في عملية أمنية سماها الأمن المصري "صيد الصقر"، تم اعتقال القيادي الإخواني محمود عزت في شقة بالقاهرة، كان يسير منها أعمال الجماعة المحظورة، ويتواصل مع قياداتها في مصر وخارجها.

إيلاف من القاهرة: أعلنت وزارة الداخلية المصرية الجمعة عن إلقائها القبض على محمود عزت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين و"القائم بأعمال المرشد" في الجماعة، ومسؤول تنظيمها الدولي.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: "ألقت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية القبض على القيادي الإخواني الهارب محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، مختبئًا بإحدى الشقق السكنية بالتجمع الخامس"، وذلك في عملية أمنية أطلقت عليها اسم "صيد الصقر".

ووفقًا لبيان وزارة الداخلية، وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ عزت من إحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة مكانًا لاختبائه، على الرغم من إشاعة قيادات الجماعة أخبارًا عدة عن وجوده خارج مصر، لتضليل الأمن المصري.

ترصد ومداهمة
أسفرت عملية مداهمة الشقة عن العثور على أجهزة حاسب آلي وهواتف محمولة فيها برامج مشفرة لتأمين تواصله مع قيادات التنظيم وكوادره داخل البلاد وخارجها، وأوراق تنظيمية تتضمن مخططات تخريبية.

ونقل موقع "العربية" من مصادر أمنية مصرية قولها إن أجهزة الأمن تأكدت من وجود عزت في البلاد، خلافًا لما أشاعته مواقع وقنوات الإخوان في قطر وتركيا، عقب اندلاع ثورة 30 يونيو 2013، "فلم يتم رصد هروبه أو سفره من كافة المنافذ والموانئ المصرية، كما لم يظهر في أي احتفالية أو تجمع للجماعة سواء في قطر أو تركيا، كما تفعل قيادات أخرى، وهو ما دعم تحريات أجهزة الأمن عن اختبائه في البلاد وعدم هروبه".

تابع الأمن المصري رصد أي معلومة حول تنقلات عزت ومراسلاته، حتى وصله نبأ بوجوده في التجمع الخامس، وتنقله بين شقق وفيلات عدة هناك، مستخدمًا تطبيقات إلكترونية مشفرة في تواصله مع قيادات التنظيم داخل البلاد وخارجها، وإدارة أموال الجماعة واستثماراتها في العالم. فداهم الأمن المصري المكان، وقبض على عزت.

بيان الجماعة
اعترف الإخوان المسلمون باعتقال عزت في عملية أمنية بالقاهرة، فأصدرت الجماعة بيانًا قالت فيه: "تُحمّل جماعة الإخوان سلطات الانقلاب في مصر كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الدكتور محمود عزت، فهو مصاب ببعض الأمراض المزمنة وقد اشتد عليه المرض قبل أسبوع من اعتقاله إضافة إلى تقدمه في العمر (76 عامًا)، كما تحملها المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع المختطفين في سجونها".

وقالت إن إعلان القبض على عزت "يستهدف توجيه ضربة جديدة لمعنويات أفراد الجماعة، كما هو الحال من قبل في اعتقال المرشد العام واغتيال الدكتور محمد كمال مسؤول الجناح المسلح داخلها، إلا أنها متماسكة وقادرة على الحفاظ على وحدة صفها".

من هو؟
الدكتور محمود عزت من مواليد القاهرة (1944)، وحصل على الثانوية العامة في عام 1960، ثم تخرج من كلية الطب في عام 1975، وحصل على ماجستير كلية الطب في عام 1980، ونال درجة الدكتوراه في عام 1985. كما حصل عزت على دبلوم معهد الدراسات الإسلامية عام 1998.

انضم لجماعة الإخوان في سن مبكرة، وصار عضوًا فيها عام 1962. اعتقل وحكم عليه بالسجن 10 سنوات في عام 1965 وخرج من السجن في عام 1974. اختير عضوًا في مكتب الإرشاد في عام 1981.

اعتقل على ذمة التحقيقات ستة أشهر في قضية "سلسبيل" في عام 1993. واعتقل مرة أخرى في عام 1995 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة المشاركة في انتخابات مجلس شورى الجماعة واختياره عضوا في مكتب الإرشاد، وخرج من السجن في عام 2000. كما اعتقل في 2 يناير 2008 بسبب مشاركته في تظاهرة للجماعة في القاهرة اعتراضًا على قصف إسرائيل غزة.

تولى تسيير أعمال الجماعة بعد اعتقال مرشدها العام محمد بديع في أغسطس 2013. وفي سبتمبر 2013، بعد شهرين من عزل محمد مرسي، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر كافة أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين. وفي ديسمبر 2013، قرر مجلس الوزراء المصري اعتبار الجماعة "إرهابية".