ايلاف من لندن: يعتبر امير الكويت الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد الحشد الدبلوماسي العربي والدولي لتحرير بلاده من غزو النظام العراقي السابق عام 1990 عندما كان وزيرا للخارجية.

ولعب الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدى احتلال الكويت في الثاني من آب أغسطس عام 1990 دورًا كبيرًا في حشد وكسب تأييد المجتمع الدولي لتحرير الكويت.

كما نجح فى حشد التأييد الدبلوماسى العربى والدولى لمصلحة دعم ومساندة الشرعية الكويتية استنادا إلى خبرته الدبلوماسية الكبيرة منذ بداية تسلمه حقيبة وزارة الخارجية عام 1963 ونجاحه في توثيق علاقات دولة الكويت بالأمم المتحدة ومنظماتها ودولها الأعضاء.

وقد رتبت الدبلوماسية الكويتية عقد العديد من المؤتمرات التي أسهمت في كسب الرأي العام الدولي الداعم للقضية اذ نجحت الجهود الدبلوماسية في كسب مساندة دولية اثمرت في 29 تشرين الثاني نوفمبر 1990 صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.

وحدد هذا القرار تاريخ 15 كانون الثاني يناير 1991 موعدًا نهائيًا للعراق لسحب قواته من الكويت وإلا فإن حشود التحالف الدولي بقيادة أميركا سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660".

وتشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، وبدأت عملية تحرير الكويت في 17 يناير كانون الثاني 1991.

عميد الدبلوماسية الكويتية لاربعة عقود
وكان الشيخ صباح أوّل وزير إعلام كويتي وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت حيث قاد الوزارة طيلة أربعة عقود من الزمن ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع غزو النظام العراقي السابق عام 1990.
ونجحت جهوده الدبلوماسية في كسب الكويت مساندة عالمية وأممية من خلال توافق الإرادة الدولية مع قيادة قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت.

وكانت مقولة الشهيرة في 4 آب 1998 التي جاءت ردا على مزاعم النظام العراقي السابق بأن الكويت تقف وراء استمرار العقوبات الدولية على حكومة بغداد حاسمة حين نوه بالقول "نحن لسنا دولة عظمى حتى نفرض على مجلس الأمن أن يرفع العقوبات أو يبقيها على العراق".. مؤكدا أن العراقيين الذين يوجدون على أرض الكويت يعيشون فيها بكل تقدير واحترام.

واضاف "نحن نفرق جيدا بين النظام والشعب العراقى ولا يسعنا إطلاقا أن نسمع عن شعب شقيق يتعرض للجوع والفقر".. مؤكدا أن الكويت تساعد الشعب العراقي بعد التحرير بإرسال المعونات خاصة للنازحين من الشمال والجنوب.

وعقب الغزو أرتكزت سياسة الكويت الخارجية تجاه العراق وتحديدا خلال الفترة بين عامي 1990و2001 إلى عدة ثوابت قائمة على أساس القرارات الدولية الشرعية الصادرة عن مجلس الأمن التي صدرت أثناء فترة الغزو وقبلها النظام العراقي بقرار مجلس الأمن رقم 687 لسنة 1991.

وبعد ذلك انطلقت المساعدات الكويتية إلى شعب العراق منذ عام 1993.. وعقب حرب العراق عام 2003 سارعت الكويت إلى تقديم العون والإغاثة إلى اللاجئين في هذا البلد حيث تعد من أكبر المانحين له. وفي أبريل نيسان 2008 تبرعت الكويت بمبلغ مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم عملياتها في مساعدة اللاجئين العراقيين بهدف تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم من غذاء ومأوى وصحة وتعليم. وفي تشرين الثاني نوفمبر عام 2010 أعلنت الكويت تقديم مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمساعدة النازحين داخل العراق ومن اضطرتهم الظروف والأوضاع الأمنية إلى النزوح إلى أماكن أخرى.

كما استضافت الكويت في شباط فبراير 2018 مؤتمرا دوليا لاعادة اعمار العراق حيث بلغت تعهدات الدول المشاركة فيه 30 مليار دولار منها ملياري دولار من الكويت.

وكان الامير الراحل قد زار العراق عام 2012 حيث ترأس وفد بلاده إلى اجتماع القمة العربية التي عقدت في بغداد كما قام بزيارة ثانية لها في حزيران يونيو عام 2019 .