نصر المجالي: اعتبرت المملكة المتحدة أن خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن تهدد بإطالة أمد الصراع لكونها تتسبب في إخراج جهود تأسيس حكومة ممثلة للجميع واستعادة الاستقرار في جنوب اليمن عن مسارها.

ويوم السبت 25 إبريل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل عدداً من الجماعات في جنوب اليمن، حالة الطوارئ في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية في اليمن، مضيفا بأنه سوف يتولى إدارة هذه المناطق في تحد للحكومة المعترف بها دوليا، والمدعومة من السعودية.

واعتبرت بريطانيا هذا الإعلان مخالفا لالتزامات المجلس الانتقالي الجنوبي بالاتفاق بينه وبين الحكومة اليمنية، والذي تم التوصل إليه برعاية السعودية.

المملكة المتحدة تؤيد اتفاق الرياض، والذي يحدد عدداً من الخطوات التي يلزم اتباعها لتأسيس حكومة ممثلة للجميع واستعادة الأمن والاستقرار في جنوب اليمن.

وحثت الأطراف على استئناف الجهود لأجل تطبيق هذا الاتفاق. كما تواصل العمل مع الأطراف المعنية للمساعدة في الخروج بحل، وتحث الأطراف على الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات غير بنّاءة.

يذكر أن بريطانيا تقدم مساعدات منقذة للأرواح لمن هم في أمسّ الحاجة للمساعدة، ولتقليل الاحتمالات المروعة لانتشار فيروس كورونا والتسبب في تفاقم الوضع الإنساني الصعب في اليمن.

تعليق كليفرلي

وتعليقا على قرار المجلس الانتقالي، قال وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، جيمس كليفرلي: تلك خطوة مقلقة للغاية اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتهدد بإطالة أمد الصراع لكونها تتسبب في إخراج جهود تأسيس حكومة ممثلة للجميع واستعادة الاستقرار في جنوب اليمن عن مسارها.

وأضاف: يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية تطبيق اتفاق الرياض فوراً وبالكامل. فذلك هو السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار اللذين يحتاجهما جنوب اليمن.

يشار إلى أنه بموجب الاتفاق لإنهاء الصراع على السلطة في جنوب اليمن المتفق عليه في الرياض، كان من المفترض أن ينضم المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيون الآخرون إلى حكومة وطنية جديدة في غضون 30 يوماً ويضعون جميع القوات التابعة لهم تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

تأسيس المجلس

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن تأسس في 11 مايو 2017 من قبل سياسيين ومسؤولين قبليين وعسكريين في عدن، ثاني كبرى مدن البلاد.

وأعلن وقتها عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته أطلق عليه اسم "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي".

وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضواً، بينهم محافظو خمس مدن جنوبية واثنان من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخلياً وخارجياً.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، إذ تقول إن ما يقرب من 80% من إجمالي السكان - أي 24.1 مليون إنسان - بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

وكان التحالف أعلن عن وقف لإطلاق النار في التاسع من 9 أبريل، دعماً لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ولتهيئة الأجواء لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وقام بتمديده لمدة 30 يوما مع حلول شهر رمضان.