أسامة مهدي: كشف القضاء العراقي اليوم عن اعترافات مغتصب وقاتل طفلة عمرها 8 سنوات وذلك بعد يوم من اعتقاله إثر العثور على جثتها في منزله بمدينة الناصرية الجنوبية حيث شرح لقاضي التحقيق تفاصيل ارتكابه لجريمته التي هزت المجتمع العراقي.

وبدأ الجاني اعترافاته عن كيفية ارتكابه جريمته خطف واغتصاب وقتل الطفلة فواطم علاء حسين ذات الثمان سنوات في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية بالقول "كانت يداها ورجليها تقاومان عملية خنقها".. مشيراً إلى أنّه استغل طفولتها باغوائها بالـ "نبق" والالعاب ليرتكب جريمته البشعة منتهكاً طفولتها البريئة.

وقال المتهم انه من مواليد عام 1976 وفي يوم الحادث السبت الماضي "كنت قد احتسيت المشروبات الكحولية ثم جلست امام الدار وإذا بالمجني عليها والتي لم تكن لي معرفة مسبقة بها تمر من أمام منزلي حاملة بيدها كتاب مدرسي مرتدية زيها المدرسي كونها كانت خارجة من المدرسة القريبة من دارنا ثم بدأت بالتقاط النبق المتساقط على الارض من الشجرة التي في دارنا".

وأضاف "حينها تولدت لدي فكرة ممارسة الجنس معها حيث طلبت منها الدخول إلى الدار بغية الحصول على كمية اكبر من "النبق" ألا أنها رفضت الدخول في بادىء الأمر لكني تمكنت من اقناعها بأنني سوف اقوم باعطائها العابا فدخلت إلى الدار وكان ذلك بحدود الساعة الثانية ظهرا لأقوم بأخذها إلى غرفة في سطح الدار نستخدمها مخزنا حيث أدخلتها هناك لأضع قطعة قماش مجبراً المجنى عليها على النوم لأقوم بفعلتي بها".

وتابع المتهم قوله "كانت تتألم وتتوسل بي أن أتركها والسماح لها بالعودة إلى دارها لكنني أتممت فعلتي طالباً منها السكوت وعدم البكاء لأتركها في الغرفة وقمت بالخروج والنزول إلى الشارع لمشاهدة الوضع فيه خوفا من حضور ذويها للبحث عنها".

القاتل والضحية فواطم

خنق الضحية بسلك كهربائي

وأضاف "بعدها عدت اليها مرة أخرى بعد أن دنت نفسي تجاهها ثم حاولت اقناعها بالبقاء وعدم مغادرة الدار الا انها كانت مصرة على العودة وخوفا من انكشاف فعلتي تولدت لدي فكرة قتلها حيث اصبح الوقت بحدود الثامنة مساءا فقمت بوضع يدي على رقبتها وخنقها وكانت يديها ورجليها تتحركان تحاولان مقاومتي واستمر ذلك الأمر لعدة دقائق الا انها لم تلقي حتفها عندها شاهدت سلكا كهربائيا في الغرفة فقمت بلفه حول رقبتها وسحبه بكلتا يدي بقوة ولم اتركها الا بعد أن فارقت الحياة".

موضحا بقوله "بعد ذلك بدأت بالتفكير في كيفية التخلص من جثة المجنى عليها لأقوم بحرق ملابسها الداخلية اولا ثم سحبتها وحملتها واضعا إياها في خزان ماء متروك على السطح لحين اخراجها من المنزل وبحدود الساعة 11 من مساء اليوم ذاته داهمت الشرطة منزلي طالبة مني تفتيشه لتعثر على الجثة في خزان الماء قبل أن أهم بدفنها".

الجاني حلاق مدمن مخدرات

ومن جهتها أشارت مصادر في الناصرية ان الطفلة وعمرها 9 سنوات تدرس في الصف الثالث الابتدائي بأحدى مدارس المدينة حين قام شخص اربعيني يعمل حلاقا في منطقة سومر التي تسكن فيها بإغتصابها ثم قتلها وحاول دفنها داخل حديقة المنزل.

وأمس الاحد. أعلنت مديرية مكافحة إلاجرام في محافظة ذي قارالقبض على الشخص الذي اغتصب الطفلة وقتلها بعد ساعات من اختطافها.

وقالت المديرية في بيان اطلعت "إيلاف" على نصه انه بعد. ان شكل قائد شرطة المحافظة فريق عمل متخصص لمتابعة جريمة اختطاف وقتل الطفلة فواطم فقد تمكن فريق مفارز قسم مكافحة الإجرام من العثور على جثة الضحية في منزل القاتل الذي كان ينوي دفنها داخل منزله بعد الاقدام على اغتصابها وقتلها حيث تم نقل جثة المجنى عليها إلى الطب العدلي والتحقيق ما يزال مستمراً مع المتهم.

كاميرات المراقبة ساعدت على كشف الجريمة

وفواطم تبلغ من العمر 8 سنوات طالبة في الصف الثالث الابتدائي في إحدى مدارس البنات والدتها معلمة في ذات المدرسة لكنها منقطعة عن العمل بسبب ظروف صحية وقد افتقدتها عائلتها السبت واستمرت جهود البحث عنها حتى صباح الأحد.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل الحادثة وهو مقرب من عائلة الفتاة إن خال الطفلة الذي يعمل في استخبارات وزارة الداخلية قاد حملة البحث عنها واكتشف من خلال البحث في كاميرات المراقبة الموجودة في بعض المنازل في الحي أنها لم تخرج من المربع المحيط بالمدرسة.

وقد شك المحققون في سكان أحد المنازل القريبة جدا من المدرسة وهو رجل معروف بتعاطيه الحبوب المخدرة وله شقيق مصاب بإعاقة عقلية.. موضحاً أن "الشرطة وجدت الرجل يحفر في حديقة منزله ولدى مداهمة المنزل وجدوا جثة الطفلة وآثار اعتداء ذي طبيعة جنسية".

ومن جانبها دانت وزارة التربية العراقية الجريمة وعبرت عن اسفها وحزنها الشديدين لما تعرضت له التلميذة فواطم علاء حسين من عملية اغتصاب وقتل بشعة.. وشددت في بيان تابعته "إيلاف" على ضرورة إنزال أقصى العقوبات بحق الجاني.

تزايد حالات اغتصاب أطفال وقتلهم

ويؤكد مختصون اجتماعيون إلى أنّ انتشار جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي وقتل المعتدى عليه ازدادت بما لا يقل عن 5 إلى 10 حالات خطف وقتل واغتصاب في الشهر الواحد بعد أن كان يمر العام دون أنّ تكون هناك حالة أو حالتان قبل عام 2003.

ووفقاً لقانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969المعدل وحسب المادة 393 منه "يعاقب بالحبس المؤبد أو المؤقت كل من "واقع أنثى بغير رضاها أو لاط ذكرا أو أنثى بغير رضاه أو رضاها ويعتبر ظرفا مشددا إذا وقع الفعل في إحدى الحالات الآتية: إذا كان من وقعت عليه الجريمة لم يبلغ الثامنة عشرة وإذا أفضى الفعل إلى موت المجني عليه تكون العقوبة السجن المؤبد".