إيلاف: فيما اكد رئيس الوزراء العراقي المكلف ان حكومته المقبلة ستلعب دورا جديا في تخفيف حدة الصراع الايراني الاميركي وإبعاد العراق والمنطقة عن تداعياته الخطيرة فإنه قد اعلن خارطة طريق سيعمل عليها برنامجه الحكومي لمحاربة فيروس كورونا.

وأكد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي ان حكومته ستبدأ بلعب دور جدي في تخفيف حدة الصراع بين واشنطن وطهران وإبعاد العراق والمنطقة عن تداعياته الخطيرة.

وكتب الزرفي في تغريدة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" اليوم ان "ازدياد التوتر الجيوسياسي في المنطقة، وخصوصاً الصراع بين الولايات المتحدة والجارة جمهورية إيران الإسلامية لهُ انعكاسات سلبية على الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق".. مشددا على انه "سيبدأ بلعب دور جدي في تخفيف حدة هذا الصراع وإبعاد العراق والمنطقة عن تداعياته الخطيرة".

من جهة اخرى، اشار الزرفي الى ان مساعدة إيران على مواجهة فيروس كورونا ستساهم في منع كارثة إنسانية يعاني الشعب الإيراني منها بشكل مخيف. وطالب المجتمع الدولي بمساعدة ايران من خلال رفع او تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها وتوفير العلاجات الطبية لما لذلك من تداعيات صحية وأمنية على العراق كونه الجار الأكثر امتداداً وارتباطاً بها حيث يبلغ طول الحدود بين البلدين 1500 كيلومتر.

وفيما حصد فيروس كورونا ارواح حوالى 3 الاف ايراني، واصاب 38 الفا آخرين حتى اليوم، فقد دعت 8 دول من ضمنها روسيا وسوريا وفنزويلا والصين من الأمم المتحدة في الاسبوع الماضي إلى رفع العقوبات الأميركية التي تعوق مكافحة الفيروس التاجي.

لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اعتبر أن الحملة التي يشنها النظام الإيراني لرفع العقوبات تهدف إلى توفير المال لقادة النظام، وليس إلى مكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وتؤكد واشنطن أن عقوباتها على ايران لا تشمل المساعدات الإنسانية، كما عرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيرًا مساعدتها على إيران للحد من تفشي الفيروس، لكن سلطاتها رفضت العرض.

يعد العراق أكثر منطقة صراع متفجرة في الحرب غير المعلنة بين الولايات المتحدة وإيران، وادى تصاعد حدة التوتر بين البلدين وازدياد ضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إيران ودعم هذه لميليشيات مسلحة في العراق إلى أن يصبح هذا البلد ساحة صراع سياسي وعسكري للخصمين بالنظر إلى قرب العراق من إيران ووجود العديد من تلك الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني الامر الذي جعل العراق ساحة صراع عسكري بين البلدين.

الزرفي يعلن عن برنامجه الحكومي لمواجهة كورونا
من جهة أخرى، اعلن الزرفي عن برنامجه الحكومي لمكافحة فيروس كورونا، موضحا انه يتضمن اتخاذ اجراءات صارمة لتطويق انتشاره وبقوة القانون وطلب العون والمُساعدة من المُجتمع الدولي لرفد العراق بالخبرات والمواد الصحية المطلوبة لمواجهته.

أكد الزرفي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" اليوم أن احد أولويات برنامجه الحكومي سيكون إيلاء الجهد الأكبر لمواجهة تفشي وباء كورونا من اجل حماية أرواح المواطنين. واشار الى البرنامج الحكومي لمواجهة مرض كورونا سيتضمن: إعادة تشكيل خلية الازمة المُختصة بمواجهة فيروس كورونا لتكون برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزراء ذي الصلة ومُختصين في مجال علوم الفيروسات والاوبئة.. وتخصيص موازنة مُناسبة لتوفير مستلزمات مواجهة الفيروس.. وكذلك تسخير جميع الإمكانيات الوطنية في القطاع الحكومي والخاص ودعم المُنظمات الدولية لمواجهة احتمالات تفشي الفايروس على نطاقٍ واسعْ.

أضاف ان الاجراءات الاخرى ستتضمن اتخاذ الإجراءات الصارمة واللازمة لتطويق انتشار الفيروس وبقوة القانون وطلب العون والمُساعدة من المُجتمع الدولي لرفد العراق بالخبرات والمواد الصحية المطلوبة لمواجهة هذا الوباء.. وكذلك فتح المجال أمام المبادرات المجتمعية لدعم جهود مكافحته وتأمين المساعدات التي تقلل من اضرار المرض في النواحي المختلفة.. ثم العمل على توفير المواد الغذائية الأساسية في الأسواق وتوزيعها ضمن الحصة التموينية لمساعدة ذوي الدخل المحدود.

من جهته، اشار وزير الصحة العراقي جعفر علاوي الى ان العراق بامكانه ان يتجاوز الازمة الصحية هذه خلال مدة قد لا تزيد على الشهر اذا ما شهد التزاما شعبياً تاما، محذراً أنه بخلاف ذلك "فإن البلاد يمكن ان تكون امام انهيار تام واعلان حالة طوارئ اذا استمر اصرار بعض الشرائح الاجتماعية على عدم الالتزام بحضر التجوال الوقائي. ونوه بامكانية تمديد هذا الحظر المفروض حتى 11 من الشهر المقبل مرة اخرى ليكون ذا اثر حاسم في تطويق انتشار العدوى الوبائية.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية امس تسجيل 41 اصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد وذلك خلال 24 ساعة وحصول وفاة جديدة واحدة بالمرض.

وزير الصحة العراقي جعفر علاوي

واشارت الى انه في حين تم تسجيل وفاة واحدة، فإن مجموع الإصابات على مستوى البلاد ارتفع الى 554 وحالات الشفاء التام 143 والوفيات الى 43 حالة.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية امس تسجيل حالة وفاة و8 إصابات جديدة بفيروس كورونا لعراقيين في الخارج.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف في بيان تابعته "إيلاف" انه قد "تم تسجيل حالات جديدة منها وفاة في بريطانيا و8 حالات إصابة، 5 منها في النمسا و3 في كندا بفيروس كورونا المستجد لأبناء الجالية العراقية".

وأشار الى انه بهذا يبلغ العدد الكلي للمصابين بفيروس كورونا بين الجالية العراقية في عموم العالم 51 حالة.. 11 منها في بلجيكا، و10 في الأردن، و6 في إيطاليا، و6 في كندا و5 في الولايات المتحدة الأميركية، و5 في بريطانيا، و5 في النمسا ، و2 في لبنان، وحالة في إيران.

وأكد أن السفارات العراقية في تلك البلدان تبذل أقصى الجهود في متابعة أحوال المصابين وتهيئة الرعاية الطبية لهم.