربع الخالي حالياً بين أربع دول هي السعودية واليمن وعمان والإمارات، ويقع الجزء الأعظم منه داخل الأراضي السعودية تبلغ مساحتها 430,000 كيلو متر مربع .

يشار إلى أن الربع الخالي هي أوسع صحاري العالم الرملية مساحة على الكرة الأرضية، وهي أيًضا أكثرها ارتفاعا في درجات الحرارة وأكثرها جفافا وأقساها، ولا يمكن أن يشاهد فيها أي أثر للحياة إلا عبر هياكل عظمية لطيور أو لجمال.

سماها الأديب والرحالة ياقوت الحموي بـ واحة بيرين نسبة إلى الواحة الواقعة في أطرافها الشمالية، ورغم قسوة مناخها وطبيعتها إلا أنها تزخر بثروات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن المشعة والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية.

وتحوي على حقل الشيبة والذي يعتبر من أكبر الحقول النفطية في السعودية ويقع حوالي 40 كيلومتراً في الطرف الشمالي من الربع الخالي.

تاريخ رحلات الربع الخالي

مذ زمن بعيد وقصة قطع هذه الصحراء هدف وحلم لدى العديد من الرحالة والمستشرقين ويعتبر الرحالة البريطاني الشهير توماس سيدني بيرترام أول من عبر الربع الخالي.. عندما بدأ رحلته من ظفار في جنوب شبه الجزيرة العربية الى شبه جزيرة قطر على الخليج العربي في بداية الثلاثينيات من هذا القرن وحاول عبور منطقة الرمال الكثيفة عدة مرات، ولم يتح له الوصول الى الغرض إلا في شتاء عام 1930 وقدم توماس معلومات قيمة عن الربع الخالي في كتابه (الجغرافيا والإنسان) ووصف رمال الصحراء عن الربع الخالي بقوله:

"وهناك لحظات شاهدنا فيها منظرا خلابا يفيض جمالا وحسنا حيث بدت جبال الرمال بتصميمها المعماري البديع بلون أحمر وردي تحت سماء صافية وضوء ساطع، إنها طبيعة جميلة خلابة لا ينافسها إلا جمال يوم شتاء من أيام سويسرا".

عبدالله فيليبي من الهفوف وبدعم من المؤسس

في نهاية عام 1931 استأنف جون فيلبي العمل على حلمه بقطع الربع الخالي رغم حزنه بسبب أن توماس بيرترام سبقه في ذلك.

بدأ فيلبي رحلته من الهفوف بعد أن زوده المؤسس بقافلة. تتألف من اثنتين وثلاثين ناقة، وجمل واحد وأربعة عشر رجلا ومؤنا تكفيه لمدة ثلاثة أشهر.

وكان فيلبي يصر بالطبع على السفر بالنهار لكي يبصر الأماكن لمسحها ووضعها على الخارطة، بعكس ما أراد رفاقه في السير ليلا تجنبا للحر والشمس، ودون فيلبي ملاحظات كثيرة عن كل رحلاته، وكانت كتاباته كثيرة جداً، وشاملة ودقيقة، وقد كتب مؤلفاته بأسلوب بسيط يكاد يخلو من الجمال الأدبي المعتاد في كتاباته، ولكنها كتابات مليئة بالمعلومات الكثيفة ويظهر في الكتاب هي أنه شاملة لكل شيء وتتحدث عن كل التفاصيل والمعلومات المختلفة سواء من تراث أو أحياء او وصف جغرافي.

2020 قصة جديدة تكتب في الربع الخالي

في 17 يناير هذا العام بدأت رحلة أخرى هدفها قطع الربع الخالي سيرا على الأقدام بدأها العداء الأيطالي ماكس كاليران وكالديران هو أحد أشهر الرياضيين المغامرين في العالم، حيث يُعرف في الأوساط الرياضية باسم "قاهر الصحراء" إذ تجول بين العديد من الدول سيرا على قدميه، وشارك في عشرات السباقات الماراثونية.

ونوى كالديران العبور من الربع الخالي من شمال شرورة إلى الإمارات عدوًا بمعدل 80 كم يوميًا، وبمسافة إجمالية قدرها 1400 كم، وفي الثالث من فبراير أتم العداء الإيطالي الإنجاز والمغامرة التاريخية بدعم لوجستي وإشراف تام من دلتا للرحلات بإدارة الأستاذ محمد بن خميس، وهو الخبير في رحلات الربع الخالي ومسالك الصحراء هناك فهو ممن زار الربع الخالي وتجوال فيه لأكثر من 20 مرة، وأصبح لديه خبرة كبيرة في صحراء الربع الخالي ودهاليزها.

وبين محمد الخميس خلال حديثه مع "إيلاف" أنه ساهم مع زملائه في تحقيق حلم الايطالي كالديران والذي كان يحلم فيه منذ الثامنة، وذكر أنه لم تواجههم صعوبات كبيرة في هذه الرحلة بسبب الإستعداد الكبير والمناسب لهذه الرحلة.

كاشفا ان التجهيزات للرحلة استمرت قرابة الشهرين، مبينا أن صعوبة هذه الرحلة بمدتها الطويلة حيث تجاوزت الأسبوعين تقريبا.

وبين الخميس أنه مع كل هذه الإستعدادات لاشك أنها مغامرة خطيرة وخطيرة جدًا، فهناك مخاوف عديدة سواء من التوهان أو نقص المؤونة أو المفاجآت العديدة التي ربما تفاجئنا في الصحراء، لكن بحمد الله تمت المهمة بنجاح كبيرة ولا شك ستكون هذه الرحلة بداية لرحلات عديدة نقوم بها مستقبلا فصحراء الربع الخالي مكان خلاب وجميل للغاية، وقمنا بتوثيق وتصوير هذه الرحلة بكل تفاصيل وستشاهد قريبا على إحدى القنوات المتخصصة.