إيلاف من لندن: توفي دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو، آخر وريث لعرش السلطنة العثمانية، عن 90 عاما، في العاصمة السورية دمشق، وفق ما أعلنت عائلته في بيان.

وقال أورهان عثمان أوغلو، أحد أفراد الأسرة في تغريدة: "توفي والد عائلتنا والسلالة العثمانية، عمنا الأمير دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو في دمشق، سوريا".

وكان عثمان أوغلو يعيش بمفرده في مدينة دمشق التي ولد فيها بعدما أخرج أبواه من تركيا بعيد إلغاء الخلافة عام 1924. وكان متزوجا من يسرى هانم أفندي (مواليد 1927)، وليس لديهم أبناء.

وعثمان أوغلو هو حفيد الأمير محمد سليم أفندي، ابن عبد الحميد الثاني، السلطان العثماني الشهير الذي ينسب إليه الفضل في الحفاظ على الإمبراطورية العثمانية من الانهيار بعدما تجاوزت أيام مجدها في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر.
وبعد سقوط الإمبراطورية، نفي أحفاد السلالة العثمانية من تركيا، منذ العام 1924. وفي عام 1952، سمح للإناث منهم بالعودة إلى الأراضي التركية، بينما سمح للذكور بالعودة في العام 1974.

وكان دوندار علي عثمان عثمان أوغلو، الرئيس الخامس والأربعون للسلالة العثمانية، التي حكمت الدولة العثمانية من سنة 1281 إلى 1922، وبعد ذلك نُفِيت عائلة آل عثمان خارج تركيا بعدما تمّ إعلان انتهاء الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية سنة 1923.

استقرار في دمشق
وكان جد دوندار، الأمير محمد سليم استقر في دمشق في بادئ الأمر (وكانت وقتها تحت الانتداب الفرنسي) ثم انتقل إلى جونية في لبنان، وكان والد دوندار هو الأمير عبد الكريم أفندي ووالدته هي الأميرة نعمت، وهي لبنانية مارونية اعتنقت الإسلام لاحقًا.

وقد استقر الزوجان في دمشق بعدما فشلا في الحصول على مباركة وموافقة الأمير محمد سليم على زواجهما (والد الأمير عبد الكريم) مع ذلك، سرعان ما غادر الأمير عبد الكريم دمشق متوجهًا إلى الصين، حيث انخرط في حركة استقلال إقليم الأويغور المعروف باسم تركستان الشرقية في ذلك الوقت.

وسبب ذهابه أن اليابانيين هم من استدعوه لكونه حفيد السلطان عبد الحميد الثاني وابن أخ آخر خلفاء بني عثمان، عبد المجيد الثاني، لقيادة قوات الأويغور الضعيفة.

وكانت اليابان وقتها تحاول زيادة دورها وتدخلاتها في الصين، وفي حين كان الإتحاد السوفياتي وبريطانيا والولايات المتحدة يساندون الصين لموازنة الطموحات اليابانية.

ولما رأى الاتحاد السوفياتي أن الأحداث قد تؤثر على الشعوب التركية والإسلامية المنضوية تحته، بدأ يتحرك عسكريًا في المنطقة.
ذهب عبد الكريم الأول إلى طوكيو، ولكنّه لم يكن يجد دعمًا كافيًا لهُ، فعاد إلى تركستان الشرقية لتنظيم الصفوف ضد الحكم الصيني الشيوعي، لكنه هُزم لضعف قواته، فسافرَ إلى الهند، ثم طلب اللجوء في الولايات المتحدة، حيث كان فرع آخر من العائلة يعيش في نيويورك.

وقد عثر عليه ميتًا في غرفة في فندق سنة 193، فيما اعتبرت جريمة قتل، لها علاقة بخلافاته السابقة أو بخصوم قدماء.