الرباط: شدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المعارض، على أهمية استمرار التضامن بين المغاربة في ظل جائحة فيروس كورونا، ودعا إلى ضرورة مراجعة النظام الجبائي لضمان الاستقرار وتأمين الخدمات الاجتماعية الأساسية لجميع أبناء الوطن.

وقال بنعبد الله ،الذي حل ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني في حلقة نقاش عن بعد، حول "الأحزاب السياسية وقضايا الساعة"، مساء السبت، بمشاركة عدد من الصحافيين، إن الجائحة أثبتت "الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في نظامنا الجبائي"، مطالبا الأغنياء والميسورين بضرورة القبول ب"قيمة التضامن إذا أرادوا العيش في مغرب مستقر".

وأضاف بنعبد الله ، في رسالة وجهها للأثرياء المغاربة "ينبغي عليهم أن يقدموا جزء من ثرواتهم ويقبلوا بذلك، وعليهم ان يفهموا بأن الأمور تسير هكذا، وإذا أرادوا العيش في استقرار فهذا هو الاستقرار".

وزاد أمين عام "التقدم والاشتراكية" في رسالة قوية للطبقة الميسورة في البلاد "اللهم أدفع 20 بالمائة أو 30 من المداخيل التي أحصلها بشفافية وأعيش في نظام مستقر يؤمن التعليم والصحة لجميع أبناء الشعب ويضمن الأمن والخدمات الاجتماعية للجميع، أو يظل كل واحد يرغب في أن يهيمن على كل شيء ولا يساهم في أي عملية تضامن وطني"، محذرا من أنه في النهاية عندما تحل أزمة مثل هذه "تظهر محدودية أي توجه من هذا النوع".

واعتبر بنعبد الله أن البلاد ستواجه في المرحلة المقبلة أوضاعا اقتصادية واجتماعية "صعبة جدا، وبالتالي نحن في حاجة ماسة إلى استمرار التضامن، لأننا اجتزنا مارس فقط، ومازال أمامنا أبريل ومايو ولا نعلم ماذا بعد. الفترة الاقتصادية والمالية المقبلة حتى لو انتهت هذه الجائحة بعد شهرين او ثلاثة أشهر لا قدر الله ستكون صعبة".

ودعا بن عبد الله إلى مراجعة شاملة للتوجهات الاقتصادية للبلاد، وقال: "لا يمكن أن نستمر في التوجه الحالي ، وينبغي أن نقوم بقطائع مع عدد من التوجهات ، ونسير نحو التصنيع الحقيقي وبناء قطاع صناعي قوي تضع الدولة توجهاته الكبرى وتضمنها"، مؤكدا على أهمية إقرار الشفافية والحكامة الاقتصادية.

ومضى قائلا: "كفى من ترديد أغاني التكنوقراط، لا يمكن أن يقوم بهذه المهام ومواجهة مثل هذه الجائحة غير الأحزاب السياسية القوية، ولا يمكن لمجتمعنا أن يتقدم من دون ديمقراطية حقيقية"، وأضاف "ينبغي القطع مع التردد في عدد من الملفات ونتمنى أن ترتفع الأصوات المنادية بالقول إن هذه التوجهات هي التي ينبغي أن نسير عليها في المستقبل وجعل الإنسان في صلب اهتمام النموذج التنموي".

وبشأن الدعم الذي ستشرع الحكومة في صرفه للفئات المتضررة من جائحة كورونا، أقر بنعبد الله بضعف قيمته لكنه أشاد في الآن ذاته بضرورته وأهميته، حيث قال: "تغطية الحاجيات الأساسية للفئات الفقيرة هذا موضوع رئيسي كان مرتبط بصندوق المقاصة( صندوق دعم المواد الأساسية) وقع فيه تردد حقيقي عشته عندما كنت في الحكومة ، وخضع لعدد من الحسابات السياسوية"، مؤكدا أنه كان من الممكن الشروع في توفير دخل قار لكل أسرة منذ 2014 مثل ما هو معتمد في دول أميركا اللاتينية ، ولم يتم ذلك لاعتبار المكتسبات السياسية التي يمكن أن تجنى من ذلك وتستفيد منها قوة سياسية دون اخرى".

وأضاف بنعبد الله "توفير دعم 800 أو 1200 درهم للأسر الفقيرة هذا كان موجودا. هل ستكون فيه تلاعبات ؟ ممكن، لكن تأخرنا كثيرا على هذا المستوى"، لافتا إلى أن هذا الدعم الذي ستشرع الدولة في توفيره للأسر المحتاجة سيكون من "الصعب أن نوقفه في المستقبل"، وذلك في رسالة إلى الحكومة بجعل هذا الدعم دائم.

وأشار بنعبد الله إلى أن المغرب قبل الجائحة كان بحاجة إلى "نفس ديقراطي جديد ينطلق من انفراج سياسي حقيقي"، وأضاف "من الجيد أن تكون هناك إشارات للمغاربة ، ونحس بأن هناك عفا الله عما سلف، سواء تعلق الأمر بعدد من الملفات الإعلامية أو بالحركات الاجتماعية"، وذلك في ظل المقاربة التي تعتمدها الدولة في تجاوز آثار أزمة فيروس كورونا والتوجه نحو المستقبل ، وبناء دولة ديمقراطية قوية تسودها العدالة الاجتماعية والاستقرار.