اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السلطات في إقليم تيغراي بتسميم قائد القيادة الشمالية للجيش الحكومي المتمركز في المنطقة قبل انطلاق العملية العسكرية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، حسبما أعلن التلفزيون الإثيوبي الرسمي.

وقال آبي مخاطبا أعضاء البرلمان الإثيوبي في أديس أبابا "فيما يخص الحرب، أريد من المجلس الموقر أن يعلم بأن قائد القيادة الشمالية اللواء ديريبا ميكونين حضر اجتماعا معهم (زعماء جبهة تحرير شعب تيغراي) قبل 15 يوما من اندلاع الحرب، ولكنه أصيب بوعكة صحية بعد تناوله وجبة الغداء معهم فقد إثرها الوعي ونقل إلى المستشفى العسكري.

ومضى للقول "قال الذين كانوا معه إنه سمم، ولكننا قلنا لهم أن يتجنبوا نشر هذه الأخبار، إذ قررنا الانتظار حتى ورود التقارير الطبية. ولكن اللواء ديريبا ما زال مريضا ولا يتمكن من مزاولة مهامه".

"ما زلت هنا"

وكان زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي دبرصيون جبرميكائيل قد قال لوكالة رويترز للأنباء في رسالة نصية بعث بها يوم الاثنين، "أنا موجود بالقرب من ميكيلي في تيغراي ونحن نقاوم الغزاة". ولكن الحكومة الإثيوبية وصفت كلامه بأنه ادعاء مخادع.

يذكر أن القتال في إقليم تيغراي الإثيوبي الشمالي قد أودى بحياة المئات إن لم يكن الآلاف من السكان، وأدى الى نزوح الكثيرين من اللاجئين الى السودان المجاور.

وكانت حكومة آبي أحمد قد شنت هجوما شاملا في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني على قوات جبهة تحرير شعب تيغراي متهمة إياها بالتمرد على الحكومة المركزية التي كانت قد هيمنت عليها لثلاثة عقود تقريبا.

خارطة
BBC

ونفى جبرميكائيل التقارير التي قالت إنه فر إلى جنوب السودان وقال إن قواته أسرت عددا من الجنود الأرتيرييين قرب بلدة ووكرو التي تبعد عن ميكيلي بمسافة 50 كيلومترا.

ولكن الناطقة باسم رئيس الحكومة الإثيوبية بيليني سيوم نفت ما جاء في تصريحات جبرميكائيل، وقالت إن "أولوية الحكومة المركزية تتلخص في إدارة البلاد وإعادة الاستقرار إلى المناطق المتأثرة. إن متابعة أوهام فئة مجرمة فاقدة للقيمة ليست في صلب أولوياتنا".

من هي جبهة تحرير شعب تيغراي؟

يُعتقد أن عدد مقاتلي الجبهة، ومعظمهم من وحدة شبه عسكرية وميليشيا محلية، يبلغ حوالي 250 ألفا.

تأسست الجبهة في السبعينيات وقادت الانتفاضة ضد "الدكتاتور الماركسي" منغيستو هيلا مريام، الذي أطيح به في عام 1991.

ثم استمرت لتصبح القوة السياسية المهيمنة في البلاد حتى أصبح آبي أحمد رئيسا للوزراء عام 2018.

وقال دبرصيون إن قوات تيغراي "مستعدة للموت دفاعا عن حقنا في إدارة منطقتنا".

حول ماذا يدور القتال؟

تعود جذور الصراع لزمن طويل الأمد بين حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير تيغراي، وقد أشعلتها مؤخرا تحركات آبي لتهميش الحزب.

وعندما أرجأ آبي أحمد الانتخابات الوطنية بسبب فيروس كورونا في يونيو/ حزيران، تدهورت العلاقات أكثر.

وقالت الجبهة إن تفويض الحكومة بالحكم قد انتهى، بحجة أن رئيس الوزراء لم يتم اختياره في انتخابات وطنية.

وفي سبتمبر/ أيلول، أجرى الحزب انتخاباته الخاصة التي قالت الحكومة إنها "غير قانونية".

وفي أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، دخل مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي إلى قاعدة عسكرية في ميكيلي مما أدى إلى بدء عملية عسكرية للجيش الفيدرالي في الإقليم .