أغلقت الدول حدودها، وأقفلت مطاراتها، وفرضت الطوارئ أو حظر التجول أو التعبئة العامة، وكلها مرادفات لتعبير واحد "حجر منزلي إلزامي عام"، لأن هذا هو السبيل الوحيد لحصر تفشي جائحة كورونا، التي لم تترك بلدًا في العالم لم تقتحمه، معطلة الحياة الطبيعية فيه.

متحف اللوفر بلا زوار

من ذلك، كانت السياحية من أكثر القطاعات الاقتصادية تعرضًا للإنهاك، بسبب الخسائر الفادحة التي ألمت بها، بعدما لزم الناس بيوتهم، فلا يزورون المتاحف ولا يسافرون للاستجمام.

عين لندن تنظر إلى الفراغ بسبب كورونا

بحسب منظمة السياحة العالمية، بلغ معدل الانخفاض في عام 2001 بعد حوادث 11 سبتمبر نحو 3,1 في المئة. وفي عام 2003، بسبب تفشي فيروس "سارس"، تراجعت أرباح قطاع السياحة 0,4 في المئة فقط. ومع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في عام 2009، بلغ التراجع 4 في المئة.

برج إيفل الفرنسي قبل جائحة كورونا وبعدها

تتوقع منظمة السياحة العالمية انخفاضا في أعداد السائحين في عام 2020 بين 20 و30 في المئة عن عام 2019، وتراوح انخفاض عائدات قطاع السياحة بين 300 و450 مليار دولار عن عام 2019.

هذه الأرقام تبدو غير مبالغ فيها إذا نظرنا إلى صور أهم المقاصد السياحية في العالم قبل تفشي كورونا وبعده، فنراها خالية، أو شبه خالية، من السياح والمرتادين.

مدينة البندقية بلا سياح

كانت للسوق الصيني نسبة ليست بالقليلة من الخسائر جراء انطلاق فيروس كورونا من البلاد، الأمر الذي تسبب في إغلاق المقاصد السياحية، حيث يُصدر هذا السوق للعالم 180 مليون سائح، ينفقون 277 مليار دولار سنوياً.

كورونا هجّرت الصينيين من أمام بوابة تياننمين

نقلت التقارير عن زوراب بولوليكاشفيلي، أمين عام منظمة السياحة العالمية، قوله إن "السياحة متحدة أيضًا في المساعدة على معالجة هذه الحالة الصحية الطارئة الهائلة، والأولوية الأولى اليوم للتخفيف من تأثير الأزمة، لا سيما على العمالة، ودعم جهود التعافي على نطاق أوسع من خلال توفير فرص العمل ودفع الرفاهية الاقتصادية حول العالم".

تايم سكوير في نيويورك مهجورة بعد ازدحام

أكد بولوليكاشفيلي أن ملايين الوظائف السياحية معرضة للخطر، "فنحو 80 في المئة من الأعمال السياحية تابعة لشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وكان هذا القطاع يقود الطريق في توفير فرص العمل وقدمت المنظمة إحصاءاتها عن خسائر القطاع خلال أكبر ثلاث أزمات مرت بالقطاع منذ عام 2000 وحتى الان، والتى كشفت أن خسائر عائدات السياحة بسبب كورونا ستكون الأعلى".

عالم ديزني مقفل إلى أجل غير مسمى

طال الإقفال أيضًا الكعبة المشرفة في مكة المكرمة بعدما قررت السلطات السعودية في بداية مارس إبقاء صحن الكعبة مغلقًا خشية وصول فيروس كورونا المستجد الى أقدس مواقع المسلمين، في خطوة احترازية نادرة تأتي بعد إعلان المملكة تعليق أداء مناسك العمرة، ما يطرح تساؤلات فعلية بشأن موسم الحج المقرر في يوليو المقبل.

الكعبة المشرفة أغلقت بوجه المصلين صونًا للسلامة العامة

كذلك خلت ساحة القديس بطرس للمرة الاولى من المصلين، وطلب رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تعد 1,3 مليار شخص مشاركته الصلاة افتراضيًا، خصوصًا أن إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تضررًا من تفشي كورونا.

ساحة القديس بطرس بلا مؤمنين