سيول: أعلنت القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية الأربعاء أنّ تحاليل أثبت إصابة أحد جنودها بفيروس كورونا المستجدّ الوباء الذي أسفر عن وفاة 12 شخصا في هذا البلد حيث أعلنت السلطات أنها ستخضع لفحوص أكثر من مئتي ألف من أفراد طائفة مسيحية مرتبطة بانتشار المرض.

وفي المجموع أعلن المركز الكوري للسيطرة على الأمراض والوقاية منها عن 284 إصابة جديدة في أكبر ارتفاع في يوم واحد، ليبلغ عدد المصابين 1261 شخصا.

ورصدت معظم الإصابات -- أكثر من ثمانين بالمئة -- في منطقة دايغو وإقليم جيونغسانغ الشمالي بجنوب البلاد، أكبر مركز للوباء في البلاد.

وقالت قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية في بيان إنّ فحوصات أثبتت إصابة هذا الجندي البالغ من العمر 23 عاماً بالفيروس.

وهو يخدم في قاعدة كارول العسكرية الواقعة على بعد 30 كلم شمال مدينة دايغو، بؤرة الوباء في كوريا الجنوبية. وقد طُلب منه أن يفرض على نفسه حجراً صحّياً في منزله الواقع خارج القاعدة العسكرية.

وأضافت أنّها تجري حالياً "عملية تتبّع للاحتكاك" الذي حصل بين هذا الجندي وسواه لتبيان ما إذا كانت العدوى قد انتقلت إلى عسكريين آخرين أم لا.

وهذه أول إصابة تسجّل في صفوف الجنود الأميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية للدفاع عنها في مواجهة الشمال المسلّح نووياً والبالغ عددهم 28 ألفا و500 جندي.

ومعظم المصابين بالمرض مرتبطين بطائفة كنيسة شينشيونجي ليسوع المسيحية. ويبدو أن سيدة في الحادية والستين لم تكن تعرف أنها مصابة بالفيروس، نشرت العدوى بحضورها أربعة قداديس قبل تشخيص حالتها.

وتحت ضغط الرأي العام الغاضب جدا منها، قامت هذه الطائفة التي تستوحي مبادئها من المسيحية بتسليم لائحة بأسماء أعضائها البالغ عددهم 212 ألفا حسبما أعلنت الحكومة.

وقال مساعد وزير الصحة كيم غانغ ليب إنه في جميع أنحاء البلاد، ستراقب السلطات المحلية أفراد هذه الطائفة وتفرض عليهم الحجر في بيوتهم غذا ظهرات عليهم عوارض حمى أو مشاكل تنفسية.

ويؤمن أفراد هذه الطائفة أن مؤسسها لي مان هي أخذ دور يسوع المسيح وسيقود معه 144 ألف شخص إلى الجنة يوم القيامة.

شوارع مقفرة

أقفرت شوارع دايغو رابع مدينة في كوريا الجنوبية منذ أيام، باستثناء صفوف طويلة أمام بعض محلات بيع الأقنعة الواقية.

ودعت السلطات السكان إلى التزام الحذر ونصحتهم بالبقاء في بيوتهم في حال إصابتهم بالحمى أو بعوارض تتعلق بالجهاز التنفسي.

لكنها أكدت أنها لا تنوي فرض حجر على المدينة كما فعلت الصين في ووهان حيث ظهر المرض في كانون الأول/ديسمبر.

ويسجل في كوريا الجنوبية أكبر عدد من الإصابات في العالم خارج الصين القارية حيث ظهر الفيروس في كانون الأول/ديسمبر.

وقال المركز الكوري الجنوبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها إن المريض الحادي عشر الذي توفي رجل ثلاثيني يتحدّر من منغوليا، وقد أصبح أول أجنبي يتوفّى في كوريا الجنوبية من جراء الفيروس. وبحسب وكالة يونهاب للأنباء فإنّ هذا الرجل كان في المستشفى ينتظر خضوعه لعملية زرع كبد له.

وتسبب انتشار الفيروس في إرجاء العديد من المناسبات مثل حفلة موسيقية لفرقة "كي بوب" وإطلاق دوري كرة القدم وبطولات عالمية لكرة المضرب.

وأغلق العديد من المتاحف والأماكن العامة الأخرى.

ويرى مراقبون أنه يمكن الثقة بالأرقام التي تعلنها السلطات الصحية في هذا البلد الذي يمتلك نظاما صحيا متقدما وصحافة حرة ويطبق شفافية كبيرة جدا.