انقسم قراء "إيلاف" إزاء الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي مناصفة تمامًا بين من قالوا إنه يعزز فرص السلام في المنطقة، ومن قالوا إنه يزيد التصعيد.

إيلاف من بيروت: لا شك في أن الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي للسلام يفتح مرحلة جديدة في الجغرافيا السياسية في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي. فالوجود الإسرائيلي في قلب الخليج يفتح الأبواب واسعة لمنطق جديد في التعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي، بعدما مرّ بمراحل إيديوليوجية عديدة، ناصرية وأممية وإسلامية - إخوانية وإسلامية – خمينية، تميزت بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية أكثر من النضال في سبيل فلسطين.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: اتفاق السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل يعزز فرص السلام الإقليمي أو يزيد التصعيد في المنطقة؟ انقسم المستجيبون لهذا الاستفتاء مناصفة، 50 في المئة منهم قالوا إن الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي يعزز فرص السلام في المنطقة، و50 في المئة قالوا إنه يزيد التصعيد.

وفي أحدث تصريح له، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، إن معاهدة السلام التي أبرمتها بلاده مع دولة الإمارات العربية المتحدة "تاريخية"، مشددا على أنها "تساهم باستقرار المنطقة". بدوره، قال بومبيو إنه يتم العمل من أجل أن يصبح الشرق الأوسط "منطقة أكثر استقرارا، وأن نبني علاقات اقتصادية، ونؤمن فرصا للابتكار، والآن نفتح المجال لهذا من خلال التعاون بين إسرائيل والإمارات، وعلينا خلق كل الفرص لتحقيق ذلك".

بين بين
لعل من يقول إن اتفاق السلام يعزز فرص السلام في المنطقة هو براغماتي يريد أن يقفل ملفًا مفتوحًا منذ عام 1948، أو هو يائس من كل الأنظمة العربية، أنظمة الصمود والتصدي، وأنظمة دول الطوق، وغيرها من التسميات التي سادت طويلًا في سبيل الاستفادة من القضية الفلسطينية في صراعات عربية – عربية، تجلت بشكل فاقع في الحرب اللبنانية، التي رفع فيها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات شارة النصر في أحد خطاباته، صائحًا: "طريق القدس تمر في جونية"، وما أبعدها عن فلسطين؛ أو تأكد متأخرًا أيضًا أن حزب الله ليس من أصحاب "زحفًا زحفًا نحو القدس"، كما يقول، إنما طريق القدس التي يسير فيها حسن نصرالله تصل إلى سوريا والعراق واليمن، ولا تصل إلى فلسطين.

أما من يرى أن هذا الاتفاق يزيد التصعيد في المنطقة، فإما أن يكون من أتباع العقائد الخشبية التي لم تفقد بريقها الكامل بعد من خلال تبعية دينية (حزب الله أو حماس أنموذجًا)، أو أن يكون غير مستعد بعد لمرحلة جديدة من العلاقات الجيو-سياسية في المنطقة، لأنه تربى على شعارات وأفكار ما زالت راسخة في وجدانه.

في أي حال، لا مفر من الاعتراف بأن هذا الاتفاق حاز مناصرين في العالم أكثر مما حاز أعداءً.

انفراجة تاريخية
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأشاد ترمب بالاتفاق ووصفه بأنه "تاريخي ولم يحدث منذ 25 سنة، وأتوقع أن تنضم دول عربية ومسلمة أخرى إلى الإمارات في هذا المسار".

واعتبر جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترمب، وقف مشروع الضم الإسرائيلي انفراجة تاريخية وخطوة هامة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

ووصف جو بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل بأنه خطوة تاريخية.

يعزز الاستقرار
اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية خطوة من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط.

وقالت البحرين إن هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة.

ونقلت الوكالة العمانية عن ناطق رسمي باسم الخارجية العمانية تأكيده "تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل". وأعرب عن أمله في أن "يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط".

رحب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في بيان بالاتفاق، ويأمل أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّدًا في مفاوضات جادّة تحقّق حلّ الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.

مساهمة مهمة في السلام
رأى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تطبيع العلاقات بين البلدين "يعد مساهمة مهمة في السلام في المنطقة". وأضاف ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "نأمل بأن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق لمزيد من التطورات الايجابية في المنطقة وأن يعطي زخمًا جديدًا لعملية السلام في الشرق الاوسط". ووصفت وسائل الإعلام الألمانية الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل بأنه "تاريخي واختراق دبلوماسي يمهد لنشر السلام في الشرق الأوسط المضطرب".

رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، معربًا عن أمله في أن يساهم هذا القرار بإرساء السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان في بيان أن "القرار المتّخذ في هذا الإطار من جانب السلطات الإسرائيلية هو خطوة إيجابية يجب أن تتحوّل إلى إجراء نهائي".

أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاتفاق واعتبره خطوة تحقق السلام. وقال جونسون في تغريدة له على موقع "تويتر": "الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على تجميد ضم الأراضي الفلسطينية خطوة مرحب بها على طريق شرق أوسط أكثر سلامًا".

رحّبت الصين بتدابير تسهم في خفض حدة التوترات بين دول في الشرق الأوسط وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين"، وفق المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان.

أصداء سلبية
رفضت السلطة الفلسطينية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، "مقابل ادعاء تعليق موقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وفي ظل إصرار دولة الاحتلال على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك". واعتبرت السلطة الفلسطينية أن هذه الخطوة تعد نسفًا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الامارات ارتكبت "خطأ جسيمًا" بالتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفًا أن إقامة العلاقات مع الإسرائيليين أمر مرفوض من إيران.

ووجّه تحذيرًا إلى الامارات قائلًا: "نحذر الامارات من السماح لإسرائيل بأن يكون لها موطئ قدم في المنطقة، لأن حساباتنا معها ستختلف في ذلك الوقت، وإذا كانوا يعتقدون بأن التقرب من أميركا وأعداء إيران سيوفر الأمن لهم فهم خاطئون".

قال حسين أمير عبداللهيان، مساعد رئيس البرلمان الإيراني، أن الإمارات تتجاوز الخطوط الحمراء للأمن الجماعي الإقليمي، عبر السماح لإسرائيل بأن يكون لها موطئ قدم في منطقة الخليج، محذرًا دولة الإمارات من أنها ستتحمل عواقب أي حادث على علاقة بإسرائيل في الخليج، مشيرًا إلى أن "أي حادث يقع اليوم في منطقة الخليج تكون فيه إسرائيل ضالعة في الخفاء أو العلن، تتحمل عواقبه الحتمية والخطيرة أبو ظبي، إلى جانب إسرائيل"، على حدّ تعبيره.