إيلاف من الرباط: وقعت الرباط وواشنطن الجمعة في العاصمة المغربية الرباط،على اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين تمتد من 2020 الى 2030 .
ووقع على الاتفاقية عبد اللطيف لوديي ، الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف ادارة الدفاع الوطني ، ومارك إسبر وزير الدفاع الاميركي ، في حضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة .
وحل إسبر بالمغرب مساء الخميس قادما من الجزائر في ختام جولة شملت ايضا تونس .
وقال بوريطة إن زيارة إسبر للمغرب تعد الاولى لوزير دفاع في ادارة الرئيس دونالد ترامب ، والثالثة من نوعها لوزير دفاع اميركي خلال العشريتين الماضيتين ، كما انها تكمل تسلسلا مهما لزيارات من مستوى عال قام بهامسؤولون اميركيون للمغرب ضمنهم مايك بومبيو ، وزير الخارجية ، وجاريد كوشنر ، كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب ، وايفانكا ترامب ، مستشارة الرئيس الاميركي .
واشار بوريطة الى ان توقيع اتفاقية التعاون في مجال الدفاع بين البلدين يأتي في وقت تتنامى فيه التهديدات وتتطور فيه التحديات .
وقال بوريطة إن أميركا والمغرب يجمعهما تحالف طويل الأمد يشمل مجالات مختلفة،خاصة في مجال محاربة التهديدات الإرهابية الدولية والتحديات الأمنية المشتركة،مشيرا إلى الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وزاد بوريطة قائلا إن المغرب يعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي ، في إطار جهوده المبذولة لدعم مكافحة الإرهاب، وايضا احتضان المغرب للمناورات العسكرية المعروفة باسم "الأسد الإفريقي"، وهي أكبر مناورات عسكرية في القارة الأفريقية، وتقام بشكل مشترك بين القوات المغربية والقوات الأميركية .
بدوره ،نوه إسبر بالعلاقات القوية التي تجمع بلاده والمغرب ، وقال إن الشراكة بينهما تمتد لأكثر من 200 سنة، مشيرا إلى أن المغرب هو أول بلد في العالم اعترف باستقلال الولايات المتحدة .
واعتبر إسبر المغرب شريكا أساسيا في محاربة الإرهاب والتحديات الأمنية وتعزيز الاستقرار والازدهار بالمنطقة.
وأشار إسبر الىأن الولايات المتحدة تعتبر المغرب بوابة إلى القارة الإفريقية، وقال إن الاتفاق العسكري الموقع بينهما سيفتح الباب للتعاون المغربي - الأميركي على مستوى البلدان الإفريقية، مشيرا إلى مناورات الأسد الإفريقي ، التي قال إن بلدان إفريقية كثيرة تستفيد منها.
وعرف برنامج زيارة إسبر للرباط لقاء مع المفتش العام للقوات المسلحة المغربية الجنرال عبد الفتاح الوراق ، والوزير المنتدب المكلف الدفاع الوطني ، عبد اللطيف لوديي،وايضا مع وزير الخارجية .
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية أن الوزير لوديي استقبل الجمعة بالرباط، وزير الدفاع الاميركي ".
وذكر البيان أن المسؤولين المغربي والاميركي أجريا محادثات بحثا خلالها مختلف أوجه التعاون الثنائي في مجال الدفاع الوطني، وكذا آفاق تطويرها.
وعبرا المسؤولان عن ارتياحهما لمتانة وتميز واستمرارية ودينامية التعاون الثنائي،الذي يعكس العلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية.
واتفق المسؤولان حول تعاون عسكري بين القوات المسلحة في البلدين ، يتمحور حول توطيد الأهداف الأمنية المشتركة،خاصة تحسين درجة الاستعداد العسكري،وتعزيز الكفاءات وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات.
وأشار لوديي الى الالتزام الراسخ والاستراتيجية متعددة الأبعاد التي يعتمدها المغرب، بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتدبير الإنساني لأزمة الهجرة.
وأكد لوديي ايضا على الدور الذي يضطلع به المغرب كفاعل في الاستقرار الإقليمي بمنطقتي الساحل والمتوسط، ولاسيما الجهود التي يبذلها في إطار التعاون جنوب - جنوب من أجل التنمية الاقتصادية ، وتعزيز قدرات القوات العسكرية للعديد من البلدان الإفريقية، خاصة في ما يتعلق بالتدريب وتبادل الخبرات.
في سياق ذلك ، اقترح الوزير المغربي تعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع من أجل التحفيز على نقل التكنولوجيا والبناء التدريجي للاستقلالية الاستراتيجية للمملكة في هذا المجال.
وأشار البيان ذاته إلى أن الجنرال الوراق استقبل أمس ايضا وزير الدفاع الاميركي .
وجرت المحادثات بحضور السفير الاميركي المعتمدلدى الرباط ديفيد فيشر ، والملحق العسكري في السفارة الأميركية بالرباط، وتناولت حصيلة التعاون العسكري الثنائي.
ويشمل هذا التعاون تنظيم التدريبات المشتركة وتبادل الزيارات والمشاركة في مختلف التمارين والدورات التكوينية.
وأكد الطرفان إرادتهما المشتركة في تطوير علاقات التعاون العريقة القائمة بين القوات المسلحة في البلدين بنفس روح الصداقة والثقة المتبادلة. كما أن تعميق هذه العلاقات ينبغي أن يتم عبر تعزيز التعاون التقني وتنويعه لإدماج جوانب من شأنها تعزيز قابلية عمل القوات المسلحة وقدرتها على مواجهة فعالة للتهديدات المحتملة .
والتزم الجانبان ،من جهة أخرى ،بالعمل على تتبع أشغال اللجنة الاستشارية للدفاع بين المغرب والولايات المتحدة، لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.