لأن الظروف لم تعد مؤاتية للسير في مواكب كبيرة تجوب مدن بوليفيا في استعراض للقوّة، تحول الناشطون الحزبيون إلى الدراجات، يتنقلون بين المدن لاستقطاب الناخبين.

إل ألتو: يحثّ وباء كوفيد-19 الأحزاب السياسية البوليفية على ابتداع حلول لحملة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر، ففي غياب التجمّعات التقليدية، لا يتوانى البعض عن التنقّل بالدراجة الهوائية لاستقطاب الناخبين.

وقبل الوباء الذي تسبّب بأكثر من 138 ألف إصابة و8200 وفاة في البلاد، كانت المهرجانات والتجمّعات الكبيرة عملة سائدة خلال الحملات الانتخابية.

لكن الظروف لم تعد مؤاتية للسير في مواكب كبيرة من السيارات والحافلات التي تجوب أهمّ أحياء مدن البلد في استعراض للقوّة.

وخلافا للسيارة، "تسمح الدراجة الهوائية... بالحفاظ على مسافة آمنة"، بحسب ما يقول كينيث دافالوس (28 عاما) الناشط في حزب الرئيس السابق كارلوس ميسا "الجماعة المدنية" (وسط).

ويركب الشاب دراجته التي ترفع أعلام الحزب البرتقالية والخضراء مع مجموعة من نحو ثلاثين مناصرا آخر يجوبون شوارع مدينة إل ألتو القريبة من لاباز، بحثا عن أصوات محتملة في هذا المعقل التقليدي لـ "الحركة من أجل الاشتراكية"، حزب الرئيس السابق إيفو موراليس.

كارلوس أنتونبو كوندوري (52 عاما) عضو في هذا الحزب يتنقّل بدوره بالدراجة الهوائية في إل ألتو الواقعة على ارتفاع 4 آلاف متر.

وتعدّ إل ألتو التي تضمّ 922 ألف نسمة ثاني المدن تعدادا للسكان في البلد، قبل لاباز وبعد سانتا كروز (الشرق) وهي تمتدّ على قرابة 370 كيلومترا مربّعا.

لكن المساحات الكبيرة لا تخيف كارلوس أنتونيو الذي ينوي مع زملاء له يرفعون أعلام الحزب الزرقاء والبيضاء والسوداء "تغطية إل ألتو برمّتها تقريبا".

وإذا كانت الاحتكاكات القريبة محظورة وقت الوباء، فإنه من الصعب تنظيم حملة انتخابية من دون الالتزام ببروتوكول العناق وإلقاء التحية.

وقرابة 7,3 ملايين بوليفي مدعوون للتصويت في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر لانتخاب رئيس ونائبه وتجديد مقاعد البرلمان كافة، أي 130نائبا و36 عضوا في مجلس الشيوخ.

وتجرى هذه الانتخابات بعد ما ينوف على سنة من استحقاق العام 2019 الذي ألغي إثر اتهامات احتيال طالت الرئيس السابق إيفو موراليس الذي كان مرشّحا لولاية رابعة ولجأ إلى الأرجنتين في نهاية المطاف بعدما تخلّت عنه الشرطة والقوّات المسلّحة.