واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس أن محكمة في واشنطن قد تبرّئ مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين الذي اعترف في 2017 بأنه كذب بشأن اتصالاته مع الروس، واصفا المحققين الذين تولوا قضيته في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بـ"عناصر شرطة قذرين".

تحدّث ترمب عن وثائق جديدة ظهرت في قضية فلين تكشف أنه تعرّض لسوء المعاملة ومن المقرر أن يتم إطلاق سراحه من قبل محكمة تنظر حاليا في الحكم الصادر بحقّه. وقال ترمب إن "عملية تبرئته جارية. إذا اطّلعتم على هذه المذكرات من الأمس، كانت تبرئة كاملة". أضاف "كان هؤلاء عناصر شرطة قذرين على رأس +إف بي آي+". وتابع "علينا الآن أن نرى ماذا سيحصل لكن تعرّض الجنرال فلين لمعاملة (...) لا يجب أن يتعرّض لها أحد في هذا البلد".

اتصالات بالسفير الروسي
اعترف فلين بأنه كذب على محققي "إف بي آي" بشأن اتصالات أجراها نهاية 2016 مع السفير الروسي آنذاك سيرغي كيسلياك، في الأسابيع التي تلت فوز ترامب في الانتخابات لكن قبل حفل تنصيبه بتاريخ 20 يناير 2017.

وكان "إف بي آي" يحقق حينها بشأن جهود واسعة من قبل موسكو للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، والتي ذكرت دوائر الاستخبارات الأميركية أنها كانت تجري بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا.

وفي الرابع من يناير 2017، استجوب عناصر من "إف بي آي" فلين، الذي عُيّن حينها مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، وأشاروا لاحقا إلى أنه كذب بشأن محادثاته مع كيسلياك. وأُقيل فلين بعد فترة قصيرة من ذلك لكذبه على نائب الرئيس مايك بنس بشأن اتصالاته مع الروس.

بعدما تسلّم المحقق الخاص روبرت مولر التحقيق بشأن روسيا، تفاوض فلين على اتفاق إقرار بالذنب في كانون الأول/ديسمبر 2017، تجنّب عبره عدة تهم أخرى محتملة تشمل الضغط بشكل غير قانوني لصالح تركيا.

وأقر بتهمة الكذب في مناسبة واحدة وتعهّد بالتعاون مع تحقيق مولر واسع النطاق بشأن حدوث تنسيق محتمل بين فريق حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

مذنب" أم غير مذنب؟

لكن فلين (61 عاما) بدّل فريق الدفاع عنه وتوقّف عن التعاون. وفي 14 يناير 2020، طلب بتغيير إقراره إلى أنه "غير مذنب" بينما كان يواجه حكما محتملا بالسجن لستة شهور.

وبعد أسبوعين، قدّمت محاميته سيدني باول التماسا لإسقاط القضية برمّتها مشيرة إلى وثائق جديدة قالت إنها تكشف عن "سوء سلوك شائن من قبل الحكومة" في ملاحقة فلين قضائيا.

شملت الوثائق التي نُشرت الخميس مذكّرات من قبل مسؤول رفيع في "إف بي آي" لم يُذكر اسمه يحدد لعملاء الوكالة استراتيجية لاستجوابه في 2017. وجاء في المذكرة "ما هو هدفنا؟ إقرار بالحقيقة أو دفعه للكذب لنتمكن من ملاحقته قضائيا أو التوصل إلى إقالته؟"

يشير خبراء إنفاذ القانون إلى أن هذا الخيار معتاد بالنسبة لعملاء "إف بي آي" عند استجواب مشتبه به، خصوصا إذا كانت الأدلة ضدّه قوية. لكن باول وأنصار فلين اعتبروه إثباتا بأن مكتب التحقيقات الفدرالي رتّب فخّا له.

وألمح ترمب عدّة مرّات إلى أنه قد يصدر عفوا عن فلين عند انتهاء القضية. وترك هذه المسألة مطروحة مجددا الخميس، وإن كانت المحكمة ستواصل النظر في القضية لمدة ثلاثة أسابيع إضافية على الأقل. وأفاد ترمب "عذّبوه (لفلين) ودمّروه لكّنه سيعود أقوى وأفضل".

وأشعلت الوثائق الجديدة وتصريحات ترمب حملة ضغط مكثّفة عبر الإنترنت والقنوات التلفزيونية المحافظة على القاضي الفدرالي إميت سوليفان لتبرئة فلين.

استئناف روجر ستون
بدوره، أبلغ روجر ستون، وهو مستشار آخر لترامب وجّهت اليهم التهم في إطار تحقيق مولر، محكمة واشنطن الفدرالية الخميس بأنه سيقدم استئنافا ضد إدانته والحكم الصادر بحقّه بالسجن 40 شهرا.

ودين ستون في 2018 بسبع تهم تتعلّق بعرقلة العدالة والإدلاء بشهادات كاذبة والتلاعب بالشهود في إطار قضية ركّزت على تنسيقه مع موقع "ويكيليكس" في 2016 لنشر معلومات سرقها الروس تضر بمنافسة ترامب في الانتخابات آنذاك هيلاري كلينتون.

وكان من المقرر أن يدخل ستون إلى السجن الجمعة لكن تم إرجاء الأمر بسبب وباء كوفيد-19. وأكد في وقت سابق هذا الشهر أنه "يصلّي" للحصول على عفو من ترمب. وقال ترمب في تغريدة الخميس إن ستون تعرّض، كحال فلين، لمعاملة غير منصفة من قبل "إف بي آي" والمحاكم.