رام الله: أعربت أوساط أردنية مقربة من الملك عبد الله الثاني عن قلقها من نتائج الانتخابات الفلسطينية المحتملة في هذه المرحلة.

وقالت مصادر مطلعة لـ "إيلاف"، إن هناك خطرا حقيقيا على حركة فتح من هذه الانتخابات، وامكانية الخسارة من قوتها لصالح حركة حماس التي ستخوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع فتح، وسوف تحكم فعليا الضفة الغربية الى جانب قطاع غزة وبذلك دون ان تتحمل وزر المسؤوليات الحكومية والدولية. علماً ان الحركة مصنفة في أغلب دول العالم ارهابية.

وضمن هذا السياق، زار رئيس المخابرات الاردني اللواء احمد حسني رام الله مؤخراً مع رئيس المخابرات المصري عباس كامل، واجتمعا بالرئيس الفلسطيني.

وسلّم رئيس المخابرات الاردني الرئيس الفلسطيني رسالة من العاهل الاردني بهذا الخصوص, حذر فيها من مغبة الانزلاق الى فخ تنصبه حماس لفتح وللسلطة الفلسطينية من اجل الاستيلاء على الضفة الغربية، وجعلها قاعدة جديدة للعمليات ضد اسرائيل بأوامر خارجية قد تكون ايرانية، وذلك بقيادة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يبحث لنفسه عن منصب جديد بعد انتهاء ولايته الثانية في نفس المنصب، حيث ان دستور حماس لا يسمح لأي مسؤول فيها ان يخدم اكثر من ولايتين في نفس المنصب.

وكان العاروري بدأ مع جبريل الرجوب اطلاق المصالحة بين فتح وحماس، وكان كل منهما ممثلا لحركته في المباحثات التي سبقت المصالحة والاعلان عن مرسوم الانتخابات.

وأشارت مصادر فلسطينية لـ "إيلاف" الى أن جبريل الرجوب تلقى وعداً من حماس بانتخابه رئيسا للمجلس التسريعي القادم. ولفتت المصادر الى ان الرئيس الفلسطيني قال إن الانتخابات التشريعية والرئاسية جاءت لتؤشر للرئيس الاميركي الجديد جو بايدن عن نية الفلسطينيين التوصل لحل الدولتين مع اسرائيل. وان الانتخابات ستكون الورقة الرابحة أمام الإدارة الاميركية التي تتحدث عن الديمقراطية وحكم الشعب والانتخابات.

وقال مسؤول فلسطيني لـ "إيلاف"، إن حركة حماس سوف تكون حملاً ثقيلاً على فتح ومنظمة التحرير بعد هذه الخطوات، علماً ان الولايات المتحدة تصنف حماس ارهابية، ولن تكون إدارة بايدن مستعدة لتغيير الحال. وبهذا الامر قد تتورط فتح في مثل هذه الخطوة، بحسب المسؤول.

من ناحية ثانية تعارض أوساط كبيرة في فتح خوض الانتخابات ضمن قائمة واحدة مع حماس على نفس اساس الديمقراطية والتعددية الذي يتحدث عنه الرئيس الفلسطيني. ورأت تلك الاوساط أن حزبا واحدا لا يعطي الشارع الفلسطيني حقه في اختيار ممثليه من عدة قوائم وعلى اساس طروحات سياسية ووطنية واجتماعية.

وكان ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قد أصدر بيانا عبر فيه عن رفضه، هو وقيادات أخرى من فتح، مبدأ القائمة الواحدة في الانتخابات.

الى ذلك أفادت المصادر الفلسطينية التي تحدثت لـ "إيلاف" أن هناك تحركات لفئات وأحزاب فلسطينية وشخصيات أخرى تنوي خوض الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في 23 مايو القادم بقوائم مستقلة عن فتح، منها مجموعة الاسرى المحررين، والاسرى في السجون الاسرائيلية، بقيادة مروان البرغوثي الذي ينوي الترشح للرئاسة الفلسطينية الى جانب تشكيل قائمة للمجلس التشريعي. كما أن هناك شخصيات مثل نبيل عمرو وسلام فياض ورامي الحمد الله وغيرها تنوي الترشح بقوائم مستقلة مجتمعين أو متفرقين، بحسب ما أشارت المصادر.

يذكر أن الانتخابات الرئاسية الفلسطينية ستجري في 31 يوليو المقبل. وقد اختارت فتح محمود عباس أبو مازن مرشحاً لخوض الانتخابات، بينما لم ترشح حماس أي شخصية للانتخابات الرئاسية، ليبقى الرئيس عباس مرشحا وحيداً إلا أن نية مروان البرغوثي الأسير في السجون الاسرائيلية الترشح للرئاسة منافساً لعباس قد يقلب الموازين رأساً على عقب نظراً للتأييد الشعبي، الذي يحظى به البرغوثي في الشارعين الفتحاوي والحمساوي.