أبوظبي: تتواصل المعارك الضارية في محافظة مأرب في شمال اليمن بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين السبت، مع مقتل 50 مقاتلا من الجانبين بينهم قائد القوات الخاصة في مأرب.

وأفاد مصدر عسكري يمني وكالة فرانس برس "مقتل 22 من القوات الحكومية واكثر من 28 من المتمردين الحوثيين في مواجهات مستمرة في جبهات مأرب خلال الساعات 24 الماضية".

وأشار المصدر إلى مقتل "قائد قائد القوات الخاصة في مأرب العميد عبدالغني شعلان" خلال القتال.

وأكدت مصادر عسكرية اندلاع قتال عنيف السبت على مختلف الجبهات في مأرب "دون أي تقدم لأي طرف".

من جانبهم، تحدث الحوثيون عبر قناة المسيرة الناطقة باسمهم عن 12 غارة جوية في محافظة مأرب السبت.

ومن النادر أن يعلن المتمردون الحوثيون عن خسائرهم.

ومن جهتها، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا السبت إن المتمردين الحوثيين قصفوا مدينة مأرب ليل الجمعة بعشرة صواريخ باليستية.

وأكدت وكالة سبأ للأنباء الحكومية الرسمية إن "مأرب تتعرض ومنذ مطلع شباط/فبراير الجاري لأكبر وأشرس هجمات حوثية استخدمت فيها المليشيات كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية" مشيرة إلى أن المدينة "تعرضت لـ 10 صواريخ بالستية" ليل الجمعة.

ولم يتطرق البيان إلى وقوع اضرار أو إصابات، من هذه الصواريخ بينما لم يعلق المتمردون الحوثيون على ذلك.

والجمعة، قتل 60 مقاتلا على الأقل من الجانبين في معارك اندلعت في عدة جبهات في المحافظة، في معارك كانت الأعنف منذ بدء هجوم المتمردين على المحافظة هذا الشهر.

ومنذ عام ونيّف يحاول المتمرّدون الحوثيون المدعمون من إيران السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي تعد آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن.

بعد فترة تهدئة، استانف الحوثيون في الثامن من شباط/فبراير هجومهم على القوات الحكومية اليمنية المدعومة من تحالف تقوده السعودية.

وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض المتمردون سيطرتهم منذ 2014، في منأى من الحرب في بدايتها، لكن منذ عام تقريبا، اقتربت المعارك منها، لا سيما هذا الشهر.

ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

كثّفت الحوثيون هجومهم على مأرب على وقع تراجع إدارة بايدن عن قرار سلفه دونالد ترامب تصنيفهم منظمة إرهابية خشية عرقلة إيصال المساعدات لملايين السكان.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

أسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.