أسامة مهدي: فيما أكد رئيس الحكومة العراقية المكلف عدنان الزرفي بأن الحشد باق فقد فرضت واشنطن عقوبات على 20 مسؤولاً وشركة في العراق وإيران لدعمهم الحرس الثوري بينهم قادة في الحشد، بينما اعلنت محافظة كربلاء عدم تنظيمها زيارة نصف شعبان مؤكدة أنها مغلقة والوضع خطير جراء انتشار فيروس كورونا.

وأكد رئيس الحكومة العراقية المكلف عدنان الزرفي ان هيئة الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية عراقية تأسست بقانون برلماني ومطلب شعبي لمحاربة الارهاب وإنقاذ العراق.

وأضاف في تغريدة له على "تويتر" تابعتها "إيلاف" اليوم "لقد ساهمنا في كتابة القانون وصوتنا للحشد كواجبٍ وطني وخصصنا لها الموازنة الكافية في اللجنة المالية ستبقى هيئة الحشد مؤسسة رصينة وسيبقى ولاؤها و تضحياتها للعراق والعراقيين".

عدنان الزرفي

وتأتي تأكيدات الزرفي هذه حول الحشد الى طمأنة القوى الشيعية الموالية لايران التي تملك مليشيات مسلحة ضمن هيئة الحشد الشعبي والرافضة لتكليفه بتشكيل الحكومة بذريعة انه مرشح واشنطن وانه سينفذ اجندتها ضد تلك القوى حيث انه كان قد شدد على انه سيعمل على حصر السلاح بيد الدولة واعادة هيبتها ما فسرته تلك القوى على انه استهداف لها.

وكان الزرفي قد شدد أمس على أن حكومته ستعتمد "سیاسة خارجیة قائمة على مبدأ (العراق اولاً) والإبتعاد عن الصراعات الاقلیمیة والدولیة التي تجعل من العراق ساحةً لتصفیة الحسابات وتكون المصالح العراقیة العُلیا ھي البوصلة التي تحدد رسم إتجاھات تلك السیاسة" في اشارة الى الصراع الاميركي الايراني على الاراضي العراقية.

وإزاء تصاعد الخلافات بين القوى السياسية العراقية حول تكليف الزرفي بين مؤيد ومعارض فقد دعت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت امس قادة البلاد السياسيين الى الاجتماع بروح الوحدة الوطنية مشددة على ضرورة استسلام الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الوطنية الكبرى وصالح الشعب العراقي في القضاء على كورونا.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في 16 مارس الحالي محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة وعليه تقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لمنحها الثقة خلال 30 يوما وذلك بعد فشل القوى السياسية الشيعية بالوصول إلى اتفاق حول مرشح لرئاسة الحكومة.

عقوبات أميركية ضد 20 مسؤولا وشركة في العراق وإيران

ومن جهتها فقد ادرجت الولايات المتحدة 20 مسؤولا وفردا وشركة موجودين في إيران والعراق ضمن القائمة السوداء للمستهدفين بالعقوبات واتهمتهم بدعم جماعات إرهابية في تصعيد للضغط على طهران.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان امس إن الكيانات والأفراد الذين فرضت عليهم العقوبات دعموا الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له والمسؤول عن العمليات الخارجية والتجسس ونقلوا مساعدات تستخدم في القتل لحساب جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق منها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.

وأضافت الوزارة أنهم متورطون في تهريب أسلحة للعراق واليمن وبيع النفط الإيراني المحظور بموجب العقوبات الأميركية للحكومة السورية ضمن أنشطة أخرى كما نقلت عنها قناة "ألحرة" الممولة اميركيا والموجهة الى العراق، موضحة ان هذه القائمة السوداء للمستهدفين بالعقوبات تعني تجميد أي أصول للمدرجين بها في الولايات المتحدة وتمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم.

مبنة وزارة الخزانة الأميركية بواشنطن

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان إن "إيران تستخدم شبكة من الشركات التي تعمل كواجهة لتمويل جماعات إرهابية في أنحاء المنطقة وتحول الموارد بعيدا عن الشعب الإيراني، لتعطي أولوية لوكلائها الإرهابيين على حساب الحاجات الأساسية لشعبها".

وأضاف أن هذه الكيانات والشخصيات قد دعمت عمليات تهريب نفط عبر ميناء أم قصر العراقي وقامت بعمليات غسيل أموال من خلال شركات عراقية عملت كـ "واجهة" للنشاطات غير القانونية كما عززت جهود الدعاية في العراق نيابة عن الحرس الثوري الإيراني وميليشياته الإرهابية، بالإضافة الى عمليات تهديد طالت سياسيين عراقيين.

وأشار الوزير إلى أنهم استخدموا أيضا أموالا وتبرعات عامة مقدمة لمؤسسة دينية ظاهرية لدعم ميزانيات الحرس الثوري الإيراني.

وشملت العقوبات منظمة "إعادة إعمار المراقد المقدسة" في العراق وهي منظمة يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني ولديها مقرات في إيران والعراق وتم تعيين رئيسها من قبل قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني. وقالت الخزانة الاميركية أنه على الرغم من كونها مؤسسة دينية ظاهريا إلا أنها حولت ملايين الدولارات إلى شركة "بهجت الكوثر للبناء والتجارة المحدودة" ومقرها العراق وهي كيان آخر خاضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني.

ووصفت شركة "بهجت الكوثر" بأنها قاعدة لأنشطة المخابرات الإيرانية في العراق وتقوم بشحن الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.

وشملت العقوبات الأميركية أيضا رئيس منظمة "إعادة إعمار المراقد المقدسة" في العراق محمد جلال ماب وهو محافظ كرمان السابق وتم تعيينه خلفا للضابط السابق في الحرس الثوري حسن بلاراك والذي يمتلك حصة كبيرة في شركة بهجت الكوثر.

كما أدرجت واشنطن شركة "الخمائل للملاحة البحرية" ضمن قائمة العقوبات وهي شركة مقرها العراق تعمل خارج ميناء أم قصر حيث قامت هذه الشركة المملوكة للحرس الثوري ببيع المنتجات البترولية الإيرانية عبر الميناء في انتهاك للعقوبات الأميركية ضد طهران.

وشملت العقوبات الأميركية أيضا شخصا يدعى الشيخ عدنان الحميداوي وهو قائد العمليات الخاصة في كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران حيث خطط لعمليات ترهيب طالت سياسيين عراقيين في عام 2019 لم يدعموا محاولات إخراج القوات الأميركية من العراق.

كربلاء لن تستقبل المشاركين بمناسبة دينية: الوضع خطير

أعلنت محافظة كربلاء الجنوبية اعتذارها عن استقبال المشاركين في الزيارة الشعبانية التي تصادف التاسع من الشهر المقبل والتي تجري سنويا بمشاركة عشرات الالاف من العراقيين وذلك جراء مخاوف من تفشي جائحة كورونا.

وقال محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي في بيان رسمي تابعته "إيلاف" إن المحافظة تعتذر عن استقبال زوار النصف من شعبان ذكرى ولادة الإمام المهدي التي تصادف التاسع من أبريل المقبل.

وشدد الخطابي بالقول "لن نستقبل أياً من الزائرين الراغبين بأداء الزيارة الشعبانية هذا العام ولن نسمح لأحد بالدخول لأن الوضع مازال خطيراً". واشار الى ان المحافظة مغلقة بالكامل من قبل الجيش والشرطة موضحا ان سلطات المحافظة قد تضطر ايضا الى غلقها بالحواجز الكونكريتية ومحذرا بالقول "لدينا وباء عالمي ونريد الحفاظ على سلامة الجميع".

وأوضح ان الزائرين من مواطني كربلاء الذين ذهبوا لاداء زيارة الامام الكاظم في بغداد مطلع الاسبوع الحالي قد تم حجرهم في اماكن خاصة في كربلاء لمدة 14 يوماً قبل السماح لهم بالخروج.

ومن جهته، حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل العراقيين من المشاركة في زيارة النصف من شعبان.

وقال إسماعيل في تصريحات نشرتها وسائل اعلام عراقية وتابعتها "إيلاف" ان منظمة الصحة العالمية تخشى من مشاركة عراقية كبيرة في الزيارة الشعبانية المقبلة فالخطر كبير والاختلاط في الزيارات يلقي بالناس الى التهلكة.

وأضاف ان عدد من زاروا الامام الكاظم خلال الزيارة بلغ آلافاً وليس ملايين ككل عام بفضل التحذيرات من الامتناع عن الاختلاط لكن مشاركة الالاف مع وجود مرض تنفسي معدٍ أمر كارثي".

وخاطب المسؤول الصحي الدولي العراقيين قائلاً "زوروا العتبات لكن السنة المقبلة.. حصنوا أنفسكم في البيوت لمدة أسبوعين وامتنعوا عن الزيارات حالياً.. حظر التجوال طبق في كثير من الدول لمنع تفشي المرض والالتزام به يقينا الكارثة.

وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت امس عن تمديد حظر التجوال في البلاد الى الحادي عشر من الشهر المقبل بعد ان كان مقررا انتهاؤه الاحد المقبل كاجراء وقائي للحد من انتشار وباء كورونا وذلك بعد مطالبات وجهت للحكومة بضرورة تمديد الحظر خشية من تحول العراق الى بؤرة لهذا الوباء القاتل.

وجاء تمديد الحظر أثر اعلان وزارة الصحة العراقية الخميس ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا الى 36 حالة بينها 7 جديدة والاصابات الى 382 حالة بينها 36 جديدة والشفاء الى 105 حالات.