إيلاف من لندن: تواصلت التبريرات التركي في الساعات الـ48 الأخيرة حول سحب سفينة التنقيب من شرق المتوسط، لتأكيد أن سحبها ليس تراجعا ولا خشية غضب أحد.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة لم تتراجع عن أنشطتها البحثية شرق المتوسط، وأن عودة سفينة "الريس عروج" إلى ميناء أنطاليا كانت لدواعي الصيانة.

جاء تصريح جاويش أوغلو ذلك في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، الإثنين، رد خلالها الوزير على تصريح لرئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو، وصفت فيه عودة السفينة بأنها "تراجع تركي في المنطقة".

وكان قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي السبعة هددوا يوم الخميس الماضي، بفرض عقوبات أوروبية على تركيا في حال لم تضع حدا "لأنشطتها أحادية الجانب" في شرق المتوسط.

وأوضح جاويش أوغلو، أن سفينة "الريس عروج" تقوم بأعمال بحث ومسح في شرق المتوسط منذ نحو شهر، وأنها عادت إلى ميناء أنطاليا لإجراء أعمال الصيانة الدورية.

وأضاف الوزير مبينًا: "لم نعلن إخطار نافتيكس لأن السفينة رست في ميناء أنطاليا للصيانة، فلا معنى لإعلان نافتيكس والسفينة في الصيانة". وتابع: "عند الانتهاء من الصيانة تبدأ السفينة بأعمال البحث في حقل جديد، عندها نعلن إخطار نافتيكس".

خطوة ايجابية
وقال وزير الخارجية: "نسمع تصريحات مختلفة من الجانب اليوناني حيال عودة الريس عروج إلى ميناء أنطاليا، فرئيس الوزراء يراها خطوة إيجابية بينما تعتبرها الرئيسة تراجعا تركياً".

وردا على تصريحات رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتشوتاكيس، الذي ألمح فيها إلى إمكانية الحوار في حال لم تحدث استفزازات، قال جاويش أوغلو: "هذا تصريح إيجابي لكن لا نقبل بأي شروط مسبقة".

وأكد ان التوتر القائم في شرق المتوسط، لن ينتهي في حال لم تحترم اليونان حدود الجرف القاري التركي.
وفي ما يخص الأزمة القائمة في جزيرة قبرص، قال إن تخلي الشطر الرومي عن تهميش القبارصة الأتراك، شرط أنقرة الأساسي لحل الأزمة.
واستطرد: "إن وضعت اليونان شروطا مسبقة للتفاوض، فعليها أن تقبل بشروط تركيا أيضا، أثينا تطالب أنقرة بوقف كافة فعالياتها كشرط لبدء الحوار، وهذا الشرط لا يمكن قبوله".

موقف ميتسوتاكيس
وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اعتبر يوم الأحد أن مغادرة سفينة التنقيب التركية عروج ريس منطقة متنازعا عليها بين اليونان وتركيا في شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعي، هي "خطوة إيجابية" للعلاقات اليونانية التركية.

وقال ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في تيسالونيكي (شمال) "إنها خطوة أولى أيجابية آمل أن تكون هناك خطوات أخرى".
من جهته، أعلن حلف الأطلسي أن البلدين وافقا على بدء "محادثات تقنية" بهدف منع وقوع حوادث بين أسطوليهما في شرق المتوسط. ونفت أثينا ذلك لكن وزارة الدفاع التركية أعلنت الخميس أن المفاوضات بدأت بين الوفدين من البلدين في مقر حلف الأطلسي في بروكسل.